نواح الكمنجة
نواح الكمنجة
طالب هماش
يا أيها الرجل الضرير
إلام يملؤك البكاء
وأنت مخلوق كثير الدمع
منفردا تموت
* * *
والام ترقد صامتا في الليل
كالميت الصموت
* * *
هل أنت مكتئب عظيم الروح
القتك العذابات التي لا برء من
أوجاعها الضراء في بئر
وخانتك البيوت
* * *
أيكون هذا الليل مأواك الفقير
لتهجر الدنيا وزينتها
وتأنس ليلك الداجي
وتخلد للسكوت
* * *
أم مسك الخسران
واستولى عليك الحزن
حزن ميت الصرخات
تكتمه القلوب المستباحة
من فداحة وطأة الصمت الثقيل
* * *
عيناك ناظرتان
في غور سحيق
خلف ذياك الجمال المستحيل
* * *
أغرقت نفسك في تأمل آخر الغرباء
لا أحد يبادلك العناق
سوى الفراغ
وصمتك المشروع بالألم النبيل
* * *
أم انه ضرب من التحديق في مجهولك الأبدي
بحثا عن رحيل
ماذا فعلت بحق نفسك يا أبي
لتظل منحنيا على صدر الكمنجة كالقتيل
* * *
ماذا فعلت بحق نفسك كي نراك
* * *
أبدا وحيدا باكيا
متألما ومعذبا
والثكل يهجع في أساك
* * *
متعبدا في ضفة الغدران كالطير السماوي الحزين
وغارقا في منتهاك
ماذا أصاب فؤادك المنذور للفقدان
حتى تدلهم شجون روحك
والأناشيد القديمة في اماسي اليتم
تنشدها النفوس المستفيضة في رثاك
* * *
أم مسك الخسران
واستولى عليك الحزن
حزن ميت الصرخات
تكتمه القلوب المستباحة بالأنين
* * *
متضرعا بالروح أسال قلبك الفاني
احي أنت أم ميت
أما في الروح من شي يشل كابتي
أم أنت ربان كبير اليأس
منكسر طعين
* * *
والموت هذا الكائن المولود من عجز القلوب
متى يحين أوانه
بالله يا رب الشقاء
متى يحين
من ذا الذي يبكي حقيقته المضاعة
في مغيب العمر محتضرا
وأي جريرة يتطهر الغرباء من اوضارها
في كل حين
* * *
أبتاه هل لك في المنية موعد تأتيه
كي تلطو إلى قبر
وتقرا كلما قلب بكى ألما
أناجيل الحنين
* * *
لكانما هذي الحياة ضريح موت هائل الأحزان
يحمل نعشه العميان
في كل اتجاه
أبتاه
في تلك البقاع المدلهمة في صحارى الليل
خلف مقابر محروثة بالريح والصلبان أودعني
لتحضرني المنية يا أباه
فأنا سئمت من الكهولة واكتفيت من الحياة
* * *
كل الذين تاملوها في زوال العمر عادوا خائبين
* * *
لا لم يعد هذا الوجود بفجره الدامي
سوى فزاعة صماء تجحظ ناظريها في فراغ العزلة السوداء
رائية ملاك الموت
يفرد جانحيه على جحيم الخاسرين