أوروبا.. وملحمة النقاب

أوروبا.. وملحمة النقاب

م. صالح بن علي العمري- الظهران

[email protected]

شـعّ  الـحـجاب بها فَجُنّ جنُونها
وعـلا  الـغـبـارُ المُدلهّمُ iiسماءَها
ضـاقـت  بُطهْر المؤمناتِ فكشّرت
وتـكـشّـفـت  لـلناسِ عن حُرّيةٍ
يـا لـلـعـجـوزِ تهدّلت أشداقها..
شـمطاءُ  شاخت تحت عين iiخلاعةٍ
وإذا الـسُّـراةُ بـهـا دُعَـاةُ دَعَارةٍ
يـا  سَـوْءة الـغربِ المُعتّق iiبالخنا
لـمّـا رأت تـاجَ الـعفافِ iiتجهّمت
أ  مِـنَ الـحضارةِ أنْ تُهان iiضعينةٌ
فـضـحَ  الـحجابُ مبادئيا iiوَضْعيّةً
حـظُ الـعـفـيـفـةِ نقمةٌ iiوعداوةٌ
وإذا تـعـرّت جُـلّـلـتْ iiبـحفاوةٍ
هـل قـيـمةُ الحسناءِ قِصْرُ iiردائِها
يـا  مـنْ لـمـؤمـنةٍ تلظى iiدمعُها
هـي  سـلـعةٌ في عُرْفكم، iiومقامُها
جَـلـبَ الـعـدو بقضّه iiوقضيضِه
لـمّـا رأتْ عِـظَـمَ البلاءِ iiتدثّرت
عـصـمـاءُ لـمْ تـأبهْ بلوثةِ مُفسدٍ
أو سـمـسـريٍّ تـاهَ فـي iiشُبُهاتِهِ
لـلـه كـم عـبـثَ النفاقُ بأمّةٍ ii!!
كـم  خـبّـأوا دعـوى الفساد iiتقيةً
هـي  جـولـةٌ بين الطّهارةِ iiوالخنا
دعْـهـا تـنـاطـحُ صخرةً iiدرّيةً
واللهُ  – جـلَّ جـلالُ ربِّك – iiشاهدٌ
قـل لـلـمـداهنِ والمفاوضِ iiأرْبِعَا
كـم أوقـدوا نـيـران حقدٍ iiسُعّرت
وإذا الْـتـفـتُّ إلـى مرابِعِنا iiبَكَتْ
أألـومُ  سـاركـوزي وفي أصقاعِنا
نـاحَ الـحـجابُ بشرقِنا iiوتَسَجّرتْ
واللهُ  يـدعـو لـلـطهارةِ iiوالحَيَا..
أمَـةَ الـعـقـيدةِ: في بلائك iiرفعةٌ
أنـتِ الـطـهـارةُ..درُّها iiودثارُها
عـلِـمـوا بـأنـكِ نـخلةٌ iiرفرافةٌ
عـلِـمـوا بـأنـكِ مهجةٌ معطاءة iiٌ
عـلِـمـوا بـأنـكِ قـلـعةٌ iiنبويّةٌ
أنـتِ  الـسـيـاجُ لأمـةٍ iiعـلويّةٍ
تـكـفـيكِ  آيُ الوحيِ حين iiتنزّلت
أنـتِ وصـيـةُ أحـمـد في نزعهِ
أنـتِ  الـجـهادُ.. وفيك يتألقُ الفِدا
أنـتِ الحِمَى..أنتِ الهوا..أنتِ iiالسَّنا
أنـتِ الـرجـاحةُ والسماحةُ iiوالعُلا
أنـتِ  الـجـلالةُ والرسالةُ iiوالنّدى
هـذي  أوروبـا قُـنّـعَتْ iiبعدالةٍ!!
وتـقـهـقـرت لمحاكم التفتيش في
ولـو  اهتدت بجمالِ طُهرك لارتقت
تُـغضي عن الأقصى بصائرَها iiوقد
كـم أمّـةٍ طـمـسَ الـعنادُ iiفؤادَها
لا تـرقـبـي نَصَفَ السياسة iiبعدما
وتـأمّـلـي فـي رحـمة الله iiالتي
أودَعـتـكِ اللهَ الـكـريـمَ iiوحفظَهُ


















































