يا صُبح يا صُبح
25تشرين12014
مصطفى عكرمة
يا صُبح يا صُبح
مصطفى عكرمة
يا صُبحُ يا صُبحُ إنَّ النومَ قد ذهبا ألِفتهُ وتقاسمْنا الوفاءَ فإنْ تمرَّستْ فيه نفسي فهو لي سَكنٌ أعيشُهُ اليومَ بعدَ الأربعين أسىً فراشيَ القلقُ الأعتى، وسامرتي تكدَّسَ الليلُ فوقَ الليل في طُرقي وحوليَ القومُ أغفوْا – عفوَ غفوتهم لا صحوةُ القومِ تُرجى، لا ولا مُقَلي * * * يا صبحُ يا صبحُ إنَّ النومَ قد ذهبا فلا تَرُعكَ جراحاتي وكثرتُها ولا يَرُعكَ انفرادي وحشةً وأسىً عُمُرٌ تقضّى على ما كانَ من أملٍ كم ذا اجتهدتُ وكم جاهدتُ محتسباً ما كانَ أشقاهُ عُمراً ضاعَ من عُمري ما ضرّني حقبةٌ من عُمريَ انصرمتْ * * * يا صبحُ يا صبحُ للأقدار حكمتُها حسبُ الرجولةِ أقدامٌ لنا دَميتْ وأنّ درباً حَفينا فوقه زمناً تبقى على الدهر أعمالٌ لنا سَلِمَتْ * * * يا صبحُ يا صبحُ إنَّ النومَ قد ذهبا أنا الذي اخترتُ دربي راضياً، وأنا حسبي وحسبُكَ مني أنَّ لي خَلَداً يسلسلُ الشُعْرَ ألحاناً تذوبُ جوىً وكلُّ شعرٍ أتى من قلب مبدعهِ قد تنفرُ الأذنُ من صوتٍ به طربٌ * * * يا صُبْحُ يا صُبْحُ إن النومَ قد ذهبا لا النصحُ يُجدي، ولا في القوم ذو رَشَدٍ قد وحّدَ القومَ حبّ الذلِّ في زمني ماتَ الإباءُ بنا.. فارتاحَ غاصِبُنا * * * يا صُبْحُ يا صُبْحُ إنَّ الهمّ قد غَلَبا فما استقرّ، ولا أغرتهُ بارقةٌ حزني على الأمسِ، خوفي من غدي اجتمعا يا صبحُ عفوكَ ما حزني بمنقطعٍ حبٌّ وهبتُ له عمري وأوجعُ ما * * * يا صبحُ يا صبحُ طيفُ النومِ قد غرَبا أناملي العشرُ قد أشعلتُها قبساً أكادُ أذوي عليهم حسرةً، وأسىً لا تعجبنْ من شكاتي فهي هيّنةٌ ضاعتْ عقيدتُنا في كهفِ غربتنا في كلِّ بيتٍ ترى ناراً مُسعّرةً غداً سينفدُ أهلونا وبعدَ غدٍ * * * يا صبحُ يا صبحُ إنَّ الليلَ قد تعبا يا صبحُ يا صبحُ أُذُني ألفُ مصغيةٍ كم ذا أحنّ إلى استلهامِ ملحمةٍ ويصدقُ العزمُ فيها صدقَ معتصمٍ طالَ اشتياقي وهذا الكونُ مرتقبٌ أكادُ أذوي وموجُ اليأسِ يغلبني إنا لننصرُ من قد آمنوا وأرى لكنَّ من يدَّعونَ النصرَ قد كذبوا * * * يا صبحُ يا صبحُ قومي آهِ واعجبي على هداكَ غَدونا أمّةً وثبتْ بالأمسِ كانت ملوك الأرضِ ترهبُها كانت على رغم ما امتدَّتْ وما حكمتْ لم تُبدِ ظُلماً، ولم تُغفِلْ عدالتُها تشعبتْ في بقاعِ الأرضِ تعمرُها واليومَ نحيا كأنا لم نكنْ أبداً الذلّ نحسَبُهُ من ضعفنا أدَباً والعزُّ يسخرُ منّا حين نذكرهُ تفنَّنَ القومُ من ملءِ البطونِ وما واستوردوا كلَّ ما في الأرضِ من بِدَعٍ والروحُ تشكو خواءً لا حدودَ لهُ نُفَلسِفُ الجهلَ عن علمٍ ونعبدهُ ونهدرُ المالَ فيما