نبعُ الهداية

نبعُ الهداية
(محمدٌ صلى الله عليه وسلم)

عبد الناصر عبد المولى أحمد

عضو نادي الأدب بقصر ثقافة سوهاج - مصر

[email protected]

طالما ترددتُ فى نظم شعرٍ فى مدح النبي صلى الله عليه وسلم , فهو مقامٌ جل عن نظم كل بيان وعن خط كل قلم وكنت أرى صِغراً فى نفسي وفى أدبي يمنعني من أن أقفَ فى ساحة مادحيهِ صلى الله عليه وسلم, إلى أن تعرَّضَ مقام النبي الكريم للسبِّ والإهانةٍ من كل أحمقٍ وحقودٍ بتقصير وضعفٍ منا نحن المسلمون, فكان من أثر ذلك أن فاضت مدامعي وتحركت شجوني , وما كان بعد أن فاض تنور الوجدان إلا أن تبحر سفن القوافي فى بحر كمال النبي وإن عِلمتْ أن ليس هناك شطٌ للسفين, ولا مرفأ للملاحين فكتبتُ قصيدتي المتواضعة فى مدح النبي صلى الله عليه وسلم أشرعتُها بشراع حُبه ويممتُ بها سبيل شفاعته , وها أنا أرسل إليكم قصيدتي محتسباً أجرها عند الله , متمنياً أن تنال قبولكم.

الأرض غـنَّـت والـزمانُ iiتعطَّرا
مـا أنْ رمـىَ وجـهُ الحياةِ iiقِناعَهُُ
وسـرى  شُعاعُ النورِ يسكبُ iiوحيهُ
هـشَّـت  أسـاريـرُ مـكةَ iiبعدما
وتـسـابـقـت كل البشائرِ iiفرحةً
أن لا إلـه سـوى الـمليكُ iiمهيمنٌ
وُلِـدَ  الـذي تـصـبو الحياةُ لكفِّهِ
قـد جـاد ربـك لـلـعـباد iiبمنَّة
ولـد  الـضـيـاءُ مُـجلِّياً iiومُبدِّداً
فـكـفاكِ يا أحزانُ عهدك قد مضى
يـا  مـهجتي وافى الحبيب iiبموعدٍ
كـمـنـارةٍ ضـاءت لـلهفة iiهائمٍ
طـوق  الـنجاة إلى شطوط iiكرامةٍ
وصـفـاتـه في الكتْب جاء iiبيانها
فـالـطـرف أدعج والعيون كحيلةُ
والأنـف أقـنـى لـلعلاء iiشموخهُ
فـي  الـقول يصدقُ والأمانةُ iiدأبهُ
فـهو  الصدوق على الخلاف iiمُحكَّمٌ
يـدعـون أحـمـد ساحراً, iiمتكهناً
حـقٌ  عـلى كل القلوبِ , iiجميعُها
مـا  قـال شـعـراً أو تكهَّنَ iiمرةً
أمـيـةٌ فـيـهـا الـعلومُ iiتحيَّرتْ
إن قـال قـولاً فـالـبلاغةُ iiجوهر
وحـروفُ دُرٍّ كـم يـروعُ iiجمالُها
يـلتفُ حرفٌ فوق حرفٍ , iiيصعدا
تـصـبـو  القلوب إلى هداه iiكأنما
وكـأن أفـئـدة الـصـحابةِ iiدفترٌ
حـصـنُ الـيتامى والمكارم iiشُغلهُ
أحـيـا قـلـوباً بالتحاسدِ قد iiقست
غـرس  الـوداد مـحبةً و iiسماحةً
و"اغـفـر لـقـوميَ"هكذا قد iiقالها
قـد  شـاد نـهـجـاً للعباد iiوسنهُ
تـأوي الـقلوبُ إلى نداهُ من iiالظما
يـا  سـائـلي عن  شأنهِ iiوصفاتهِ
كـالـدُّرِ  كـالألـماسِ شعَ ضياؤهُ
قـد جـلَّ عن نظم المديح وقد iiعلا
فـهـو  الـذي مـلأ الحياةَ iiسعادةً
جـهـلوا بقدرك يا حبيبُ iiوغالطوا
أنـت الـذي قـد جاء نورك ماحياً
أورى  قـلـوبَ الـحاقدينَ iiغليلُها
لـو يـعـلـمـون بـقدرهِ iiوكمالهِ
يـا بـالـغـاً قـبر النبيِّ فقل iiله:
أمـواجُ سـيـلٍ كـم تباهت iiكثرةً
أضـحـت وجوهاً بالهوان iiتغبَّرتْ
أمـمٌ تـداعـت كـالكلاب iiلتشتفى
يا مصطفى هذى الشعوب تضرَّعت
تـشـكـو إلـيكَ وما لها من iiحيلةٍ
هـمـمُ الـثـريـا بالهوان iiتبدَّلتْ
يـا أمَّـتـي مات الرجالُ, iiترحَّمي
















































