شوق
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
يـغـالبني لحرفِ الشوقِ شوقُ
وتـغـرقُ بـالتأمّلِ فيَّ نفسي
تـذرذرنـي مـراياها حروفاً
أغـيب بليل رقصات الشواطي
ويـسـكرني لها بالشعر وحي
وتـعـقـد لـلنوارس مهرجانا
فـيـأتـي فـيك منفلتا تهادى
أرتـق مـن قـديم العهد جرحا
وأِن داويـت من زمني قروحا
أغـوص بشاطيء الفيروز شادٍ
فـيـنـثرني برشات الأماسي
قـرأتـك قـصة بكتاب عمري
أنا مَنْ صغت للحسناء شعري
أريـدك مـنهلا للشعر صافٍ
فـأهـلا يا مساء الخير دربي
أجـيـئـك عند رفات الليالي
وتـهـدلُ في أراجيح الروابي
أجـيـئـك بـانفلاتات القوافي
وتـسـمعني دروبٌ لم أزرْها
أتـيـت إليك تسبقني احتراقي
سـيـعزفني هواك نشيد وجد
مـددت أنـامـلي مني اعترافا
فـهـاتـي الكف بالحناء تشذو
تـعالي فالحروف رؤى ابتهالي
لـتـنـسـجـنا لآلؤها عقودا
فـأنت لي الأصيل له ائتلاق
فـتـحـت إليك شباك الأماني
لـتنسجنا الحروف جنان خلدٍ
أنـا بـالـشعر ربان القوافي
لأوفـى كـلُّ انـهاري ترامت
أريـحيني وكوني مهد فكري
تعالي واسكني في قصر شعريويـسـبحُ في حنايا الروحِ توقُ
ويسبحُ في فضاءِ الصمتِ برْقَ
ويـعجزُ عن وفاء الشكرِ نطقُ
نـسـيـمـا خمر أقداحي يزقُّ
وتخفق فوق غصن القلب وُرْقُ
لـيالي الصيف فيها ضاع نشقُ
يـجوب خطوط ليل الحلم دفقُ
فـيـفتح لو ذكرت الحب رتقُ
يـعـود فـيسكن الأضلاع شقّ
فـيـغـلبني بنهر البوح صعقُ
لـما توحين في الشهقات سبقُ
فـطـوقني بعذب الهمس طوقُ
وجـئـت بـكـل رائعة تدقُ
ومـنـك الـقلب إحساسا يشقُّ
إلـيـك وفـيّ لـلترحاب أفقُ
هـزاراً .ضـمه للرقص عِشقُ
سـرايا الغيم فيها اخضرّ َشرقُ
لـيـنـقـلها إلى الآفاق خفقُ
ويـعـرفـني هواك ومن يرقُّ
ويـقـدحني بومض منك حرقُ
ويهمس فيك في السرحات ذوقُ
لـتفتح في سراب الريح طُرْقُ
لـيـرسـم لونها بالوشم خـَلْقُ
ولـن يرقى إلى الروحين حمقُ
ويـنـقرنا على الأوتار طَرْقُ
ووجـهك ضاحك القسمات طَلْقُ
وفـي الـنسمات ترحابٌ أرقُّ
ويـنـقـلنا لوادي البوح عُمْقُ
أجـيء بـكـل مـترفة تَرِقُّ
وبـاحـت بـالـذي فيها يدقُّ
لـيـنبت في غد الأفكار صِدْقُ
فـمـن أِلاك لـلـترويح شوقُ