وقفة على قبر يوسف بن تاشفين
محمد فريد الرياحي
تلك أندلس في الشمال
وأنت على روعة
لك تلبس هذا الجنوب وتعجل من فرحة
أنت فيها إلى الله يا
أيها الرجل المتوهج بالحق قلّ الرجال وما
في الرجال
كمثلك حين النزال
وحين اشتعال المدائن في كرة للجِمال
وفي غضبة لك أنت وأنت على
صهوات الركاب
تهلل من وثبة
أنت صاحبها
وترتل أم الكتاب
وحولك ألف من الملأ القدسي
وبينك في البهجات وبين الشهادة ما
أنت فيه من الفوز يا
أيها الرجل المتألق بالنصر ما
في الطوائف إلا الذي
أنت تعلمه
من مهازلها
في الليالي الطوال
وزحفُ الحوافر متقد
في منازلها
وكبير الطوائف يفرش أرض اعتماد بدمّ الغزال
وأنت على طلعة لك تدرك أندلسا
أيها الرجل المتبلج بالفتح ما
في الملاحم إلا الذي
أنت ترسله
من أجيج النبال
على ردة
في المدائن نقمتها
أيها الرجل المتعلق بالهدي لا
هدي إلا الذي
أنت تحمله
من جلال الهدى في يقين الجلال
وأنت على عزمك العمري
تؤجج سعيك في سافيات الرمال
ولا قول إلا الذي
قاله طارق للرجال
تلك أندلس في الشمال
وأنت ترابط في موطن
أنت تشهده
في المثال
وأغمات فيك من الهدي مغرمة بالمحال
تلك أندلس في الجنوب مفاتحها
أيها الرجل المستقيم
وما في المقامات إلا الذي
أنت فيه من البأس بأس الرجال