رغم الكآبة

شريف قاسم

[email protected]

أمـسِ انزويْتُ ولي في  مهجتي ضَرَمُ
ومـقـلـتاي  ومن مجراهما iiانحدرتْ
مـاراعـني الخطبُ جيَّاشًا ولا iiوجلتْ
أيَّـامُ  عـمـري وإيـمـاني iiيواكبُها
ولـم يـزلْ فـي قـوافـينا السَّنا iiألقًا
ومـا  انـثـنى خطوُ إقدامي iiبمعتقدي
وقـيـلـ:  مـالـك ياهذا أَهَلْ iiغلبتْ
أم جئتَ ترثي وفي ( الجبَّانةِ ) ارتفعتْ
أمْ  دوَّخـتْـكَ طواحينُ الأسى ، iiوعدا
آهٍ... آهٍ ولــلآهـاتِ iiجـلـجـلـةٌ
الـقـدس ! أم أنـها الأبعادُ قد iiجُمعتْ
فـقـلْـتُ : عفوك . دعْها غيرَ iiمطفأةٍ
دعْـهـا  فـإنَّ هُـدى الباري iiبعالمنا
صـنَّـفـتُ  لـلشُّهداءِ الصِّيدِ iiملحمةً
أبـكـي  الأحـبةَ إنْ جنَّ الدُّجى iiأسفا
مَـنْ  شُـيِّعُوا أمسِ لاتُحصَى iiمواكبُهم
وفـي غـيـابةِ سجنِ الجسمِ أسمعُ iiما
عـداوةُ  الـشَّـرِّ لـلإسـلامِ iiقـائمةٌ
مَـن قـال : إنَّ دعاةَ السِّلمِ قد iiصدقوا
يـحـبُّ  ذبـحَ الـذي يرجو iiسلامتَه
الـعـالـمـيَّـةُ مـهـما رقَّ iiملمسُها
إن شـاءَ يـنـهـشُـها أو شاء iiيأكلُها
أخـالُـهـا بـمُـدى الأحـقادِ iiمطبقةً
أبـكـي أُخَـيَّ ومـا في مهجتي وجٌ
لـكـنَّـهـا  الرحمةُ استعذبْتُ نشوتَها
فـقـد  قـضى اللهُ ، واطمئنانُ iiأنفسِنا
وقـد مـشـيْـنا ولم يَعْرُ الجوى iiسأمٌ
سـبـعـون  أو كـاد حاديها يطالعُني
والـفـتـحُ بـيـن جناحَيْ أدمُعٍ iiودمٍ
لايـخـرجُ  الـنُّـورُ إلا مـن iiدُجُنَّتِه
والـبـاذلـون  بسوقِ الخزيِ iiعثرتَهم
لـم  يسمعوا صوتَنا الأعلى ولا iiعلموا
سـيـشـرقُ  الـغـدُ وضَّاءً iiبدعوتِنا
لايُـدرِكُ الـنَّـصـرَ إلا مؤمنٌ iiوثبتْ
يـأتـمُّ  بـوركَ  بالحادي الذي عبقتْ
رويـدكَ  الـيـومَ مـاضـلَّتْ كتائبُنا
قـد يـضـحكُ الواهمُ المخذولُ يركبُه
ويـهـتفُ  الشارعُ المشحونُ من iiقلقٍ
بـلـكـنـةٍ   بـاسمِه  لم تَعْدُ iiهذرمةً
الـعـاثـرون وهُـمْ كُـثْـرٌ iiبـأُمَّتِنا
لا  مَـنْ هُـمُ آثروا دينَ الهدى وَسَمَوْا
شـتَّـانَ بـيـن غـويٍّ فـاشلٍ iiوقِحٍ
لـلـمـؤمـنين  بربِّ العرشِ iiمَكْرُمَةٌ










































