أسوار السند

د.حسن الأمراني

[email protected]

قالوا سيوف الحادثات تجرّدتْ            والموت يرصدكم على (مكران)

(مكران: حيث قتل مجّاعة بن سعر التميمي، أحد غزاة الهند وقادة الفتوح).

فـأجـبت والخرساء يبرق بيضها
مـن ذا يـخـوّفني بموت iiعاجلٍ
و(جـزيـرة الـياقوت) تذكر iiأنّها
مـن  مـسلماتٍ مثل أقمار iiالدجى
فـعـدا  عـليهنّ القراصنة iiالألى
وإذا حـصـانٌ تـسـتغيث iiبلهفة
لـبّـيـكِ يا أخت العقيدة iiوالهدى
أنـا سيفُ أمّتيَ الجريحةِ iiفانهضي
ولـقـد دعوت مليكَهم، يا iiويحهم،
فـأجـابـني: ما لي عليهم من iiيدٍ
وأتـاهـمُ نـبـهـانُ يحملُ iiرايةً
لـكـنّـه  انـكـسرتْ به iiراياتهُ
فـإذا الـفتى المنشُودُ جرّده iiالقضا
*               *              *
قـال:  ابنَ عمّي، يا اتّخذني iiقائداً
إن  كنتُ في شرخ الشباب فإن بي
ألأنّ سـنّـي غـضّـة iiأخّرتني؟
هـذا ابـن عـفـراءٍ معاذُ iiمدجّجٌ
وكـلاهـمـا يرجو الشهادة iiباسماً


















بـيـن السيوف البيض iiوالمرّان:
أو آجـلٍ؟ الـمـوتُ من iiفرساني
سـاقـت  إلـى بغداد كلّ iiحَصانِ
أُهـديـن  في سفنٍ إلى ذي الشانِ
جـاروا، وقد قدروا، على النسوانِ
فـيـقال:  لن تبقى النساء iiعواني
ولـطـالـمـا لـبّيتُ من iiناداني
أخـتـاه واتّـشـحي بدمّي القاني
لـحـمـاية الضعفاء من iiقُرصانِ
خرج اللصوص على ذوي التيجانِ
خـفّـاقـةً  مـا دون بحْر iiعمانِ
عـظُـمَ  المصاب اليوم في نبهانِ
كـالـسّـيفِ  في حدٍّ وفي iiلمعانِ
*               *              *
لـلسند، لا ...لا تنتقص من iiشاني
عـزمـاً يـفـلّ كتائب iiالشجعانِ
أولـسـت  تـذكر قصّة iiالغلمانِ؟
ومـعـوّذٌ  عـنـد الوغى iiأخوَانِ
وكـلاهـمـا أسَدانِ، بل iiصقْرانِ

وكلاهما سأل ابنَ عوفٍ: أينه؟

 من ذا؟

 أبو جهلٍ،

 ألا تريانِ؟

ما يبتغي الفَتَيَانِ؟

 سبّ رسولَنا.

أيسير فوق الأرض في تيهانِ؟

هيهاتَ،

 شُدّا ،   قد  بدا ... فإذا  هما        صقرانِ  نحو  فريسةٍ  يثبانِ

وتكشفتْ عن ساقِها في لحْظة        حربٌ عوانٌ، فانثنى الأسدانِ

كلّ يقول: قتلتهُ بالسْيفِ،

واحتكما إلى هادي الورى العدناني

 قال حبيب المصطفى: أمسحتما سيفيكما؟

 كلا،

 إذن أرياني.

