إلى الشهيد عبد الستار أبو ريشة
إلى الشهيد عبد الستار أبو ريشة
د. نزار أحمد
مشيغان—الولايات المتحدة الأمريكية
أيها الواهب للأرض دماءاً
في طريقٍ يصعب المجد وصولهْ
ويقيناً أسدل السيف عليه
في غباء الأهل مساءاً
ما أراد الأثمُ فينا أن يطيلَ
لم تمتْ روحك بلْ كانتْ ضياءاً
يعتلي الآفاق في معنى الرجولهْ
فوربي لم تكنْ إلا رجاءاً
قلعةً
ضد اللذينَ اليوم يخشونَ
قناديل البطولهْ
لم تكنْ إلا نداءاً
ملعباً
يلعب فيه كبرياء الأعظميَّهْ
مع أفراح وعرس الكاظميّهْ
لعبة الأهل وحب الوطنيّهْ
في شمال الوطن المصبوغ
في رمل الرميلهْ
في الرمادي
في المثنى
في جنوبٍ أطربتْ زاخوا نخيلَهْ
في قرى نينوى وحلفى الناصريّهْ
في صلاح الدينِ
في ذيقارَ
في الفلوجةِ
في الكوفةِ
في شارع حَيِّ العامريّهْ
في بساتين ديالى
يضحك الطينُ
يناغي من حَباهُ
حين ضاعتْ كالمصابيح خيولهْ
................
لم تكنْ يا بطلاً فينا شهيداً
نحن لا نعرف معناً للشهادهْ
كل ما نعرفه قتل الشهيدِ
ثم إدراك حدادهْ
بنهارٍ غامضٍ
مستلطفٍ قُصرَ البعيدِ
في ضواحي خندق البعد الوحيدِ
نحن شعبٌ مَشِيَ الساقِيَ فينا
ذبذبات الوطن العاشق أن يحبو سهادهْ
ورقادهْ
يجرح المعلوم فيه يا فقيداً
صبحه قبل فؤادهْ
كل يومٍ يَقتِلُ النخل شهيداً
بمناخٍ غيَّرَ الآتي فصولهْ
كل يومٍ يزرع الغير نشيداً
يعزف الذنبُ عويلهْ
كل يومٍ يحَصدُ الحقلُ وليداً
لم ير الليلُ هديلهْ
فإلى من ينذر الطفل حياتهْ
وإلى من يهدِيَ الطير سباتهْ
وإلى من يرفع الشخص صلاتهْ
أيها الساقِيَ الارض دماءاً
يا شهيداً
لم تكنْ أنت وحيداً
أو بعيداً
نحن شعبٌ إشترى إلا الرذيلَ
نقتل الأبطالَ والأطفالَ
حتى يستقيم الدين
أو نرضي الرسولَ