يا فؤادي
يا فؤادي
ناجي الطنطاوي – رحمه الله -
فؤادي لا يقر له قرار
ونفسي كلها شجن وشجو
أتاني أن إخواناً إليهم
أصاب ديارهم خطبٌ تداعت
أغار عليهم قومٌ جُناة
هم شذاذ آفاق أرادوا
ولم يجدوا من الأوطان إلا
وراحوا يغصبون الأرض ممن
وباتوا يعبثون بكل حقٍ
تحركهم وراء الستر عمداً
ولو لم تحمهم لقضت عليهم
ليحيا الحق دوماً إن تجره
صبرتم أيها الإخوان حتى
وشاهدتم نوايا السوء فيهم
فثرتم في وجوههم جميعاً
وصحتم فيهمو صيحات حق
دعوا هذي الديار لنا وسيروا
وإن تأبوا فإنا قد نهضنا
أنفنا العيش في ذلٍ وخفض
نهضنا نشتري موتاً لنحيا
ثباتاً أيها الأبطال حتى
ولا يكُ لاتحادكم انفصام
سيبلغ حربكم خمسين يوماً
ويبلغ بعده مئة فصبراً
سلاح ضجت الأعداء منهوأدمع مقلتي العبرى غزار
وآلامٌ وبؤس وانكسار
نما الدين والدم والجوار
لهولِ وقوعه تلك الديار
شعارهم التعدي والنفار
لهم داراً كما للناس دار
فلسطين العزيزة إذ أغاروا
تملكها وهل في الغصب عار
كذا شاءت لهم أيدٍ كبار
وتنصرهم إذا وجب انتصار
سيوف المسلمين إذن وطاروا
قوى وليفن حق لا يجار
تولى الصبر وانقشع الغبار
تحاك لكم وقد قرب الدمار
ولولا الضغط ما انفجر البخار
وبعض القول تقدح فيه نار
فضا رحب الثرى لكم انتشار
لطردكم وليس لنا انتظار
وخير من معيشتنا البوار
فإن الموت يعقبه الفخار
يكون على العدى لكم انتصار
فكم ضر المجاهد إنشطار
وفي الخمسين عزم واقتدار
عليها إنها جداً قصار
به لكم سيكتب الافتخار