ورأى النبيّ المصطفى السيفين،ِ

قال: (كلاكما). فاستبشر الولَدَانِ

وعُـمَيرُ، يا ابن العَمّ، كيف iiنسيتَه؟
قـد كان يخشى أن يُردّ عن iiالوغى
لا، لـم يـحنْ سنّ القتال ِ، iiيقولها
أيـفـوتني فضل الجهاد؟ وإذ iiبكى
ولـرافـعٍ ذكـرٌ رفـيعٌ إذ iiمضى
إنّ الـرمـايـة قـدّمـتهُ وقدْ iiغدا
ومضى ابن جندبٍ الصبيّ مصارعاً
رُحْـمـاك  يا ابن العمّ، إنّي iiظامئٌ
قـال  الأمـير: أليس قبلك منْ iiهمُ
سـنّ، وتـجـربـةٌ، وسـابقةٌ iiفلا
مـولاي، جـرّبني، اتّئدْ فيما ترى
أنـا لـيس لي غير الشهادة iiمطلباً
هـذا (بـديـل) بعد (نبهانٍ) قضى
هـبني  فدتك النّفسُ أسباب iiالردى
أنـا لـست أطلبُ منصبا أو iiمغنماً
أنـا  لا أريد سوى الشهادة والرضا
يـا  طـالبَ الموتِ استعدّ إذن iiله
ومـشى  الفتى، والموت في أحداقه
يـبـغـي  بـلاد السّند،سيفاً iiلاهباً
يـا فـتـح (إرمائيل) يومك iiموعدٌ
نصب (العروسَ) فكان نحلة iiمَهرها




















فـي مـثـل سـنّي كان حدّ iiيمانِ
ويـظـلّ  مـحـبوساً مع iiالغلمانِ
مـن رحـمةٍ، وعميرُ في iiالأحزانِ
أمـضـاه  خـيـرُ الخلْق iiللميدانِ
طـفـلا  إلـى أحُـدٍ=مع الفرسان
ذكْـرٌ  لـهُ يـسـري مع iiالرّكبانِ
فـأجـيـز لـلـجـلّى مع iiالفتيانِ
مـن  ذا سـواك لـغـلّة iiالظمآنِ؟
أحـرى بـسـوق الجيشِ iiللميدانِ؟
تـعـجـلْ، فيئس عواقب العجلانِ
أو تـحـسـب الأقـوام iiكالفئرانِ؟
أنـا  ثـالث الشهداء، سوف تراني
أفـلا  أصـيّـر ثـالث iiالإخوان؟
لا  تـعـجـبـنْ ممّا يقول iiلساني
غـيـري يـريـد الغنْم بعد iiطعانِ
والـمـوتُ مـفتاح إلى iiالرّضوانِ
كـنْ لـلـعـدوّ نـيـازك iiالمرّانِ
مـتـأجّـجٌ  ، والـقلبُ في iiغليانِ
ويـسـوق  جيش الفتح دون iiتوانِ
بـالـنـصر جاء إذ التقى الجمعانِ
صـنـمٌ،  وكـم منحوه من iiقربانِ

(العروس: اسم المنجنيق الذي نصبه ابن القاسم،لضرب البدّ والحصن الذي يتحصّن فيه أتباعه، والبدّ هو الصنم نفسه)

بُـدٌّ تـحصّنَ فوق هيكل وهمهم
بـدّ  يـطـلّ مـن السماء كأنه
كـم  زاحم الأقمار حول iiمدارها
يـا  أيها المعبود، هل نحميك iiأم
مـا  تنفع الجدرانُ، وهْيَ iiمنيعةٌ
والنّاس في الأوهامِ، كالأنعامِ، بل
هـذا صـريـع حجارة منحوتة
ذكّـرْ  بذي النقْبِ المراديّ iiالذي







والـرايـة  الحمراء في iiدورانِ
جـبـلٌ، وقـد مـدّوا له iiبعنانِ
فـاغـتـاظ من دورانه القمرانِ
نـحـمـي منازلنا من iiالنيران؟
إن  خار عنها صاحب iiالجدرانِ؟
أخـزى من الجاموس iiوالخرفانِ
هـذا  قـتـيـل زمازم iiالكهّانِ
يـنقضّ  مثل الصقر غير iiمُعان

(ذو النّقب، أو صاحب النّقب،هو الفتى المجهول الذي فتح على المسلمين، زمن القادسية، حصنا فارسيا،بعدما تحصّن به أهله،فلما طال الأمر على المسلمين، تسلل فتى منهم ونقب في الحصن نقبا، كان سبب الفتح.وقد أراد سعد بن أبي وقاص أن يعرف صاحب النقب، فأتاه هذا ليلا وهو ملثمٌ، وقال: إنما صنعت ما صنعت أريد وجه الله، فلماذا تريد أن تفضحني، فيذهب أجري؟ فكان سعد يدعو بعد ذلك وهو المستجاب الدعوة ويقول: اللهم اجعلني كصاحب النقب.وهكذا لم يحفظ التاريخ لنا اسم صاحب النقب. وصاحبنا الذي نقب الحصن زمن ابن القاسم، لم يعرف عنه التاريخ إلا أنه فتى من مراد).

