ياسين في موكب الملائكة
27آذار2010
أ.د/ جابر قميحة
ياسين في موكب الملائكة
(بمناسبة ذكرى استشهاده)
أ.د/
جابر قميحةاستشهد البطل القائد أبو الجهاد الشيخ أحمد ياسين في 22 / 3 / 2004 . بعد صلاة الفجر بصاروخ صهيوني غادر . وهذه بمناسبة مرور ست سنوات على إستشهاده .
قُـضِـيَ الأمـرُ، لا يُـردُّ لـو يُـعـيـدُ الـبكاءُ مَن قَد فقدنا لـسـتُ أرثِـي "ياسينَ" فَهْو عَلاء عَـن مـداهُ كـم يـعـجـزُ البُلغاءُ قد أضاءَ المحرابَ في الفجرِ بالفجْـ ثـمَّ كـان الـرحـيـل دون وداعٍ * * * طـائـرٌ أسـودٌ خـفـيٌّ عـتـيٌّ نـفـثَ الـنـارَ غـادرًا ثـمَّ ولَّى وكـأنِّـي بـنـفخةِ الصُّورِ دوَّتْ أيـنَ أهـلُ الـمحرابِ يا فجرُ فيهم أينَ رمزُ النِّضال في الأرضِ ويْحِي أيـنَ وجـهٌ سُـداه عـزمٌ ونـورٌ مـا اعـتـراهـا من البلاء هوانٌ أيـن رأسٌ قـد كـان كـنـزًا ثريًّا أيـن عـيـنانِ فيهما ومضةُ الحقّ أيـنَ فـيـنـا لـسانُك العطر يتلو أيـنَ قـلـبٌ قـد كـان بالذِّكر حيا يـا إلـهـي لـم يـبـقَ إلا بـقايا * * * لـحـظـاتٌ وانـجابَ فيها العماءُ فـإذا الأرضُ مـثـلُ عُرسٍ تجلَّى وإذا الـريـحُ بـسـمةٌ من صَفَاءٍ هـي روحُ الـربيع في الكون دبَّتْ وتـنـسـمـتُ ريـحَ مسكٍ طَهُورٍ ورأيـتُ الـشـهيدَ "ياسين" يرقَى " فـإلـى أيـن أنـتَ ماضٍ سعيدًا مـوكـبٌ مـن مـلائِـكِ اللهِ تَشدُو قـالـ: "قـد فـزتُ بالشَّهادةِ، إنِّي قـلـتُـ: "خُـذنِي إلى مَداكَ شهيدًا تُـرزقـون الـرِّضـاءَ زادًا ورِيًًّـا قـالـ: "عـيشوا و بالجهادِ تصدَّوْا واطـلـبوا الموتَ دون خوفٍ وجبنٍ لـن يُـزالَ الـهـوانُ إلا بـعزمٍ إنَّ مَـن يـتـرك الـجـهـادَ ذليلٌ * * * يـا نَـبِـيَّ الجهادِ، يا خاتَمَ الرُّسْـ قـد أتـاكـم "ياسينُ" في جنَّة الخُلْـ هـزَّهُ الـشـوقُ لـلـشَّـهادةِ حتَّى يـا عـظـيمَ الجلالِ فلترضَ عنِّي كـم دعـا اللهَ أن يـمـوتَ شهيدًا * * * لا تـلـومـوا "شـارونَ" فَهو عدوٌّ لا تـلـومـوه- يـا كـبارُ- فأنتم أيـن- لا أيـن- كنتمو يوم غالوا اتـفـقـتـم عـلى الخلافِ وهجتُم غـيـر أنـي أقـولـ: قُمتم وثُرتُم فـشـجـبـتـم جريمةَ القومِ حتَّى وأذعـتـم مـن الإدانـات ألـفًـا تـلـك مـنكمْ بطولةٌ يعجز الأطْـ * * * قـد يـقـولون: "ألفُ عرشٍ فداه " "إنَّـمـا الـعـدل قولُنا ألفُ عرشٍ إنَّ "يـاسـيـن" كـان أمـةَ عزمٍ وغـدًا تـنـدكُّ الـعـروشُ وتغدو وشـهـيـدُ المحرابِ في الفجرِ باقٍ * * * يـا كـبـارًا- ولـسـتمو بكبارٍ - كـم كـبـيـرٍ في بوله راحَ يحبو وصـغـيـرٍ قـد عـظَّمته المعالي يـا كـبـارَ الـمـقامِ، هنتم وبعتم فـالـذي بـاع شـعـبَـهُ مستهينًا هـل أمِـنـتُـم مـكرَ اليهودِ إذَا مَا فـاحـذروهـم، إن فـاجئوكم نيامًا لـسـتُ أدري مـا يـفعلونَ ولكنْ مَـن يـهـنْ يـسـهلُ الهوانُ عليه | قَـضَاءُفَـهُـو اللهُ فـاعـلٌ مـا لـبَـكـيـنـا حـتَّى يجفَّ البكاءُ شـامـخٌ عَـزَّ أن يـفـيـه رِثاءُ ٌ ومِـن الـعـجـزِ يـلهثُ الشُّعراءُ ـرِ، وبـاحـت بعطرها "الإسراءُ" قُـضِـيَ الأمـرُ، لا يـردُّ قـضاءُ * * * بـخـداعٍ قـد خـطَّـه الـلؤماءُ فَـطَـوَتـهُ الآمـادُ والـظَـلـمَاءُ مـادتِ الأرضُ إِثْـرهَـا والفضاءُ أحـمـدُ الـحـقِّ، مَن به يُستضاءُ أيـن مَـنْ بـاسـمِه تسامَى الفداءُ؟ نَــبَـويٌّ، وجـبـهـةٌ شـمَّـاءُ؟ أو طـواهـا لـغـير ربِّي انحناءُ فـيـه فـقـهٌ وحـكـمةٌ سمْحاءُ؟ ومـن خـشـيـة الإلـه بـكاءُ؟ سـورةَ الـفـجرِ شعَّ منها الضياءُ؟ مِـلـؤُه الـنُّـورُ والتُّقى والمُضَاءُ؟ مِـن عِـظـامٍ تـلـبَّـستْها الدماءُ * * * وتـولَّـت عـن أفْـقِـهـا الظَّلمَاءُ وإذا الـجَـدبُ جـنَّـةٌ فـيـحـاءُ وإذا الأُفْــقُ روضــةٌ غـنَّـاءُ فـهـو سـحـرٌ وفـتـنـةٌ حسناءُ عـبـقـريِّ الـشَّـذا حَبَتْهُ الدِّماءُ لـسـمـاءٍ مـا طـاولـتـها سماءُ وحَـوالَـيْـكَ هـالـةٌ بـيـضاءُ وعـلـى الأفْـقِ مِـن بَهاها بَهاءُ؟" عشتُ عمري وهي المُنى والرَّجاءُ" حـيـثُ أنـتـم فـي جـنَّةٍ أحياءُ حـيـثُ نُـعـمـى مبرورةٌ وسناءُ" فـهـو الـنَّـصـرُ حين ربِّي يشاءُ فـهـو دربٌ قـد خـطَّـهُ الشُّرفاءُ أو يُـعـيـدَ الـحـقوقَ إلاَّ الدماءُ وخـسـيـسٌ، فـقل: عليه العَفَاءُ" * * * ـلِ ويـا صِـدِّيـقـونَ، يا شهداءُ ـدِ وفـاءً لـكـم، فـنِـعـمَ الوفَاءُ عـاشَ فـي الشَّوقِ صُبْحُه والمَساءُ لـيـسَ بـعدَ الرِّضاءِ منكَ رِضَاءُ فـقـضـى اللهُ أن يُـجابَ الدُّعاءُ * * * وعـلـى الـغـدْرِ طُـبِّعَ الأعدَاءُ دونَ أن تـشـعـروا- لـه شُركاءُ رجـلاً أُمَّـةً، بـه يُـسـتـضَاءُ؟ وانـصـرفـتـم وصَمْتُكم ضَوضَاءُ ولـكـم غـضـبـةٌ وفِـيكم "إباءُ" كـان لـلـشـجبِ في الدُّنا أصداءُ حَـمَـلَـتْـهـا- وضجت– الأنباءُ ـفـالُ أن يـأتـوا مـثلَها والنِّساءُ * * * قـلـت: "بخْسًا، وكيف هان الفداءُ؟" كُـفْءُ نـعـلـيـهِ، ذاكَ حقًّا كِفاءُ ونـضـالٍ لا يـعـتـريـه انتهاءُ كـلُّ تـيـجـانـهـم عليها العفاءُ مـثـلَ نـورٍ لا يـعـتـريه الفناءُ * * * إنَّ بـالـعـقـلِ يُـعـرفُ الكُبراءُ زعَّـمَـتْـهُ الأنـطـاعُ والأغبياءُ! عَـزْمـةٌ حـرُّةٌ نَـمَـاهـا الإباءُ! لـم يـعـد لـلـشعوبِ فيكم رجاءُ هـو والـغـاصـبُ الـعدوُّ سواءُ أنـكـروكـم، وحـلَّـتِ البَغضاءُ فـي هـنـاءٍ فَـلاَتَ حين نَجاءُ! يـمـسكُ البوحَ عن لساني الحياءُ مـا لـجـرحٍ بـمـيِّـتٍ ضرَّاءُ | يـشـاءُ