لا انتفاعَ بهِ ونقبلُ الضَّرَّ في قولٍ وفي عملٍ ونبعدُ النفسَ عمّا يبتني غدَها ونورثُ الجيلَ باسمِ العلمِ كل عمىً والحقُّ والَهفي للحقُ نهجرهُ ألدُّ أعدائنا يحتلُّ منزلنا الأغنياتُ غدتْ للحربِ عُدّتَنا إذا شَدَتْ في كهوفِ الليلِ بنتُ هوىً وليسَ إلا بهذا السُّكْرِ من أملٍ القدسُ ضاعتْ، وضاعتْ قبلها قِيَمٌ ماذا أُحدّثُ عنها!! آهِ من زمنٍ تبدَّلت قيمُ الإنسانِ وانقلبت فكم ترى الرأسَ ذيلاً أو ترى ذَنباً هيهاتَ تلقى بقومي مُخلصاً عملاً المبدعونَ تراهم شُتِّتوا وقضَوا والعالمونَ غَدَوا بوقاً لظالمنا والتُرَّهاتُ غَدت للحكم معتَمداً الجاهليةُ عادت ألفَ جاهلةٍ للجاهلية أصنامٌ محدّدةٌ للجاهليةِ أصنامٌ توحّدها أصنامُها لم يكن يُؤذى بها أحدٌ يا جاهليةُ عفواً أنتِ مؤمنةٌ وكانَ منها على علاتِها قيمٌ في كلِّ نفسٍ ترى الأحقادَ عاصفةً فلا الرجالُ رجالٌ حينَ تطلُبُها باعتْ أنوثتها في سوقِ شهوتِها وأرخصتْ كلَّ ما أغلتهُ فطرتُها لما أضاعتْ وما صانت أمومَتَها يذرو به القهرُ، والتشريدُ يجمعهُ ما أتعسَ الجيلَ محروماً رعايتَها * * * يا صبحُ يا صبحُ إنَّ الأمنَ قد صُلِبا لم يبقَ للقومِ من بُشرى لمرتقبٍ كلُّ الحرامِ غدا حِلّاً لقادتنا بالظلم قد حكموا، بالبغي قد شُغِلوا لوحدةِ الشعبِ قد جاؤوا ونُصرتِهِ مَنّوا عليه بحرياتهِ انطلقتْ يُحصونَ أنفاسَ من قد باتَ مُحتضَراً قد أبدعوا القمعَ دستوراً نُساسُ بهِ تَفَنَّنوا في استلابِ الشعبِ لقمتهُ تحوَّلت لبنوكِ الغربِ أرصدةً قد استحالت إلى تدميرنا عُدَداً بها غزانا، بها ساقَ الفناء لنا إذا الطغاةُ تمادَوا في ضلالتهم قد وحَّدَ الكفرُ أهلَ الكفرِ واعجبي ما كان ظلماً قضاءٌ حلّ ساحَتنا * * * يا صبحُ يا صبحُ إن النومَ قد ذهبا لمن أبوحُ؟ وما جدوى النواحِ وهل سُدَّت مسامعُ من يُرجى لمحنتِنا في كلِّ يومٍ ترى أرضاً لنا سُلِبت وأمتي ألف شتى، ألف شرذمة نشنُّ في كلِّ يومٍ ألفَ معركةٍ سيوفُنا في رقابِ الأهلِ قاطعةٌ نخشى عتادَ العِدى لو كان من خشبٍ كم ذا تمنيتُ والأعداءُ تهزمُنا رعاتنا ما وعَوا يوماً ولا احترموا إذا اشتكى الشعبُ عُرياً وزَّعوا صُوراً لا يصلُحون لأمرٍ غيرَ أنهمو * * * يا صبحُ للمسجدِ الأقصى قداستهُ قد كان قِبلتَنا الأولى وبارئُهُ ومنه كانَ له المعراجُ معجزةً فيها رأى ما أراهُ اللهُ عن كثبٍ إسراؤه كانَ، والمعراجُ شمسَ هدى إسراؤه منهُ والمعراجُ كان لنا نفديه، نمنعُ بالأرواح تُربتَهُ * * * يا صبحُ مسجدُنا الأقصى يدنُسهُ نغفو على أعذبِ الأحلامِ حين غدا ما حرَّكت ساكناً فينا مصيبتهُ لا المالُ ننفقهُ من أجلِ نصرتهِ وواحدٌ من ألوفِ الأثرياءِ بنا * * * يا صبحُ عفوكَ ما شكواي من جَزَعٍ همومُ قومي مذيباتٌ وأخطرُها * * * يا صُبحُ يا صُبحُ أمرُ الله قد غَلبا يا صبحُ هذي همومٌ لا أعددُها هذي الهمومُ بقلبي كلّها نزلتْ فكلُّ من آمنوا أحزانهم حَزَني علّي أرى خيرَ خلقِ الله يشفعُ لي إني اجتهدتُ وحسبي أن أكونَ إلى * * * يا صبحُ يا صبحُ لو أنَّ المُنى جُمعت لكان كلُّ رجائي أن يجيء غدٌ وليسَ ذاكَ عزيزاً إن نَرُمْهُ بما هو السبيلُ ولا والله ليسَ لنا * * * يا صبحُ يا صبحُ في أقوالنا ظمأ نُملي من الكتبِ آلافاً مؤلفةً وقولةٌ من رسولِ اللهِ واحدةٌ كم أيقظت أُمماً طالَ الرقادُ بها وكم أزالت مِنْ الدنيا جبابرةً وكم أعادت لذي شكٍ بصيرتَهُ وتغمرُ الأرضَ والأكوانَ حِكْمَتُها والباحثون ومن للعلم قد نَهَدوا والبالغونَ من الدنيا مراتَبها لم يبلغوا بعضَ ما قد قالَ أحمدُنا وقولهُ الحقُّ عبرَ الدهرِ ما شُجبا * * * يا صبحُ يا صبحُ أَعلِنها بلا وجلٍ تهيّأتْ كلُّ أسبابِ الضياعِ لهُ وليس ينفعُ شعباً جيلهُ خَرِبٌ * * * يا صبحُ يا صبحُ إنَّ الليل قد تعبا مهما وَهَى، ونأى عنكَ الضياءُ بَدا إني أرى في رؤى الآتين ألفَ سَنا فيا رؤى الجيلِ بوركتِ الرجاءَ ويا * * * يا ربِّ عفوكَ عن همٍّ أُكابدهُ يا ربِّ رُدَّ إلى التوحيدِ أُمَّتنا أدعوكَ ربِّي وقد عزَّ الرجاءُ، ولا | وطالَ سُهدي، وساءَ السُّهْدُ نأى رأيتَ فؤادي إثْرَه ذهبا ما كانَ أكرمَ حُبَّاً حَبَّبَ الوَصبا! وكانَ لي في الصِّبا المقهورِ إلْفَ صِبا منْ ألفِ عامٍ أراها تحملُ الحطبا واسوَدَّ، وامتدَّ حتى لَيَّلَ الشُّهبا طالتْ، وقمتُ عليها حارساً حَدِبا أغفتْ، ولا أنا قدْ أدَّيتُ ما وجَبَا * * * وأورثتني همومُ الأمةِ النَّصبا فخلفها ألفُ جرحٍ يقذفُ اللَهبا وأنني بينَ أهلي عشتُ مغتربا فلا اقتربتُ، ولا من مُقلتي اقتربا وكم صبرتُ، وكم عانيتُ ما صَعُبا! لو لم أكنْ بإلهِ العرشِ مُحتسبا!! ما دمتُ أملكُ في دنيا الهدى حِقَبا! * * * فلا تملّ إذا لم نحرز الغَلَبا على الطريق.. ولم نستشعر التَّعَبا حبّاً به قد رفضنا القزّ، والذهبا لكي تقولَ بأنا لم نكن ذنَبا * * * وما عتبتُ فعتبي يُغضبُ الهُدبا رأيتُ كلَّ عذابي فيه قد عَذُبا رغمَ الأذى لم يضِقْ ذَرعاً ولا عَتبا ونبعُ إلهامهِ القدسيُ ما نضَبا سرى إليك وفي أعماقكَ انسكبا وقد تُحِسُّ بصوتٍ صاخبٍ طربا * * * وقدْ تعاظَمَ ما للقومِ قد وجبا فيُستثارُ لِما من أمرنا حَزبا فكلُّهم يتشهّى لثمَ مَنْ ضَربا هيهاتَ تلقى أبيّاً ثارَ، أو غضِبا * * * فلا يَرُعك فؤادي ضجَّ أو وَثَبا عن همّ قومي.. ولا مثلَ القلوبِ صَبا فألهبا في فؤادي اليأسَ فاضطربا ولا