عودة السيف الملتهب
22أيلول2007
د.حسن الأمراني
د.حسن الأمراني
مـات (الـولـيدُ) ومن يرجّى وأتـى سـلـيـمـانٌ فأصبح شغله وبـنـو ثـقيفٍ أصبحوا غرضاً لهُ مـا مـنـهـمُ إلا وأصـبح مقصداً وأتـلـك يـا ابن القاسم الأمْرُ الذي جـاء الـكـتـاب بعزل أعظم فاتحٍ فـأجـاب في ثقةٍ: حسامي في يدي مـرحـى، يـزيدُ. أنا بجيشك مفردٌ تـرنـي كـما قد كنتُ أفرسَ ضيغمٍ ثـم ارمِ بـي مـا شئتَ منْ بلدٍ تجدْ أنـا طـوع أمـرك يا أميرُ، وإنني حـربٌ عـوانٌ مـا يغيضُ أوارها ويـحي؟ وما الأغلال تأكل من يدي؟ غـيـري جـنى، وأنا المعذبُ فيكمُ يـأسـى أهـالـي السند ممّا سامني أولـم يـكـنْ غيثاً لهمْ في عسْرهمْ ويـحـي، أُشـرّدُ فـي البلادِ كأنّني سُـيّـرتُ نحو الشام تأكل معصمي عـمّـي أشـار بـبيعةٍ، وأنا الذي أبـغـيـر ما كسبت يدي تغدو يدي أيـكون من جرمي، وقد غيظ العدى هـذا، لـعـمـرٌ أبـيك، ظلْمٌ فادحٌ * * * يـا مـن حـمـلتَ النّور للهند التي مـن زيـتـك الوهّاج كم أوقدت من هـذا أبـو الأعـلـى بـدتْ آياته هـذا أبـو حـسـنٍ تـجلّل بالتّقى هـذا حـكـيـم الـهند، إقبالٌ وقدْ هـذا جـنـاحٌ مـا يـزالُ مـحلّقاً أوّاهُ، ثـار الـحـقـدُ دون جـريرةٍ اللهَ يـا ابـن الـقـاسمِ اجتمعوا وقدْ لـو أنّـهـم نـصـبوكَ تمْتالاً على الـلـيثُ في الأصفادِ من بعد الوغى كـم ذاذ، كـم ساق الجيوش مرابطاً وهـمـى عـلـى شفتيه ماء بيانه (فـلـئـن ثـويت بواسط وبأرضها فـلـربّ قـيـنـة فارسٍ قد رعتها لـو كـنـتُ أجمعت الفرارَ لوطّئتْ ومـنـعـتُ عِرْسي أن تكونَ أسيرةً لـكـنّـنـي أسـلمتُ أمري طائعاً * * * (سـيـتا) الأميرة أصبحتْ ممهورةً هـي فـي بـسـاتين الإمارة وردةٌ لـكـنّ طيف الأمس يسري هامساً: ألـقـت بـيَ الـدنْـيا إليكِ أسيرةً جـسـمـي بـظل الغوطتين منعّمٌ (صـفـوانُ) ظـلّك مورفٌ لكنّ بي ويـحي، أرى في النفْسَ شعْلةَ حاقِدٍ والـقـلـبُ ينكِرُ ما يرى..ماذا أنا؟ أمـري يـحيّرني..سيوفُ هواجسي مـاذا أصـابـك؟ جـمـرةٌ تقْتاتني * * * جـابـي الـخراجِ أتى إلى صفوانِ يـمـشـي رويـدا كي ينال مراده: لـي عـنـد بـابك حاجةٌ فامننْ بها امـنُـنْ بـجـريـةٍ أريـدُ سماعها (سـيـتـا) الأميرة تبتغي يا سيّدي؟ هي ليس ترقص، ليس تعزف مزهراً أنـا لا أريـد سـوى حـديث عابرٍ وأتـتْ يـبـرقـعـها الحياءُ عفيفةً مـا أنـت سـيّـدتـي؟بأكرم منزلٍ ثـوبـي الـسـكينة، والتهجّدُ ديدني نـاشـدْتُـك الـرحـمن سيّدتي لما لا تـنـكأ الجرْح القديمَ..أإنّهُ جرحٌ؟ قـصّـي فـديتكِ..ما أقولُ وقصّتي مـا كـان أمـرك في بلاد السّندِ؟ ما أمـحـمّـد الـثـقفي تعني؟ سيّدي أولـيـس مـن هتك الحجاب سفاهةً قـالـت ولـفـح النّار ملء حديثها حـاشـاه، نعم فتى الجزيرة كان لي يـرعى الأمانة، لا يخون، ولا يُرى وذووك أهـل الملك؟ كيف نسيتهم؟ والـمـلـكُ والأستارُ دونك والظبى وفـتـى يُـمـنّـي بـالأحبّة نفْسهُ هـو مـن كرام السّنْدِ، كيف نسيته؟ ذكّـرتـني ابنَ العمّ، ويحك، لا تزدْ أنـت الأمـيـرة، أنت (سيتا) ربّة أنـت الـمـجـلّـلـة المكلّلة التي هـل تـشـتـهين بأن تزوري برّةً مـن أنـت؟ بشرى من ملاكٍ راحمٍ؟ حـاشـاك، سـيّـدتي، تظنّين الخنا يـكـفـيك..ما هذا الحديثُ؟ أثرتني وجـعـلـتـني عصفورَ حُزنٍ شاقه أتـرى يـعودُ إلى الحمى؟ أتراه من كـيـف الـسبيلُ إلى الأحبّة بعدما (سـيتا) فداك النّاس، أمرك في يدي تـزهـو بـطـلعتك البلاد وتزدهي أوجـعـت قـلـبي بالأماني بعدما (سـيـتـا) الـحـقـيقة في يديك. هـي كلْمةٌ..أعطيك عشْراً..فاصبري انـطـقْ..تـقـولين الفتى الثقفيّ قدْ وأذلّ عـزّتـك الـمـنـيعةَ بالذي لـكـنّـه إفـكٌ.. ألـم يـقـتـلْ ، لا، لـيـس مـن قتلَ المليك، فقاتلي ذاك ابـن ثـعـلبةٍ، ولن أنسى اسمهُ لـكـنّ سـيـف بـنـي عـقـيلٍ الإفـك مـا ترجوه.. لا، ما همّني.. أو أكـسـب الـدّنيا وأخسر جنّتي؟ أأبـيـع ديـنـي لاكـتساب معيشةٍ بـنـتُ الـملوك أنا..وأربأ أن أُرى وتـرفّ أحْـلامٌ كـأطـياف الكرى مـن لـي بـعـهدٍ بالنضارة وارفٍ قـد كـان يـدعـوني إذا غاضبتهُ: هـل يـهـرب الإلفان من قدريهما بـنـتَ الـمـلوك، تدبّري لا شيء مـازال مـلـتـمساً سبيل ضلالها * * * (أنـت الحبيب، وأنت وحدك سيّدي) لـكـنّ أوردة الـردى قـالـت له شـرّدتـنـي وفـجعتني في والدي عـطْشى أنا.. عطشي تقدّسَ، باسمه عـطْـشـى أنا، وبأي جارحة ترى عـطـشـي جبالُ النارِ، كيف أردّه بـطْـشي أنا غضبُ القضاءِ وبطشهُ * * * أبـتـاه، ثـأرك فـي دمي متأصّلٌ مـهـلاً أمـيـر الهند، يا أسطورة أنـا حـتفك الساعي إليك، وفي يدي ولـسـوف أطـعمك الذي أطعمتني يـا ثـأر (داهر) لا تغضْ، وتأجّجي جـابـي الخراج، أجبتُ فيما تبتغي بـي لـهـفـةٌ، دارَ الـخلافةِ إنّني * * * قُـتِـلَ الأمـيـر مـحمّدٌ من فرية وكـأنّ سـكـن واسـط مـتـمثّلٌ: لـم تـبـقَ عينٌ في مرابض واسطٍ ويـقـول شـاعرهم، وينطق بالوفا إنّ الـمـروءة والـسـماحةَ والنّدى سـاس الـجيوش لسبع عشرة حجّةً * * * (سـيـتـا) أرى الجابي تأخّر وعده لـم يـبق في نفس الفتى من حاجةٍ (سـيـتـا) وعـود الظالمين سحابةٌ (سـيـتـا) بكفّكِ مات أكرم عاشقٍ (سـيـتـا) لـقدْ ولّى شهيداً شاهداً لا تـنـدبـيـه، فـهْـو في أكفانهِ هـو طـاهـر الأثوابِ لم يعلقْ به شـقّـي الـثياب على طهارتك التي قـومـي اتـبـعيه للشهادة، وانطقي مـهـلا أمـيـر الـمـؤمنين فإنّني إنّـي افتريت على الفتى وهو الذي كـنّـا إذا أرخـى الـظـلام سدوله والـثـالـث الـجاسوس كان يُمِدّنا حـتـى إذا انكشفَ الحجابُ وجُلّيتْ عـفّ الأمـيـرُعن الجاني وساقني لـكـنـه الـحـقـدُ الـلعينُ أثاره (سيتا) القِصاصُ إذنْ..ألا هو مطلبي حـسـبـي إذا قـبل المهيمِن توبتي مـولايَ طـهّرني...