قل أعوذ برب القلقْ

قل أعوذ برب القلقْ

براء العويس

[email protected]

إلى بدور / أنا خوفك أقبلي إلى سيرتي

أَيُّهَا الْحَاجُّوْنَ !! إِلَى قَلَقِ الطَّيْرِ لَنْ تَجِدُوا الدَّرْبَ مَاثِلَةً فِي الْغَيَابَةِ تَهْوِي بِأَهْدَابِهَا كَيْ تَرُشَّ عَلى فَحْمِ أَوْجِهِكُمْ سَبَباً لِلْغُرُوبِ وَلَنْ تَبْلُغُوا مَسَدَ النَّصِّ بِالنَّقْرِ فِي هَاجِسِ الطَّيَرانِ إِلى شَاطِئٍ سُكَّرِيِّ الْغُبارْ ..

يَقُولُ الْمُغَنِّي قَدِيماً :

" عُيُونِي تُصَاهِرُ سُنْبُلَةً فِي غَدِي .. ،

وَغَدِي نَـزَّ مِنْ غَفْلَتِي "

غَضِبَ الْقَابِضُونَ عَلى قِـبْلَةٍ ثَرْثَرَتْ فِي دَمِ النَّصِّ

وَانْتَحَلَ الذِّيبُ خَاصِرَةَ التُّرْجُمَانِ

وَطَالَتْ عَلى الْفِتْيَةِ الْخَائِفِيْنَ مِنَ الْغَـدِ زَيْتُوْنَةُ اللهِ

فَانْسَحَبُوا مِنْ تَمَائِمِهِمْ ثُمَّ نَامُواْ ..

*  *  *

يَا بُدُورُ قِفِي نَلْتَمِسْ مِنْ مَسَامَاتِهَا ثَمَرَاً وَطَنِيَّ الشِّتَاءِ

فَحَمَّالَةُ الْمَاءِ مَهْمُومَةٌ بِالطَّرِيْقِ الَّذِي لا يَمُرُّ بِذَاكِرَةِ الزَّيْتِ فِي قَمَرٍ غَمَسَتْهُ صَبَاحَاتُها فِي مَهَبِّ الْخُرَافَةِ

لا غَيْهَبُ النَّجْمِ يَخْدِشُ صُبْحَ الْوُضُوءِ بِأَشْطَانِهَا

لا ذُنُوبٌ تَشُدُّ إِنَاءَ الضُّحى لِأَصَابِعِ حَمَّالَةِ الْمَاءِ ،

لا قَمَرٌ ..

سَامِرِيُّ النَّوَايَا تُؤَجِّلُهُ طِفْلَةُ الِاصْطِلاحِ

ولا ..

عَتْمَةٌ فِي الْمَدِيْنَةِ تَعْثُرُ فِي رِدْنِهَا النَّبَوِيِّ

عَلَى حَاجِبِ الِاسْتِعَارَةِ

حِينَ تَمُدَّ الرَّؤَى ظِلَّهَا فِي الْهُرُوبْ /

وحِينَ تبُـَسِّطُ لِلْبَحْرِ أَسْمَاءَهَا

يَنْتَمِي لِشَوَاطِئِ بَسْمَتِهَا الأُقْحُوانُ

إِلَى أَنْ يَحِيْكَ السَّحَابُ الْمَدَى مِنْ دِمَاهَا ،

وَحِيْنَ تُرَاوِدُهَا كَفُّ تِشْرِيْنَ ؛ تَحْبَلُ أَزْهَارُهَا بِالوَصَايا

وَتَخْضَرُّ أَسْقُفُهَا ـ بِالضَّرُورَةِ ـ إِذْ يَتَقَاذَفُهَا الشُّعَراءُ بِأَعْيُنِهِم

أَيْنَمَا حَشَرُوا فِي الْمَفَازِةِ أَوْجَاعَهُم /

قَدْ ُيُغَادِرُ مِنْ لُغَةِ الْغُرَبَاءِ ـ عَلَى غَيْرِ سُنَّتِهِ ضَابِحَاً بِالضِّياءِ ـ 

صَدَىً حَائِرٌ فِي عُرى الزَّيْزَفُونِ الْمُحَلِّقِ بَيْنَ أَصَابِعِها /

رَبَّما يَعْبُرُ الْحَالِمُونَ عَلَى نَجْمَةٍ خَتَلَتْ فِي كِنَايَاتِهَا

و يَجُوْزُوْنَ آخِرَهَا طَافِحِيْنَ بِها ،

رُبَّمَا يَحْلُمُ التُّعَسَاءُ بِتَوْلِيْفَةِ الضَّادِ فِي فَمِهَا دُوْنَ أَنْ يَلِجُوا فِي سَمَاهَا ؛

فَلا ثَوْرَةُ الْفُلِّ مَمْشُوْقَةٌ مِنْ قَرَاهَا

وَلا زَبَدُ الرِّيْـحِ يَحْمِلُ أَوْزَارَهَا

حِيْنَ تَغْفُو عَلَى لُغَتِي مِثْلَ عُصْفُورَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ إِلى شَبَقِ الْقَلْبِ لِلسَّيْرِ فِي بَتَلاتِ النَّشِيْدِ الْـمَلُوْلِ ،

*  *  *

وَلَمْ أَكُ بَيْنَ الظِّلالِ الْقَصيْرَةِ إِذْ طَوَّقَتْ فِتْنَةَ الْعَنْكَبُوتِ الَّذي أَنْذَرَ الْكَهْفَ حِينَ أَتَى مَنْ يُبَشِّرُهُمْ بِالْقَصِيْدَةِ وَالْعَادِيَاتِ وَيَخْطُفُ مِنْ دَمِهِمْ غَصَّةً لِلْقَصِيْدَةِ /

 جِئْتُ يَمَامَاً رَخِيْمَاً ..

