يا عيد بشر
أبو المعتصم بالله يوسف النتشة
[email protected]
(1) مواخر :المواخر السفن التي تشق المياه.
(2) باخعات: بخع نفسه نهكها وكاد يهلكها من الغضب والهم.يـا عـيد بشرْ ..هل تراك مبشرا
نـكـدُ الـحـياة المرُّ في زفراتها
والـنـاس هـاجعة أسارى غمرة ٍ
أنـظـر فـدونـك لـلمدامع أنهرٌ
غـصص الزمان تدق كل لحيظة ٍ
والـمـكـر كبّار ٌ يحاصر ضعفنا
* * *
جـئـنـا إلى الدنيا كطهر نسائم ٍ
فـتـخـطفت ريحُ السَموم أريجها
وأتـت على وهن الهشيم وأمعنت
جـئـنـا إلى الدنيا كخفقة شاعر ٍ
فـإذا بـه رهـن الشجى متلوع ٌ
قـد كـان يـحـمل للحياة أمانيا ً
لـكـنـه الـعيش الكؤود رمى به
* * *
يـا عـيـد بشر إن قلبي َ مدنف ٌ
خـلت الديار .. فما بها من مؤنس
غـاب الأحبة أين .. أين أراهم ُ ؟
نـاءت بـأصفاد الظلام ضلوعهمْ
دار الـزمـان عليهم ُ حتى اغتدوا
* * *
يـا عـيد بشر إن جرحي َ نازف ٌ
وطـنـي يـئـن بشامه وحجازه
وبـكل أرض من حمى الإسلام تج
وعـلى رصيف الكون تلمح أمتي
تـرجو السلامة في حظيرة جاحد ٍ
* * *
يـا عـيـد بشرْ إنه الأمل المرج
تـهـفـو إلـيـك الكائنات توجعا
ترجوبعَودك بعضَ نورٍأو بصيص
وعلى جناحك ترسل التكبير صوت
مـن لـلـصباح الحر يوقد جذوة
* * *
يـا عـيـد بشر إنه الزمّن المُعن
فـلـعـلـه الفجر الوليد يطل يو
ولـعـلـه العيد السعيد يعود فين
يـا عـيـد بشرْ.. إنها الدنيا ظلافـالخلق كل الخلق تشكو ماترى !
ولـجـاجة ٌ.. فيها الحليم تحيرا !
سـاهـون فـيها والزمان تغيرا !
أنـظـر فهذا الكون يهوي بالورى
ظـلـم ٌ وظـلم ٌ.. قد أحاط مدمرا
وسـواد ُ حـقد ٍ في العباد تجبرا !
* * *
خـطرت كأنفاس البكور نواضرا
كـالقاصف المحموم هبّ مزمجرا
تـذروه لـلموت الزؤام.. تجبرا !
نـسـجـت له الأيام حلْما أخضرا
بـيـن الـنوائب والثعالب خُيِّرا !
طـهـرا وقـلـبا بالمكارم عمرا
وحْـشَ القبور مناجيا أهْل الثرى!
* * *
يـحـنو لدهر ٍفي الخوالي أدبرا!
وبـكـى حمام الأيك دمعا أحمرا !
هـامـوا.. وجابوا غربة ومهاجرا
وتـمـرد الـبغي الغشوم وأوغرا
بـيـن الورى متنكرا أو منكرا !
* * *
فـي كل ساح ٍ من بلاديَ قد سرى
وبـنـيـلـه... وفراته قد عكرا
ري الحادثات الحالكات مواخرا(1)
مـتسولا .. متسكعا .. مستهترا !
وتـظـن ظن َّ السوْء فيمن كبّرا !
* * *
ى أدمـع ٌ تـرجو زمانك أخضرا
وأغـانـيـا ً ومشاعرا ً وأزاهرا
ا لـلـنفوس الباخعات تحسرا (2)
ا لـلـضـيـاء .. مهللا ومكبرا
لـتـعـود عيدا بالأمان معطرا ؟
* * *
ى تـائـه ٌ يرجو النهار المبصرا
مـا بـالأمـاني المفعمات بشائرا
ا مـوئـلا لـلـحب صبحا نيِّرا
مٌ حالك ٌ .. ترجو بنورك أن ترى