وخـافـقـي بـالأسى والشَّجوِ  يلتطمُ
مـدامـعُ الـوجـعِ الـمسجورِ iiلاتجمُ
نـفـسي من الدُّهُمِ استشرى بها iiالغسمُ
بـالـعـزِّ  تـحدو ، وبالجبَّارِ تعتصمُ
يـنـيـرُ وجـهـتَـنا فالكربُ محتدمُ
ولا تـراخـتْ عـلى دربِ الهدى قَدَمُ
ريـحُ الـكآبةِ مَنْ في الكربِ يبتسمُ ؟!
شـواهـدُ الـحقِّ تسقي أهلَها الدِّيمُ ii؟!
عـلى  فؤادِك صرفٌ ليس ينصرمُ ii؟!
تـأجَّـجـتْ في حنايا القلبِ أو ألمُ ii!!
فـي دارةِ القدسِ ، فالأوجاعُ والسَّقمُ ii!!
فـالـنَّـارُ  مـابرحتْ للخيرِ تلتهمُ ii!!
لـمَّـا  يـزلْ بطغاةِ الأرضِ iiيصطدمُ
فـذابَ قـرطـاسُـهـا واستسلمَ iiالقلمُ
وكـم  بـكـيـتُ وأحـبابي هُمُ iiوهُمُ
إلـى  الـرحـيم ،ولي من بينِهم iiرَحِمُ
يـسـيبُ   من هولِه المسجورِ ii محتلمُ
ولـلـهـداةِ  مـن الأشـرارِ ii شرُّهُمُ
فـكـاذبٌ قـولُـه ، أو مـاكـرٌ iiقرمُ
ولـيـس تـمـنـعُـه عن بغيِه iiشيمُ
فـفـي  جلودِ بنيها : الذِّئبُ والغنمُ ii!!
أو شـاءَ تـسـلـيـةً إن نـابه السَّأمُ
ومـن عـسـاكـرِها الأوباشُ iiوالنَّهَمُ
ولـسـتُ  أخـشى ، فبالدَّيَّانِ iiأعتصمُ
عـلـى الأحـبَّـةِ مـاخـانتْنِيَ iiالذِّممُ
هـنـاءةٌ  لـلـرضـا ، فالهمُّ iiينحسمُ
ولا  يـنـلْ رغـمَ ضـيقٍ مسَّنا النَّدمُ
يـرفُّ فـيـها الرَّجا ، واليأسُ iiمنهزمُ
لـو  لـم يـلـجْ لـتلاشتْ أدمعٌ iiودمُ
فَـسَـلْ  تجبْكَ  وإن طالتْ بنا ii الظُّلَمُ
أخـالـهـم خـسـروا أو نابَهم iiصَمَمُ
أنَّ  الـمـرارةَ فـي بـالأفراحِ iiتُختتمُ
وشـذوُه  : الـفـتـحُ والإسلامُ والقيمُ
خُـطـاه  خـلـفَ الذي في كفِّه iiالعلمُ
أردانُه   بالمزايا البيضِ  والعُصُمُ ii(1)
ولاعـراهـا  الـونى ، أو أقعدَ iiالسَّقمُ
زيـفُ  الغرورِ ، ويمشي خلفَه iiالحشمُ
ومـن ضـياعٍ ، ومن همٍّ له سِيَمُ ii(2)
مـحـيـطُـها بعريضِ الرَّيبِ iiمنقسمُ
وهـم مـسـاكينُها أعياهُمُ الوصمُ ii!!!
فـي  ظـلِّ مـسـكـنـةٍ بالعزِّ تتسمُ
وبـيـنَ مَـن ضـمَّه الإيمانُ iiوالعِظمُ
تـأتـي  وإنْ طالت الأيامُ والدُّهُمُ ii(3)

              

هوامش:

(1)  العُصُمُ : من العصمة ، أو بياض اليدين لصفاء الجوهر .

(2)  سِيَمُ : علامات ، آثار

(3)  الدُّهُمُ : الأيام المظلمة الملأى بالنوازل