إخال شكاتي تُذْهِبُ النَصَبا يُجزى به واهبٌ إنكارُ ما وَهبا * * * ونورُ كلِ نجومِ الأمنياتِ خَبا للمدلجينَ فصبّوا حقدَهم سُحُبا وما رأيتُ لما بي منهمو حَدِبا فقصرُ أخلاقنا من ركنهِ خَربا وبدرُ آمالنا من أفقنا غَربا وقد جعلنا عليها أهلَنا حطبا كما فعلنا بهم نغدو بها لهبا * * * فهل أرى لذيولِ الليلِ مُنقضبا! إلى أحاديثِ عزٍّ قد تثيرُ إبا السيف يسبق فيها الشعرَ والخُطبا رأسُ العدوّ غدا لما انتخى تَرِبا يرجو لقومي أيا ربّ الهُدى سَبَبا لولا استقرَّ بقلبي من لَدُنك نبا نصراً وعدتَ به يا ربُ مقتربا أُجِلُّ نصرَكَ أن يؤتى لمن كذبا * * * من حالةٍ حيُّروا في أمرها العَجبا تُعِزُّ بعدَ شتاتٍ بالهُدى الحِقبا والناسُ تخطبُ منها وُدَّها رغَبا أماً رؤوماً، وكانتْ للأنامِ أبا خصماً، وكم نال حقاً بعدَ أن غُلِبا وجيشُها حَكَمَ الدنيا وما انشعَبا لا مسلمينَ أعزوا الأرض، لا عربا ومنهجاً حققَ الآمالَ والأربا حتى الترابُ تشكَّى رأسَنا الترِبا أبقَوا لذلك لا فَنّاً ولا سَببا وأبدعوا في اللباسِ الوشيَ والقَصَبا والفكرُ تلقاهُ مجلوباً، ومُضطربا وكم نزوِّرُ في إرضائهِ الأدبا وكم يَعِزُّ إذا للخيرِ قد طُلِبا! ونحنُ نعلمُ أنا نحصدُ العطبا ولا نحسُّ حياءً حولَ ما ارتكبا وندَّعي أن أزلنا الجهلَ والحُجُبا ونستكينُ إذا ما ضاع أو سُلبا ونحنُ في بيتنا عن أهلِنا غُرَبا فليسَ إلا بها نستعجلُ الغَلَبا كنُّا السكارى، ونمنا عامَنا طَربا في جمعِ أشتاتِ قومٍ شوَّهوا النَّسَبا فألفُ قدسٍ بقلبي تشتكي السَّلبا عمَّ الجفافُ وأُمطرنا به نُوَبا فكلُ أمرٍ تراهُ اليومَ مُنْقَلِبا قد صارَ في الرأسِ؟ آهٍ كم ترى ذَنَبا!! إلا وضُيّعَ مفتوناً، أو اغتربا والأرذلونَ استحالوا قادةً نُجَبا فمنتهى علمهم تبريرُ ما ارتَكبا فليسَ إلا عليها يمنحُ الرُّتَبا وصار كلُّ يقينٍ عندنا رِيَبا وألفُ تمثالِ ربٍّ حولنا انتصبا وجاهليتُنا صرنا بها شُعَبا ونحنُ نلقى بها الإذلالَ والنُّصَبا وكُفْرُنا زادنا فوقَ العَماءِ غَبا ونحنُ نقتلُ فينا الدينَ والأدبا حتى طغى الحقدُ، فيها والهوى غَلبا ولا النساءُ تراها تحضنُ الزُّغُبا وعرَّتِ الصدرَ باسم الفنِّ والرُّكَبا فحبُّها الغربَ أعمى عقلَها وسبى عانى المذلةَ هذا الشعبُ واكتأبا فالفكرُ منه خَبَا، والعزمُ منه كَبا وأكرمَ الجيل من تحنانِها شرِبا! * * * فكلُّ نفسٍ تعيشُ الذعرَ والرعُبا وما إخالُ أرى في القوم مرتقِبا ونحن نجتَرُّ من تجويعنا السَّغبا بالفتك قد ملؤوا أقطارَنا رهَبا وجاهدوا ليظلَ الشعب منشعبا وحدَّها أن يُجيدَ الرقصَ واللَّعبا ويرهبون من الأمواتِ أن تَثبا فالكلُّ يزهو بكم أفنى، وكم صَلَبا باسمِ الجهادِ ويا ويلاهُ كم نُهِبا! على العدو جرت أنهارُها ذهبا وكادَ لفظُ اسمها أن يوقعَ الهَرَبا بها استباحَ حمانا، وازدهى عَجَبا فإنَّ كل قصورِ الأمنياتِ هَبا وصارَ أمرُ أولي التوحيدِ مُنشعبا فليس يُجزى امرؤٌ إلا بما كسبا * * * فألفُ عذرٍ إذا أُنسيتُ ما وجبا يُجدي العتابُ إذا ناديتَ منتَحِبا؟ وخلفَ ألفِ جدارٍ وجههُ احتَجَبا وكلُّ يوم ترى حقاً لنا اغتصبا وكلّ شرذمةٍ قد أصبحت عَرَبا لكن تُشنّ على الأهلين واحَرَبا وفي الحروبِ ترى أمضى السيوفِ نبا وإن غُزينا ترى فولاذَنا خشبا في كلِّ معركةٍ أن نُحسنَ الهَرَبا حقَّ الشعوبِ ولكنْ أتقنوا الكَذِبا أو اشتكى الشعبُ جوعاً طوّلوا الخُطَبا سَرّوا العدوَّ غداةَ اختارَهُم لُعَبا * * * فحبهُ نسبٌ.. أكرِمْ به نَسبا! إليه أسرى بمنْ مِنْ رسلهِ انتخبا لم تبقِ في الدهرِ شكاً لا، ولا رِيَبا وقابَ قوسينِ أو أدنى قد اقتربا يظلُّ فيضُ سَناها يَهتِكُ الحُجُبا أمراً من الله أن نبقى له النُّجُبا نفنى ولا ساعةً نلقاهُ منتحبا * * * رجسُ اليهودِ، وقومي حالفوا اللَّعبا يبكي ويندبُ محروقاً ومنتَهَبا ولا شكونا، ولم يلقَ الذي شَجبا ولا نُقِرُّّ فدائياً له غَضِبا لو شاءَ جهَّزَ جيشاً يضمنُ الغَلبا * * * لو أن ما بيَ مَسَّ الصخرَ لانعطبا ألا ترى شاكياً منها ومنتَحِبا * * * فعفوَ ربي إذا لم أُحسِن الأدَبا فهي الحصادُ لمن في زَرعها تَعِبا وقد رأت في فؤادي منزلاً رحُبا وكم أحسُّ إذا نالوا المنى طربا! لِما حلمتُ، وما ألقى، ولو صَعُبا ما كانَ يرضي رسولَ اللهِ مُقتربا * * * وكان للقلبِ أن يختارَ ما طلبا ولا يُرى مسلمٌ في الأرضِ مكتَئبا من بعد ذلٍ، وضعفٍ وحَّد العَرَبا إلا بمنهجهِ أن نبلغَ الأرَبا * * * فكيف نُذهبُ جوعاً هدَّد الكُتُبا؟ ولا نُحِسُّ بها معنىً، ولا أدبا تمضي القرونُ، وتبقي روحَ ما كُتبا وجدَّدتها فنالت بعدها الغَلَبا! لَما بَغت، وأرَتها الهولَ مُنتصبا! وكم أزالت فما أبقت بنا رِيَبا! ولم تغادرْ لعلمٍ نافعٍ سببا ومن أضاعوا بعلمٍ واحدٍ حِقَبا والمانحونَ بها الألقابَ والرُّتبا وهو الذي عاشَ أميّاً وما كتبا ولا ارتضى الحقُّ إلا نَهجَهُ نَسبا * * * إني أرى الجيلَ للأوهامِ قد جُذبا ولم نُهَيِّئ لما يُجدي ولو سَببا أن يملكَ الأرضَ أو أن يغزوَ الشُّهبا * * * وآنَ لليلِ أن نلقاه مُنقَضِبا رغمَ الظلامِ شُعاعٌ يهتِكُ الحُجُبا وألفَ شمسٍ تُمنِّي بالهدى العَربا ليلَ الخفافيشِ إنَّ الصُّبْحَ قد قَرُبا * * * فقد أطلتُ، وما وفيّتُ ما وَجَبا لعلَّها تُرْجِعُ المجدَ الذي ذَهَبا أرى سواكَ مجيراً يكشِفُ النُّوَبا | منقَلَبا