ينقضّ للأعلى، وعهدي من iiعلٍ
يـسعى لهدْم الحصن، وهو iiملثّمٌ
فـكـأنّ  يـوم الـقادسيّة iiماثلٌ
من كان يبغي وجه ربّك لم iiيزلْ
قـل لـلـمليك وقدْ تولّى iiهارباً
معبودك الحجريّ أضحى روسماً
(اللهُ أكـبرُ) ضمّخت من iiطيبها






تـنـقضّ  للأدنى صقور عُمانِ
فـرداً صـلـيتاً، مثل حدّ iiيمانِ
فاعجبْ، ولا تسألْ: مَنِ iiالفتيان؟
يـسـعـى بأثوابٍ من iiالكتمانِ
(يـا داهـراً) لن تنجي iiالقدمانِ
مـن  بـعـدمـا نصّبته iiلعيانِ
تـلـك الـرّبوع، وزيّنت بأذانِ

(في تاريخ الطبري:في سنة تسعين قتل محمد بن القاسم الثقفي داهر بن صصّة ملك السند، وهو على جيش من قبل الحجّاج بن يوسف.وفي سنة أربع وتسعين افتتح أرض الهند. وفي سنة خمس وتسعين فتح آخر الهند، إلا الكيرج والمندل).

الـفارس  الميمون سار iiوأصبحت
الـصـلـحُ خيرٌ، أغمدوا iiأسيافكمْ
كونوا السّحاب لأهلها، كونوا النّدى
وإذا  نـزلتم في حمى ii(سربيدسٍ)
الـعـفـو  مـكرمةُ...ولكنْ أدّبوا
ظـمـئوا  إلى دمنا..سنسقيهمْ iiدماً





(بـيـرون)  قد نادت فتى iiالفتيانِ
وتـزوّدوا بـالـبـرّ iiوالإحـسانِ
كـونـوا وقـد غُلبوا رسولَ iiأمانِ
لا  تـأخـذوا الخالي بفعل iiالجاني
أهـل  الضلالة من ذوي ii(سهبانِ)
دمـهُـمْ  يُـروّي غّـلة iiالعطشانِ

من هؤلاء؟

ذوو (ســدوســتـان) iiأتـوا
مرحى، فما خُلِقَتْ سيوفُ بني أبي
إن  الـمـلـيـك غدا إلى iiأمواله
شغلته عن نصر الضعيف iiهمومُهُ
أمـسى  يُمنّي النّفس بالأمر iiالذي
يـا  نهر (مهرانٍ) أتحمي من غدا
تـصـهالُ خيلٍ في صئيٍّ زاحفٍ






يـسـتـمطرون العفو في iiإذْعان
لـلـمعتفي  المستضعف iiالحيرانِ
فـيـما  وراء النهر من ii(مهران)
مـن جـاريـاتٍ حلّيتْ iiوغواني
مـن دونـه يـغدو المماتُ iiأماني
والـفـيـلُ عُـدّته مع iiالفرسانِ؟
لـكأنّ  هذي الحربَ حربُ iiالجانِ

(الصئيّ للفيل كالتصهال للخيل)

