رُقْيَّة
10تشرين22007
د. حيدر الغدير
رُقْيَّة
د. حيدر الغدير
"لماذا انحنيت" قصيدة محلقة للدكتور جابر قميحة، أسرتني شكلاً ومضموناً، فأعدت قراءتها مرات ومرات، فاستولت علي، فافتديت نفسي منها بهذه الأبيات التي أرجو أن تكون قريبة من آفاقها الوضاء.
ألـم أوصـك الأمـس لـما وأسـرفـت في الحزن حتى بكيت وأدمـنـت سـب الـزمان الذي ولـمـت الـعـدو ولمت الصديق بـألا تـخـاف ولا تـنـحـني وألا تـحـيـد عـن الـمكرمات وكـن فـي الخطوب كشم الجبال وزادك فـي الـنـائـبات اليقين وفـي الـوفر جود النبيل الشكور وكـن مـسـلـماً عزمه كالشهاب وكـن عـادلاً أصـغـراه العفاف وكـن بـلـبـلاً لا يعاف النشيد وأخـلـص دعـاءك لـلأبـعدين تـوكـل عـلـى خـالق قد براك ويـغـدو لـك السمع والباصرات وحـرزك يـغـدو طـوال الحياة * * * وقـلـت وقـلـت فـبـادرتـني تـعـشـقـتـها فهي في خاطري فـصـارت مـنـاي التي أرتجي إذا اشـتـهـيت في حياتي الرؤى وأقـسـم إنـي الـحـفـي بـها * * * وعـاهـدْتَـني أن تصون العهود وفـيـم تـدحـرجـت من حالق وفـيـم نـظـرت إلى ما خسرت وفـيـم رأيـت قـلـيـل الظلام وفـيـم رأيـت الأذى والـعقوق وحـولـك سـرب مـن الطيبات * * * ألـم تـدر أن الـخـنوع الممات فـأنـت الـقـتيل الذي قد قتلت وأنـك لـمـا جـرعـت الهوان غـدوت لـقـومـك أضـحوكة وأنــت الـذي بـاع أعـلاقـه أضـرتـك ويـحك سود الظنون فـيـا ويـلـهـا صفقة من تباب تَـشَـهَّـيْـت ويـحك فيم السُّعار غـنـى الـنفس أنفس مال الفتى ورُبَّ فـتـى وَهْـمُـه حَـتْـفُه وشـر قـيـود الـفـتى أن يهون * * * وحـاذر رغـابـك قـبـل العدا ولا يـمـلـكـنّـك مـا قد ملكت فـقـد يـعـبـد الـمرء أشياءه فـكـن فـوق إغـرائـها بالإباء وكـن مـالـكـاً نـفسه بالحفاظ فـأعـدى أعـادي الـفـتى نفسه وتـعـسـاً لـعـبد الغنى والمنى وعـبـد الـقـطـيفة أخنت عليه إذا أدمــن الـمـرء أحـزانـه غـدا عـبـدهـا فـاسـتبدت به * * * تـذكـر بـأن الـحـيـاة ابتلاء وأن الـخـسـارة أخـت الرباح وأن الـقـصـور سـتغدو القبور وتـقـفـو الـسـعادة يوم الشقاء وفي الصاب شهد وفي الشهد صاب وقـد يـمكن الشر فيما ارتضيت * * * ولـي رقـيـة أسـعـدت مهجتي وأدمـنـتـهـا فـهـي وردي إذا وإمــا أُمــرت وإمـا أَمـرت وإمـا حـزنـت وإمـا فـرحت وإمـا غُـلـبـت وإمـا غَـلبت هـي الـحـصـن شيّدْته بالدعاء * * * أضـفْ لـلـدعـاء كنوز اليقين وعـز الـضـراعـة تـرقى بها وصـبـراً وسـعـياً هما حادياك فـذاك الـضـمـان وذاك الملاذ وطـوق الـنـجـاة فـبـادر له | أتيتْإلـيّ تـلـوك الأسـى وفـي لـومك الناس حتى اشتفيت سـقـاك الـمـصائب فيما رأيت وقـومـاً إلـى ربـعهم قد أويت وأن تصحب الصبر حيث اغتديت وعـن صهوة المجد مهما اكتويت إلـيـهـا حـنـنت وفيها ارتقيت وفـي الأمن أغلى خصال وعيت وفـي الـفـقر كوز وخبز وزيت وكـالـسـيف سل وكن كالكميت إذا مـا رضـيـت وإمـا أبـيت إذا مـا ظـمـئـت وإما استقيت ولـلأقـربـيـن وحـي ومـيت سـتـكـفـيـك آلاؤه مـا اتقيت ويـرمـي سـهـامـك إما رميت وحـرزك فـي الـقبر إما قضيت * * * حـفـظت الوصاة ومنها ارتويت إذا مـا كـفـفـت وإمـا نـويت وقـنـديـل دربـي أنـى مشيت رجـعـت لأنـوارهـا فاهتديت وإنـي فـرحـت بـهـا واكتفيت * * * فـفـيـم غـفـلت وفيم عصيت وفـيـم لـغـيـر الإلـه انحنيت ولـم تـر ألـف نـعـيم حويت ولـم تـبـصر النور أنى مضيت وأغـمضت عينيك عما ارتضيت وهـن الـحـسان اللواتي ابتغيت * * * وأنـك لـمـا خـنـعت انتهيت وأنـت الـنـعـيّ الذي قد نعيت كـؤوسـاً دهـاقـاً بـهنَّ انتشيت عـلـيـهـا الـشوائن مما جنيت بـأبـأس مـا اخـتار لما غويت غـداة الـمـبـيع وحين اشتريت حـبـتـك الخسارة فيما اشتهيت فـدعـه وأجـمـل إذا ما سعيت وأبـقـاه فـاخـتره مما اصطفيت وأطـمـاعـه قـبـره إن دريت فـهـلاّ حـفـظت وهلا ارعويت * * * إذا مـا افـتـقـرت وإما اغتنيت ولا مـا فـرحـت بـه وازدهيت فـتـسـطـو به في تعالَ وهيت وإلا شـقـيـت بـمـا قـد قنيت وإلا تـصـاغـرت حتى امحيت فـقـدهـا وإلا اعـتدتْ واعتديت ومـا حـاز مما ارتجى وارتجيت فـمـات بـهـا فـارثه إن رثيت وأوهـامـه مـن لـمـاذا وليت وأخـزتـه فـي كل صحب وبيت * * * إذا مـا انـحـدرت وإما اعتليت إذا مـا افـتـقـرت وإما اغتنيت وإن أدهـشـتـك بِـكَيتَ وكَيت وتـأتـي الـخـيانة ممن رعيت وفـي الـبان ماء ومنه اصطليت وقـد يـمـكـن الخير فيما قليت * * * تـنـخَّـلـتها فاستوت واستويت سـكـتُّ مـلـيـاً وإمـا حكيت وإمـا نُـهـيـت وإمـا نَـهيت وإمـا رحـلـت وإمـا ثـويـت وإمـا اجـتـمـعت وإما اختليت فـكـان مـلاذي لـه قـد أويت * * * وصـدق الإنـابـة حيث انتحيت وحُـرّ الـدمـوع إذا مـا بـكيت إذا مـا قـويـت وإمـا وهـيت وأغـلـى رُقـايَ بـهن احتميت وإلا هـويـت هـويـت هـويت | واشتكيتْ