تَسَلَّلَ تَحْتَ دَمِ النَّصِ وَالْتَهَمَ الْكَلِمَاتِ وَأَسْمَاءَ زَوْجَاتِهِمْ

ثُمَّ كُنْتُ أَنَــا ،

*  *  *

وَأَفَاقُوا عَلَى شَفَةِ الْبِئْرِ وَاسْتَرْسَلوا فِي التَّحَنُّثِ

فَانْتَبَهَ الْجُوْعُ فِي شَمْسِهِم لِدَمي ،

لَمٍ أَكُنْ أَحْرُسُ الَّليْلَ كَي يَحْلُموا بِكَواكِبِ حَمَّالَةِ الضَّوْءِ

إِذْ شَرَدَتْ تَخْطِبُ النَّجْمَ لِي ،

لَمْ أَكُنْ لَيِّنَ الدَّمْعِ حِيْنَ طَغَوْا فِي

الْخَرِيْطَةِ

واللهِ

والصَّوْلَجَانِ ،

فَيَا إِخْوَتَي الذَّابِلِيْنَ عَلَى دَيْدَنِ الْحِكْمَةِ الْمُسْتَعَارَةِ

قُومُوا بِأَقْمَارِكُم ،

وَاْحْلُمُوا بِالْفَرَاغِ الْخَصِيْبِ الَّذي يَتَعَرَّشُ كَالْبَرْدِ فَوْقَ حِكَايَاتِكُم ؛

فَالْكَلَامُ الْهَزيْلُ خَلَا مِن تَفَاصِيلِكُمْ

واحْتَمَتْ بِأَظَافِرِكُمْ حَلْكَةُ الشَّاعِرات

وَ يَا إِخْوَتِي الْعَاطِلِيْنَ عَلَى وَتَرِيْ ..

دَاوِلُوا ضِفَّتِي بَيْنَ أَوْجُهِكُم

لا يَؤُوْبُ الغَمَامُ إِلى كَهْفِكُم بَعْدَ أَنْ ضَمَّخَتْهُ مَخَالِبُكُم بِالنَّمِيْمَةِ

ثَمَّ نَسِيتُم حِكَايَاتِكم في فَمِ الْكَلْبِ لَمَّا تَرَكْتُمْ لَهُ قِرْبَةَ الضَّوْءِ فِي طَاقَةِ الْكَهْفِ مَمْلوءَةً فَرَحِي ،

كَيْفَ يَعْرِفُكُم بَعْدَ أَنْ أَنْفَقَ الَّليْلَ مُنْدَلِعاً كَالْوِشَايَةِ في حُضْنِ بَارِدَةِ النَّهْدِ وَالَّليْلُ يَصْعَدُ فِي جَيْبِكُمْ كَالنُّبَاحْ ..؟

قُلْتُ لَكُمْ _ قَبْلَ أَنْ تُرْسِلُوا الذِّئْبَ فِي سِيْرَتِي _ : 

لا تَعُبُّوا مِنَ الْبِئْرِ ، أَفْوَاهُكُمْ تَثْقُبُ الْمَاءَ ،

قُلْتُ لَكُم لا تُطِلّوا عَلَى أَسَنِ الطِّيْنِ بَعْدي

و قَالَتْ نِسَاءٌ مَرَرْن عَلى وَحْشَتِي _ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ الجُّبُّ مِنِّي _ :

"هُنا وَقَفَ اللهُ وَانْبَجَسَ الصُّبْحُ مِنْ كَفِّهِ"

ثُمَّ فَاضَتْ ظِلَالُ الصَّبَاحِ عَلَى قَطْرَةِ السّرْمَدِ الْوَطَنِيِّ

وَأَقْمَارُكُمْ أَكََلَتْ حَبَّةَ الشَّمْسِ

وَاشْتَعَلَ الجُّبُّ بِالنَّعْيِ

وانْطَفَأَ النَّصُّ وَانْحَازَ خَوْفُ الْقُرَى لِلْعُيُونِ

وَلَمْلَمَنِي اللهُ ـ مُبْتَسِمَاً ـ مِنْ دَمِ الْكَذِبِ النّبَوِيِّ

وَضَمَّتْ خَرَائِطُهُ كَوْكَبَاً طَافِرَ الْوَرْدِ مُنْتَفِضَاً بِالرُّؤَى

، قَالَ لِي :

" لا تَكُنْ غَيْرَ مَا كُنْتَ

لا تَشْتَرِ الضَّوْءَ مِنْ خَوْفِهِمْ فَأَنَا قَلَقُ الطَّيْرِ

وَالْبِنْتُ زَيْتَونَتِي ..

فَاسْتَعِذْ بِالْغَيَابَةِ مِنْ ذَنْبِهِم

وَاعْتَكِفْ قَلْبَهَا حِيْنَ تَأْوِي إِلى ثَمَريْ دَرْبُها ..

قُلْ :

أَعُوذُ بِرَبِّ الْقَلَقْ .. ! "