بـرقـت  كتائب واستطال غبارها
لـمّـا  رأى الـمغلوبُ سوء iiفعاله
قـالـت حـدائـده، غدتْ iiمفلولةً:
وإذا فـتـى غـضّ الإهاب iiمدجّجٌ
ويـقـول، والأشـعـارُ حكمٌ iiبالغٌ
(الـخـيـلُ تشهدُ يوم داهر iiوالقنا
فـتـركـته  تحت العجاجِ iiمجندلا
تـلـك  الـجموعُ تفرّقت من iiبعده
لـكـنّ  ربّـة قـصـره ونساءها
إلا فـتـاةً مـثل ضوء الشّمْسِ iiإن
ربّـاه، ديـنـك رحْـمـةٌ iiوعدالةٌ
ربّـاه، كـيـف يـزلّ منْ iiكرّمتهُ
يـهـوي إذا حمي الوطيس iiرجالها
فـبـأي  دسـتـورٍ، وأي iiشريعةٍ
أيـصـحّ في الأذهانِ قولةُ iiفارسٍ:
وتـهـبّ  مـن بين النساء iiغزالةٌ
(سيتا)  ابنة الملك العظيم iiتعرّضتْ
وكــوردةٍ  فـوّاحـةٍ iiمـزهـوّةٍ
يـا  ربّـة الـحـسنِ البديع تأنّقي
ردّي وشاح الحزنْ عنكِ، وما عسى
هـذا فـتـاكِ تـأجـجتْ iiأحشاؤهُ
(سـيـتـا)،  أسيرك قد أتاكِ مقيّداً
عـجـباً،  أتخطئه السنانُ iiتقصّدتْ
لا..لـسـت جـاريـةً ولا محظيّةً
أنـت الـمـحـكّـمة التي iiملّكْتها
يـا  درّة الـهند المصونةَ ليس iiلي
ربّـاه، هـذا الـحـسْن قد iiأبدعتهُ
ربّـاهُ،  هـذا الـحـسْنُ قد iiخبّأته
ربّـاه، جـلّ الـحسْنُ، أنت جعلتهُ
لـكـنّـه أودى بـمـا حمل الفتى
لـو أنّ هـذا الـحسْن عنّ لراهبٍ
سـيـتـا،  أحبّيني، فأنت iiهدايتي
سـيـتـا، أحبّيني، وزيديني iiهوىً
































نـحـو الـسـماء، وبشّرتْ بعَنَانِ
والـتـفّـت  الـسـيقانُ iiبالسيقانِ
(الـرأي قـبـل شجاعة الشجعانِ)
يـهـوي  بـميسمه على iiالسلطانِ
أو نـفـثـة المصدور وهْو iiيعاني
أنّـي عـلـوتُ عـظيمهم iiبسناني
حـيـرانَ،  مـنـه عُفِّر الخدّانِ )
لا  نـصـر بـعْـد اليوم iiللأوثانِ
أطـعَـمْـنَ أنـفـسـهنّ iiللنّيرانِ
عَـرضـتْ،  ضياء جبينها iiالفتّانِ
زهـراءُ، ديـنُ كـرامـة الإنسانِ
ويـسـيـر  نحو حبائل الشيطانِ؟
بـعْـد الـقـتـال الـمرّ iiللأذقانِ
تـصْـلى  النساء حرارة iiالنيرانِ؟
الـمـجْـدُ=لي،  والعَار iiللنسوانِ؟
رجـحـت بـعـفّتها على الأقْرانِ
كـسـحـابـةٍ سـحّـاءَ للعطشانِ
بـجـمـالـها  تختال في iiالبستانِ
وتـألّـقـي  وتـدفّـقـي بـأمانِ
تـجـدي  الأميرةَ سطوةُ الأحزانِ؟
حـبّـاً، ولـجّ الـقلبُ في iiالخفقانِ
وهـو  الأمـيـر، مـدوّخ iiالبلْدانِ
وتـنـالـه فـي غـفْـلةٍ iiعينانِ؟
فـي الـقصر، لست أسيرة iiلسناني
قـلـبي، وهذا العرْشُ من iiوجداني
إلاك فـي حـلّـي وفـي iiالإظعان
لـيـكـون فـتـنـة ريشة الفنّانِ
زمـنـاً  لـيـصبِح خمرةً iiبدناني
سـرّ  الـحـياة، وجوهر iiالأكوانِ
وهـو  الـمـقـدّم، معْلمُ iiالفرسانِ
لـغـوى،  وغـادر سيرة iiالرهبان
وغـوايـتي،  هل يجمع iiالضدّانِ؟
وهـدىً، وصبّي الزيت في iiنيراني