ترنيمة العاشق فجر الصحاري
ترنيمة العاشق فجر الصحاري
شعر: صالح أحمد
" طهِّريني "
رياح الصحاري...
أزيلي بدمعك غبار الحوادث...
تستطلعين ملامح جلدي..
وحَذارِكِ أن تشبهيني!
أنا ما بكيتُكِ حين بكوكِ ..
ولم أرثكِ...
وأنكرت أنّي عرفت البكاءَ... خبرتُ الرِّثاء!!
قبِلتُ لديكِ ..
وحصرًا لديكِ...
بعرض الصُّوَر
(.....)
"طهِّريني"
أنا من سكنت ضبابية الكونِ..
وأخفيتُ في نور شمسِيَ جرحَكِ....
وانتحلتُ اختلافَ الفصولِ...
لأنسى ملامح ذاتي لديكِ...
وضيَّعتُ عندَكِ روح التَّوَحُّدِ....
رُحتُ أُطارِدُ وَهمَ الصُّوَر!
(.....)
"طهِّريني"
لعلّي أفكُّ طلاسم ذاتي ...
أنا الهارب منكِ... إليكِ...
بكلِّ اغترابي...
فمن لي بغيرِكِ...
تقبَلُ صمتي !
تنزِفُ موتي !
وتبكي انحرافي... بكل الفِكَر!
(.....)
"طهِّريني"
فوَحدكِ صِرتُ أُبالي...
بأن أجمع فيك... وعندَكِ حالي...
لأغدُوَ عينًا ....
وكُنتُ الأثر ...
(.....)
"طهِّريني"
فديتُكِ...
من لي سواكِ...
ليَفهَمَ .. يغفِرَ...
عذري ... وعهري...
ويعصِرَ كلَّ مرارة عمري ...
ويجعلَ حُرقَةَ ذاتي تذوبُ ...
بصمتي الكذوبِ ...
ووهم الخطر!
(.....)
"طهِّريني"
بدمعكِ عذراء عمري ...
فمن لي بمثلِكِ تحضنُ عصفي ...
وتعذُرُ ضعفي ...
وتستُرُ ما أفسَدَتهُ بنفسي مَزاعِمُ دهري..
وتمنَعُ حتفي بأوهام ذاتي ...
وزيفِ الصُّوَر
(.....)
"طهِّريني"
لِديني...
لأبدَأَ منكِ إليكِ ارتحالي...
لعلِّيَ أهربُ من وهمِ ذاتي
وأقدِرُ نسيانَ جرحِكِ يومًا
أنا من وجدتُ السَّلام بحضنك
أرضَعُ نزفًا يُشابِهُ لونَك....
ويرسُمُ مجدَك ....
ويوقِظُ فيَّ شرودَ الصُّوَر.
(.....)
"طهِّريني"
نزفتُ بقايا اختلاجي ...
وفارقني الوَجدُ ...
سرابًا عصيًا ...
يحاوِرُ طيفَ الرؤى...
وهو يدرِكُ عُمقَ السَّفَر.
(.....)
"طهريني"
مرافِئَ حزني السحيق ...
فمن لي ببحرٍ يواصلُ نزفي ...
لأدرِكَ عُمقَ احتِياجي لِذاتِكِ ...
تسنُدُ ذاتي ...
لِيَصحو الخَطَر!
(.....)
"طهريني"
ملامحَ فجرٍ شَقِيٍّ...
تراخى!!
يُلَملِمُ أشتاتَ حلمٍ ...
يُدَبلِجُ طيفي ...
لينسِجَ وهمًا جميل الصُّوَر.
(.....)
"طهريني"
غرِقتُ بأشتاتِ عمري ...
أُسافِرُ...
أعرِضُ موتي على قاتلي !
فيَخرُجُ موتي ... نفورًا عليَّ!!
وتحفرُ قبرَ ظنوني يَديَّ...
وتنسى العِبَر!!
(.....)
"طهريني"
سؤالا غدوتُ على شفةٍ مقفلة...
ورَشحَةَ دمعٍ على مقصلة ...
وقَصرَ الحياةِ إلى مسألة...
وعُمرًا تكوَّرَ في مرحَلَة...
وريحًا تسافرُ مُستَعجِلَة...
وما من أثَر!!
(.....)
"طهِّريني"
وحيدا هربتُ لِهبَّاتِ فجرِكْ.
سرابًا وجدتُ بحارَ الحياةِ ...
فعدتُ لأشرَبَ رَشحَ رمالكْ
ودونَكِ تبقى الحياةُ خيالا
فعدتُ أُداعِبُ صِدقَ مِهادِك
دروبُ الحياةْ اغترابٌ... ضَياعٌ
فعُدتُ أُتابِعُ رِسمَ شعابِك
وَهَمًا شَرودًا وجَدتُ المكانَ
فعُدتُ أُتابِعُ عزفَ رياحِك
وجوعًا خَبِرتُ ازدحامَ الكيانِ
أتيتُكِ أرضَعُ ثَديَ صفائِك
خُذيني... دعيني أزفُّ إليكِ
حياءَ الدُّروبِ ليسمو حياؤك
(.....)
"طهريني"
أتيتُ...
ألُمُّ شتاتَ حياتي لديكِ
كثيبًا يتوقُ لحَرِّ وِهادِك
وليلا يتوقُ لزَحفِ الِّرِّمالِ
نهارًا يتوقُ لعَزمِ الِّرِّجالِ
وجيلا تربى...
يرِقُّ... يتوقُ ...
ويحذو مثالك.
(.....)
"طهريني"
فإنّي عشقتُ خصالك.