كاتي

محمد الخليلي

[email protected]

إلى والديّ كاترينا الفتاة  التي قضت نحبها بين يديِّ أطبائها بسبب خطأ وإهمال شديدين ، ولما تكمل ربيعها الثامن . كاتي عاشت وماتت ولم تقارف إثما ، صبَّر الله والديها على فقدها.

(بكاتريتا)  لقد عظم iiالمصابُ
ولـم تـبلغ من العمر iiالثماني
فـغـشَّـاها من المولى تعالى
حرارة  جسمها أضحت iiتلظى
لـقـد قـتـلت وأيم الله ربي
وقـد  ماتت بأيدي من iiرعاها
مـن الأحـجار قد قدَّت قلوبٌ
قضت  نحبا ولمَّا تعص ِ iiأمراً
لـكنت  رأيتها في الخلد تشدو
فـفـي  جـنات خالقنا iiمراحٌ
أمـنِّـي  النفس بالرؤيا iiلعلي
أحـنّ  إلـى لقاها طول ليل iiٍ
فذي  نفسي شغوف في iiهواها
أتـوق  إلـى لقاها ويح iiقلبي
لقد كانت كزهرالروض iiتزهو
وقد  كانت كما العسل المصفى
فـكـل  سـويعة تبدو iiقروناً
كـأن  الدار بعدك طيف قفر iiٍ
وأن العيش دونك محض وهم ٍ
فـمـا دفـع المكاره iiمستطاعٌ
فـأنـت شبابيَ الماضي تولى
حـبيبة َقلبيَ المفجوع ii(كاتي)
عـذابـي  أنك الذكرى ابتلاءٌ
فـلـيس  الوَجْد يبْرده لعَمري
رضـيت بقسمة الرحمن iiربي
تـعـالوا  نعمُر الدنيا iiصلاحا
فهذي  الدار يا صحبي iiغرورٌ
وهـذي  الدار وهم ٌ ليس إلا iiَّ
وتـلـكـم  لـلشقاء فلا هناءٌ




























وشـاب  لـفقدها حَزَناً iiشبابُ
ولـمَّـا يـكمل العَقدَ النصابُ
حِـمـامٌ لـيس يدفعه iiانتحابُ
تـكـابـدها ويغشاها iiالعذابُ
بـجهل الطبِّ أعقبه iiالوصابُ
لـهـم  يا صاح ِ آثار iiعجابُ
وأفـئـدة  وأكـبـاد iiصلابُ
فـكـاترينا إذا كُشف iiالحجابُ
وتـغـمرها  السعادة iiوالثوابُ
فـلا  شكوى هناك ولا iiعذابُ
أرى فـي الحلم طيفا يُستطابُ
طـويـل ٍشطَّ إذ طال iiالغيابُ
أصـبِّـرها  وقد عزَّ iiالطِلابُ
فـيـعمرني ويغمرني iiاكتئابُ
وإذ ذبـلـت فقد نعق iiالغرابُ
هـضـيمٌ سائغ ٌ سلسٌ شرابُ
لأن الأرض مـقـفـرة iiيبابُ
وبـاقي  العمر بيْنٌ iiواغترابُ
فـبُـعدك  ياابنتي أبدا iiرُهابُ
ولا  كـتمُ الجوى طبعٌ iiيُطابُ
وما عيشي وقد ضاع iiالشبابُ؟
نـعـيمي أنت طرا ًُ iiوالعُُُُُُُُُذابُ
نـعيمي أن في الصبر iiالثوابُ
سـوى  صبر جميل iiيُستطابُ
فـصـبَّرني وقد عظم iiالثوابُ
لـيـغـمرنا  التوكل والمتابُ
سـراب كـنـهها أبداً iiسرابُ
نـتـيه  بها ويحصدنا iiالتبابُ
عـذاب عـيـشها أبدا iiعذابُ