عمر الخيام
محمد فريد الرياحي
قمر
عندليب يدور إذا
دارت الشمس في فلك
من هدى الأنجم الحانيات ويسري على
سرر من تمام استدارته اللؤلئية في طلعة
هي طلعته الشفقية بين شفافية الكأس فوق المغيب وبين استنارة فجر شهي المنابت في
صورة
رسمت
من نسيج الرؤى
قمر
يكتب الشعر بالرقم يقتبس القمم الدانيات ويجري المواعد ملحمة
من بديع الإشارة في
فورة
هي فورته الغسقية بين ارتعاش القصائد مترفة
بالبهاء وبين ارتجاف المواهب وهي تبوح بما
نالها
من شميم الشذى
قمر
فيه ما في الفضاء من حمرة البحـ ر إذا البحر هاجه الإصرار
فيه ما في السناء من خضرة الفجـ ر إذا الفجر شاقه الإبحار
كلما أشرق النداء شعاعا بين جنبيه رنت الأوتار
من رماياها يخرج الشعر لحنا عسليا ويخرج الإعصار
قمر
في عيون البدائع منزله
واستدارته
من جميل كتابته
وهو ملتمس
من رؤاه امتدادا على
أفق سندسي المشاهد في
صحوة
هي صحوته القرقفية بين الذي
كان من
ليله
والذي هو آت من الكأس في بهجات المدى
قمر
تشتهيه المنازل في الفلك المرتقى
وتغامر فيه المواهب من أصفهان مرفرفة
وكأن بها
من مشاربها العبقرية للإسم والرقم هذا النداء الذي
عرفت
في البهي هويته
قمر
في الهدى
قد تباهت به اللحون هياما وتغنت بحسنه الأبكار
راعه الليل من فنون تدلت واستباه العشي والإبكار
واجتبته المدائن السبع بدرا سندسيا تعنو له الأقمار
بين كأس يجري لظاها عيونا وعيون تجري لها الأسحار
قمر
يشرب السكر من نوره
كلما شرب النور من سكره
صعدت في المقامات روعته
واصطفته المواقع من عشقها للندى
شاعرا كان في البدء ملتهبا
بالذي في هداه من النشوة العسلية ثم هوى
فاستوى في المدائن مرتقبا
رعشة الأربع الكلمات وكأسا من النور مشرعة للردى
أيها الشاعر البهي تبلج إنما العمر مجلس وعقار
تلك كاس روية فالتمسها هل شربت العقار وهي نضار
شربة إثر شربة إثر أخرى فإذا الموت جاء هد المدار
فاستبقها تنل من الليل سرا إنه السر سرك المدرار