عليّ بصالحٍ.. هـي كـلـمة التّوحيد عنها أسفرتْ إنّ الـشـهـيـدينِ استوى أمراهُما فـإذا مـررتَ غـداً عـلى قبريهما | سيفُهُلـمـصـارع الـطـغيان أن تـمـلأ الـلـذاتُ خـير جفانِ مـن شـيـبـةٍ ضعفوا ومن شبّانِ يـرمـى بـكـلّ مـفـوّق مرنانِ صـعـقـتْ لـه الأنفاسُ والأذنانِ فـي الـشـرقِ، والدنيا إلى دورانِ أنـا مـا خـرجـت لمغنمٍ أغراني مـاضٍ إلـى الـهـيجا..أشرْ ببنانِ وأجـلّ مـسـلـولٍ، فـخذْ بعناني مـا قـد تـقـرّ بـفـعْـله العينانِ سـيـفٌ بـكـفّ الـمـتّقين يمانِ لـلـكـافـريـن، ووردةُ لـلعاني وبـأي ذنـبٍ صرتُ في القضبانِ؟ فـكـأنّـنـي سـبّـابـةُ الـنّدمانِ مــن ذلّـة وتـقـرّحِ الأجـفـانِ وأجـلّ غـيـثٍ دعـوة الإيـمـانِ لـصٌّ، وكـم أدّبـتُ مـن قرصانِ أنـيـاب صـلّ فـاتـكٍ مـن آنِ حُـمّـلْـتـها، هل بعدُ من عدوانِ؟ مـغـلـولـةً؟ أيصحّ في الأذهانِ؟ أنّـي بـسـطتُ الدّينَ في البلدانِ؟ يـا دهْـرُ من أغراك بي ورماني؟ * * * شـرُفـتْ بـنـور الله والـفـرقانِ عـلـمٍ، وكـم رفّـعْـتَ من بنيانِ مـن مـحـكـم الآيـاتِ والـتِّبْيانِ والـعـلـم والآداب والـعـرفـانِ صـبـغـتْ يـداه الـفـنّ بالإيمانِ وسـواه مـشـلـولٌ عـن الطيّرانِ فـإذا الـفتى المخذول في القضبانٍ ألـقَـوْك فـي قـبْـرٍ بـلا أكفانِ بـاب الـمـدائـنِ مـا وفَوْا=بقِرانِ كــم جـدّل الأقـران بـالأقـرانِ بـالـحـقّ تـحـت عجاجةٍ ودخانِ والـشـعـر لـلمحزونِ خير لسانِ: رهـن الـحـديـد، تـجرّه القدمانِ وقـتـلـتُ عـنـها سيّد الأقرانِ) خـيـلٌ يُـدلُّ بـهـا على الفرسانِ يـلـقـي بـهـا الـسّجّانُ للسّجّانِ لـلـه ربّ الـعـرش، غـير مدانِ * * * مـا بـيـن عـودٍ نـائـحٍ وقـيانِ تـزهـو بـظـلّ أمـيرها صفْوانِ أدمـشـق، إنّ سـنـاك ما أنساني بـعـد الإمـارة، واسـتبيح جناني لـكـنّ قـلـب الصبّ في (مهرانِ) ظـمـأً يـفـوق لـواعـج الحرّانِ مـسـعُـورةً كـتـسـعّـر المرّانِ أأنـا الـلـظـى؟ أم واحةٌ للعاني؟ مـسـلـولـةٌ، وعـواطفي تلحاني والـثـلـجُ يـا لـشقاوتي يغشاني * * * وهـو الـمـوكّل من ذوي السلطان يـا سـيّـدي، يـا أكـرم الإخوانِ خـبّـأتـهـا مـن سـالف الأزمانِ هـي مـن بلاد السند، من (مهران) هـي لـم تـكـنْ يـوماً قرينَ قيانِ إن كـنـت تـرجـو رائق الألحانِ لا أبـتـغـي مـنـها لحون غواني كـغـزالـةٍ تـرعـى خـمائل بانِ عـرفـتْ جـداه مـنـازل العرْبانِ صـفـوان أرحـمُ مـن شفيقٍ حانِ حـدّثـتـنـي عـن دورة الحدثانِ إذنْ، ألـقـي إلـيـك عـنـانـي يـا سـيّـدي،أدنـى إلـى الهذيانِ صـنـعتْ سيوف أميرك العدناني؟ وولـيّ نـعـمـتـي الـتي أسداني فـتـضـرجـتْ من سيفه الشفتانِ؟ وبـمـقـلـتـيها جمْرة الغضبان: عـفّ، كـريـمٌ ، لـيـس بالخوّانِ أبـداً يُـدمِّـنُ عـرصـة الإخوانِ أيُـعَـقُّ مـن بـعد الردى الأبوان؟ مـسـنـونـةً، وحـدائق الريحانِ بـهـواك، لـم تـزلـلْ بـه قدَمَانِ هـو زهـرة الأحـبـاب والأوطانِ فـالـنّـار مـن تحت الرماد تعاني الـحُسْنِ البديعِ، وأنت سلوى العاني مـا زال ذكْـرك فـوق كـلّ لسانِ مـغـنى الشباب ومسرح الغزلانِ؟ أم مـقـلـتـاك غـواية الشيطانِ؟ بـمـن ابـتـغى لك عزّة السلطانِ أيـقـظـت من حزَني ومن أشجاني طـيـبُ الـحـمى...ويداه موثقتانِ بـعـد الـبـعـاد يـعود للأكنان؟ قـطـعـت حـبالي عضّة الغيلانِ؟ وإلـيـك آلـت عـزّة الـسـلطانِ بـالـصـولـجـانِ أسـرّة الإيوانِ أطـفـأت فـي قلوب شموع أماني وسـعرها؟ فلتطمئني، أبخس الأثمانِ أو كـلـمـتـان بـحضرة السلطانِ هـتـك الـحـجابَ وخانَ كلّ أمانِ يـأتـي مـنَ الـفُـجّـار والمُجّانِ ألـمْ يـسـفكْ دماء أبيك والندمانِ؟ نـقـشـتـه فـوق جوارحي الكفّانِ إلا إذا أُلْـبِـسْـتُ مـن أكـفـاني جـرّد الـرايـاتِ لو تدرين للميدانِ إن نـلـتُ ثأرَ أخي..قطعتَ لساني هـذا لـعـمـري أعـظم الخسرانِ وأنـا بـظـلّ وارف ومـغـاني؟ فـي سـاحـة الـغدرات والعصيانِ وكـنـجـمةٍ تهدى خُطى الحيرانِ: يـسـري إلى الأعماق فيض حنانِ يــا أمّ زرعٍ، إنّــنــا إلـفـانِ وهـمـا بـثـوب الحبّ مشتملانِ؟ كـانَ أجـلّ مـن حـرّيّـة الإنسانِ حـتـى تـبـدّى الـحقدُ كالبركانِ: * * * قـالـت لـه فـي نـطقها الشفتانِ إنّـي أنـا الـرقـطـاء لـلـثعبانِ وهـدمـت مـلكي وانتزعت لساني رويّـت بـالـدم غـلّـة العطشانِ سـأفـكّ قـيـدي، أسـتردّ بناني؟ عـنّـي وكـلّ مـلـمّة تغشاني ؟ لا تــتّـقـيـهِ إذا رمـاك يـدانِ * * * واحــرّ قـلـبٍ صـائـمٍ حـرّانِ عـزّتْ يـهـيـبـتها على الأزمانِ مـا سـوف يـهـلك سيّد الفرسانِ ولـسـوف أسـقـيك الذي أسقاني يـا نـار حـقـدي وانعمي بدخانِ فـكـنِ الـوفـيّ، إليك..خذْ بعناني أقـبـلـتُ سـاعـيةً إليك....تداني * * * قـد حـاكـهـا الـموتور في إتقانِ (الـمـشـرقـان عـليك ينتحبان) إلا اكـتـوتْ مـن حـرقة الأجفانِ شـعـر الـفتى..رحماك يا أحزاني: لـمـحـمّـد بـن الـقاسم المتفاني والـقـوم بـيـن الـغـيد والغلمانِ * * * أيـن الـعـهـودُ؟ وأغلظُ الأيْمانِ؟ ودم الـقـتـيل يصيح: (يا للجاني) مـا أمـطـرت إلا عـلـى القيعانِ فـلـتـنـدبـي ولـتـلطم الكفّانِ مـا تـنْـفـعُ الـعـينانِ إذ تكفانِ؟ جـسـداً، وليس الروح في الأكفانِ حـتـى وإن ذبـحـوه مـن أدرانِ دنّـسـتـهـا بـالإفـك والـبهتانِ بـالـحـقّ، وانـطلقي إلى الغفرانِ أعـدمـت خـيـر الناس بالبطلانِ قـد صـان عِرضي ساعة الخذلانِ آتـي أخـي وأبـثـه أشـجـاني كـنّـا الـثـلاثة من ذوي الأعيانِ مـنّـا الأمـور بـواضـح البُرهانِ نـحـو الـشـآم عـفـيفة الأردانِ جـابـيـك يـا مـولاي كـالثّعبانِ مـولاي طـهّـرنـي فـقد ناداني وعـسـاه يـجـمـعـنا معاً بجنانِ شـدّوا الـوثـاقَ...وتمتمتْ شفتانِ شـمـسُ الـصباحِ، وأسبل الجفنانِ لـولا الـشـهادة ما استوى الأمْرانِ فـارفـعْ دعـاءكَ، وانصرِفْ بأمانِ | والعدوانِ
(الآن: النحاس)