يا شامةَ الأقطار

محمود فرحان حمادي

يا شامةَ الأقطار

محمود فرحان حمادي

[email protected]

أبـدًا  تُـسـعّرُ في الفؤاد iiغراما
عـيـنٌ  هـجرت جمالها أعواما
عـيـنٌ يُـعادُ الشيخُ في تذكارها
حـيـن  الـتـعلّل باللقاء iiغلاما
عـيـنٌ تـعـشّقنا هواها iiرضّعًا
والـشوقُ يأبى في الوصال iiفطاما
عـيـن  بـها الأيامُ أينع iiعودها
والـلـيـلُ عـاد بوصلها iiبسّاما
طـرّزت  أحلامي بسحر iiلحاظها
ولَـكـم هـويت بليلتي iiالأحلاما
هـاجت  بقلبي الذكريات، iiفجئتها
صـبّـا  أطـارحها الغرامَ iiكلاما
أجثوا على الركب الضعاف معفرًا
خـدًّا مـسـحت بصدقه الأوهاما
أرنـو لـهـا، والدمع سحَّ مكحلاً
جـفـنًـا بـكـى لـفراقها iiأياما
الـيـوم  تـنتقم النواهدُ من iiفتىً
أمـسـى يُـردّدُ حـولها iiالأنغاما
ويُـكـرّرُ الـشكوى حيال iiأميرةٍ
قـسـرًا أمـاطـت للعيون iiلثاما
وتـنـفّـس الصُعداءَ منها iiخافقٌ
لـيـزيـحَ  عن صدرٍ له iiالآثاما
أنـا فـي هـواها والغرامُ iiيلفّني
فـردٌ  تـعـلّـق بالسعود، iiفهاما
يـشدو القريضَ بحبّ أجمل iiغادة
مـن  نـبـلها تخذ الزمان وساما
مـن  ألـف ليلتها، وحلو iiحديثها
نـبـذ الأنـامُ عـداوة، iiوخصاما
الـشـعـرُ  يـحلو بالمديح لغادة
أحـيـت بـطيب كلامها iiالأفهاما
هـي  غادةُ الدنيا، وتاج iiعروشها
ومـنـارةٌ مـنـها الفخارُ تسامى
خـودٌ إلـيـها المكرمات iiتعاقبت
فـبـمـائـهـا الظمآنُ بلَّ iiأواما
أحـببت  منها الوجه حين iiتبلّجت
أنـوارهُ؛ لـيُـبـدّد iiالإظـلامـا
وهـويـت عـينًا في سويداء لها
نـورٌ  يُـجـدّد لـلـحياة iiنظاما
هـي بنت (هارون الرشيد) مدينة
قـد  مـزّقـت برجالها iiالأوهاما
تـاهتْ  بها الدنيا، وطاب iiلأهلها
عـيـشٌ  أذاق الـمعتدين iiحماما
وتـعـطرتْ شفةُ الزمان iiبمدحها
عـامًـا يـجدد في المفاخر iiعاما
تعبتْ بسطوتها الجيوشُ، iiفأسكتت
أبـواقـهـا، وتـقـطّعت iiأقساما
والـيوم  إذ عاث الدخيلُ iiبأرضها
وأذاقـهـا مـن خـزيـه iiالآلاما
عـارٌ عـلـيـنا أن تظلَّ أسودنا
والـعـلجُ  يعبث في الديار iiنياما
يـا شـامـةَ الأقطار، تلك iiقلوبنا
تهوى  (الرشيدَ) وتعشقُ ii(الخيّاما)
تهوى (الرصافة)، إذ يهبُّ iiنسيمها
وتذوب في (الكرخ) العزيز iiهياما
فـتـحـيـة  للرافدين iiنصوغها
ولـمـاء (دجلة، والفرات) iiسلاما