لَيْلَانِ
عيسى جرابا
تدفقت مشاعره بأبياتٍ راسمةً لوحةً باكيةً تُجسّد معاناة شعبه
جرابا يتجلى في أحداث اليمن بـ "خَوْفِي عَلَيْكَ… وَخَوْفِي مِنْكَ يَا يَمَنُ"
فهد كاملي- سبق- جازان:
لم يكن الشاعر عيسى جرابا الحاصل على لقب شاعر عكاظ في هذا العام، بعيداً عمّا تشهده الساحة اليمنية من أحداثٍ دامية أُريقت فيها دماء الأبرياء العزّل من قِبل الحوثيين، حيث تدفقت مشاعره بأبياتٍ؛ راسمةً لوحةً باكيةً تُجسّد معاناة الشعب اليمني الصامد، الذي يعايش المحنة في هذه الفترة وفيما يلي نص القصيدة والتي بعنوان ليلان :
خَوْفِي عَلَيْكَ… وَخَوْفِي مِنْكَ يَا يَمَنُ
لَيْلَانِ… يَطْفَحُ مِنْ عَيْنَيْهِمَا الشَّجَنُ!
بَعَثْتُ نَحْوَكَ قَلْبِي… دَاعِياً قَلِقاً
مَاذَا يُخَبِّئُ فِي أَعْطَافِهِ الزَّمَنُ؟!
تَحْدُو خُطَاكَ رُؤَىً عَمْيَاءُ مُوغِلَةٌ
تِيْهاً… فَبِاللهِ أَيْنَ الحَاذِقُ الفَطِنُ؟!
تَقَاذَفَتْكَ يَدُ الأَهْوَاءِ… مَا عَطَفَتْ
يَوْماً… وَأَنْتَ جَرِيْحُ الحُلْمِ مُرْتَهَنُ!
هَلِ الحَيَاةُ عَلَى ثَغْرِ الحَيَاةِ… لَهَا
طَعْمٌ… إِذَا بِيْعَ مِنْ أَبْنَائِهِ الوَطَنُ؟!
مَا كِدْتَ تَخْرُجُ كَالـمَهْزُوْمِ مِنْ مِحَنٍ
إِلَّا وَتَلْقَاكَ فِي دَرْبِ الأَسَى… مِحَنُ!
تِلْكَ التَّجَاعِيْدُ… آهَاتٌ تُصِرُّ عَلَى
كِتْمَانِهَا… فَتَشِيْخُ الرُّوْحُ وَالبَدَنُ!
تَمْتَدُّ فِي كُلِّ قَلْبِ عَاشِقٍ… وَجَعاً
لَا يُعْرَفُ العِشْقُ… إِلَّا حِيْـنَ يُمْتَحَنُ!
مِنَ التَّبَارِيْحِ أَسْرَابٌ… إِلَيْكَ هَفَتْ
كَأَنَّمَا صَدْرُكَ الدَّامِي… لَهَا سَكَنُ!
حَتَّى مَتَى…؟! حِكْمَةُ الدُّنْيَا يَمَانِيَةٌ
ضَاعَتْ… فَضَاعَ عَلَى آثَارِهَا اليَمَنُ!
خَوْفِي عَلَيْكَ وَخَوْفِي مِنْكَ… تَمْتَمَةٌ
حَيْرَى… بِهَا كَمْ يَنُوْءُ السِّرُّ وَالعَلَنُ!
إِنَّي أُعِيْذُكَ… بِالذِّكْرِ الَّذِي سَطَعَتْ
أَنْوَارُهُ… فَاسْتَفَاقَ السَّهْلُ وَالحَزَنُ!
مَازِلْتَ يَا يَمَنَ الإِيْمَانِ… مُتَّقِداً
عَزْماً… وَإِنْ دَبَّ فِي أَعْضَائِكَ الوَهَنُ!
إِنْ لَمْ تَثُرْ لِكِتَابِ اللهِ… مُحْتَسِباً
فَلَيْسَ مِنْ بَعْدِهِ… بَاقٍ لَهُ ثَمَنُ!!!
مَنْ قَالَ يَا رَبِّ صِدْقاً… مِلْءَ مُهْجَتِهِ
فَمَا الحُسَيْـنُ إِذَا قَالُوا؟! وَمَا الحَسَنُ؟!