واصّـدعـت أسوارُها iiوحصونُها!!
وغشى النواصي المُكفهرّةَ طينُها (1)
عـن حـقـدِهـا.. والجاهليةُ دونها
تـئـدُ الـفـضائلَ كي تقرَّ iiعيونُها
وَنَـبَـتْ مـعايبُها.. وأربدَ لونُها ii!!
رعْـنـاءُ .. يُـوردُها الشقاءَ iiلَعِيْنُها
فـلـسـوفَ تـقتحمُ الجَحيمَ iiسفينُها
لم  تخبُ – ما مرّ الزمانُ– iiضغونُها
وتـبـدّدتْ  آدابُـهـا وفـنونُها ii!!
والـذنبُ أن تَحْمي العيونَ iiجفونُها!!
فـإلـى  الـمزابل غثها وسمينُها ..
فـي قـوم لـوطٍ .. خابَ ثمّةَ iiدينها
لـمّـا  بـدت لـلاهـثـينَ iiفتونُها
فـالـعُـرْيُ يُعْلى ..والعفافُ iiيُهينُها
حـتـى تـعـالـى شجوُها iiوأنينُها
فـي شـرعـنـا إيمانُها ويقينُها ii..
وجـفا الصديقُ ..وذو الجلالِ iiيُعينُها
بـعُرى  العقيدةِ .. والكتابُ iiيصونها
لـفـظتهُ أنسامُ الصفا وحجونُها ii(2)
يُـسدي  الفتاوى حيثُ يطلبونها (3)
وكـم  اسـتطال على الذِّمام خؤونُها
واللهُ  يُـخـرجُ مـاتـكـنُّ iiبطونُها
والـفكرُ يخبو ما استطال سكونُها ii!!
وارقـبْ  إذا انكسرتْ هُناكَ iiقرونُها
مـنـهُ الـحـياةُ.. وفي يديه iiوَتينُها
فـإلـى  مـتى تلهو بنا iiصهيونُها!!
والـمـسـلـمـونَ وقودُها iiوأُتونُها
دُرَرُ  الـقـوافـي..حرفها iiولحونُها
أغـلالـهـا  وشؤونُها وشجونُها ii!!
بـتـأوّهـاتِ  البائسينَ سُجُونُها ii!!
ومُـنَـى الدَّعيِّ بأنْ يشيعَ iiمجونُها!!
حَـسْـبُ الـحَمائمِ غُصْنُها ووُكونُها
والـحـورُ  في ساحِ الجنانِ iiوعِيْنُها
خـطـرٌ  عـليهم عذقُها iiوغصونُها
كـالـسُّحْبِ.. يرتضعُ الإباءَ iiجَنينُها
كـالعِرْضِ..ماأحلى  الشهادةَ iiدونها!!
ومـكـارمُ  الأخـلاقِ أنـتِ مِعِيْنُها
جُـلـى الـمعاني .. والكتابُ iiيُبِينُها
تـقـضـي الـحياةُ ولا تُردّ iiديونها
ويـحَ  الأسودِ إذا استُبيحَ عرينُها ii!!
أنـتِ  الـجـبالُ فكيف iiيقتلعونها؟!
بـلْ أنـتِ مـعراجُ الهدايةِ iiوالنُّهى
أنـتِ  الـقـداسةُ كيفَ iiيمتهِنونها؟!
والـعُـنْـصريةُ  لا تزالُ تُشينُها !!
عـصـرِ التحاور.. والرّحى قانُونُها
لـكـنْ  تـعـفر في الفجورِ جبينُها
نـاح الـحـمـامُ وقد ذوى iiزيتونُها
فـدَنـتْ بـعُقبى الظالمينَ iiمنونُها!!
شـغـلـتـهـمُ  كاساتُها iiوصحونُها
قَـرُبَـتْ  لـنفسٍ لا تخيبُ iiظنونُها
والله  لاتـخـفـى عـليه شؤونُها..

(1) إشارة إلى بركان أيسلندا..

(2)و(3) المُفْتون المفتونون المضادّون للنقاب والمجيزون للإختلاط..