عودي خلافتنا
عبد المنعم مصطفى حليمة
"أبو بصير الطرطوسي"
[email protected]
عودي بحقّ الله عودي
عودي لإنقاذ الوجودِ
عودي خلافتنا فقدْ حنَّ الزّمان لكي تعودي
عودي خلافتنا خلافة أُمّة الحُكم الرشيدِ
عودي فقد عكِفَ الطّغاةُ المفسدونَ على الجحودِ
فقلا بنا المتألّهون بلا نظامٍ أو حدودِ
ضلّ الأنام بفتنةِ الأهواء والعيش الرّغيدِ
عودي فلن تجدي بنا غير التسلّط والعبيدِ
عودي فإنّ صلاح عالمنا المضلّل أن تسودي
عودي مباركةً فإنّك فجر عالمنا الجديدِ
عودي لإصلاح الوجودِ فصلاحهُ في أن تعودي
***
عودي خلافتنا فليس سواك من أرضى الأناما
حقّقت للإنسان أنّى كان بالعدل السلاما
ومحوتِ ما قد كان من ظلمٍ، وبدّدتِ الظلاما
بلحبِّ أرشدتِ الورى وكما استقمتِ قد استقاما
هل غيرُ سيفِ الحقِّ من أرسى بعالمنا النّظاما!
قد كان سيفك رحمةً لولاه لم نحيا الوِئاما
أرسى العدالة عدلهُ وأزالَ من كانوا اللئاما
زالت به الأصنام، والطغيان قد ولّى انهزاما
حفظ الحقوق لكل النّاس، لم يخفر ذماما
عودي خلافتنا فإنَّ العود قد أمسى لِزاما
***
عودي خلافة أمتي لصلاح عالمنا سريعا
عودي فإن الكون من ظلمٍ يكادُ يموت جوعا
عودي فإن المفسدين من الطغاة غدوْا جميعا
يتنافسون لكي يروا كلّ الأنام لهم قطيعا
لا يأبهون وإن أبادوا كلَّ ثانيةٍ جُموعا
حتى لتجزمُ لم يروا للشمس في يومٍ سطوعا
الرّعب من دون القتال أحال من يحيا صريعا
وجميع ما الرحمن أنزله غدا خرفاً مريعا
لم يُبق طغيان الطغاة بعالمي إلاّ الصقيعا
عودي خلافتنا فإنك أنت من كنت الرّبيعا
***
ماذا أُحدث يا خلافتنا الرشيدة عن زماني
لكرامة الإنسان أنّى كان كنتِ بلا تواني
كنتِ الرّحيمة لم تفرّقْ بين مبتعدٍ ودانِ
لم تبق مظولماً ولا أبقيتِ محتاجاً يعاني
وغداة ذلّك غاب غُيِّبَ كلّ داعٍ للأمانِ
ولأنتِ وحدك من لكلّ الناس حقّقت الأماني
ما كان من عزٍّ له جاهدت صار إلى هوانِ
وإليكِ يهفو العالمون بكلّ آنٍ أو مكانِ
عودي خلافتنا لتُنْجي كلَّ مظلومٍ وعانِ
عودي فليسَ سواكِ من يُرجى لأدواء الزَّمانِ
***
عودي بحقِّ الله عودي، عودي لإنقاذ الوجودِ
بكِ خير خلق الله بشَّرنا، وحقٌّ أن تعودي
عودي فما الوعود خير الرّسْل يوماً من محيدِ
عودي فعودُكِ للطغاة الظالمين من الوعيدِ
عودي فعودك لليتامى والعفاةِ أحبُّ عيدِ
عودي تريْ في كلِّ وجهٍ بسمة الطفل الوليدِ
عودي لكي تلقَيْ بأنّا قد وُلدنا من جديدِ
عودي خلافتنا فوعد الله آذنَ أن تعودي
عودي فقد حنَّ الزَّمان لمولدِ الفجر الجديدِ
عودي فما إلاّك يرجى لإسعاد الوجودِ