نـبـعُ الـهـدايـة لـلعبادِ iiتفجََّرا
حـتـى  انجلى عَتَمُ الظلام iiوأدبرا
فـي ألـسُـنِ الأطيار لحناً iiمُزهرا
نُـسجتْ خيوطُ الحزنِ فيها iiأعصُرا
وعـلى  جبين الدهر خطَّت iiأسطُرا
وهـو الـذي بـعث النبي الأطهرا
كـي تـنـتشي مسكَ الهدايةِ iiأذفرا
مـن فـضـلها سجد الزمانُ iiوكبَّرا
لـجـهـالـةٍ  فـيها الوجودُ تعثَّرا
,صـبـحُ  الـمسرَّةِ بالهدايةِ iiأسفرا
يـا مـهـجتي, والسعدُ جاء iiمُقدَّرا
فـجرى  لها من في الظنونِ iiتحيَّرا
فـيـهـا  الحياةُ لمن أفاق iiوأبصرا
كـم  مـن نـبـيٍّ هامَ فيه iiوبشَّرا
والـتبر في وضح التراقىَ قد جرى
صـلـتُ  الجبين كما البدور تنوَّرا
مـا خـان يوماً في العهود iiوقصَّرا
أفـضـى بـمكنون الغيوب iiوخبَّرا
, يـتـخبطون على الجهالة iiوالمِرا
لـمـحـمـدٍ  أن تُسترقَ iiوتُسحرا
, مـا خـطَّ يوماً باليمين , ولا iiقرا
قـد  أعجزت من رام شكاً iiوافترى
ٌ  بـجـوامـع الـكلمِ البديع iiتدثَّرا
فَـهـمَ  الـذي فضَّ الكنوز iiوفسَّرا
يـتـآلـفـا سـحـراً بديعاً iiمُبهرا
بـحـديـثـهِ  شـهدٌ أذاب وسُكَّرا
وبـيـانـهُ  الـقلمُ الذي قد iiسَطَّرا
بـالـجـار أوصى, بالأرامل iiذكَّرا
فـي  أرضها حلَّ المواتُ iiوعسكرا
ولـكـم جـلا صدأ القلوبِ iiوعمَّرا
- لـلـظـالمين – تعطُّفاً iiوتصبُّرا
فـيـه  الـصلاحُ لمن وعاهُ iiوفكَّرا
تـهفو النفوس كما الجياع إلى iiالقرا
فـي  وصـفـه بات البليغُ iiمُحيَّرا
أنـوارهُ مـنـهـا الـوجود iiتنوَّرا
مـهـمـا  جرى قلمُ المديحِ iiوعبَّرا
وهـو  الـذي جعل السماحة iiمِنبرا
قـد ضـلَّ من خطَّ الرسومَ iiوزوَّرا
لـضـلالة  الليل البهيم عن الورى
فـبـدا  لـنـا عـلناً وكان iiمُنكَّرا
لتقطَّعت أوصالهم عند المقامِ iiتحسُّرا
لـك أمَّـةٌ أضـحت تُباعُ iiوتُشتَرى
لـكـن غُـثاءٌ في المدائن iiوالقُرى
بـعـروقـهـا ماءُ المذلَّةِ قد iiجرى
مـن  أمـةٍ كانت تتيهُ على iiالذُرىَ
مـن  حـزنها ليلاً وقد فزع الكرى
إلا  الـدعـا , فالعيشُ صار مُكدَّرا
ولقد  هوت هممُ النفوس إلى iiالثرى
أو  حـيِّ مـن عِشق الهوان iiفعمَّرا