سلام على الآساد
سلام على الآساد
مهداة إلى شهداء أحرار الشام
مصطفى الزايد
سلامٌ على الآساد يحضنها القبرُ
ويشحب من فقدان طلعتها البدرُ
وجوهٌ بها يُجلى الظلام كأنها
مصابيحُ للسارين إن أوحش القفرُ
هداةٌ دعوا لله لا لنفوسهم
إذا أغمض الباغون واختلط الأمرُ
وإن لابس الريبُ الهدى عند موقف
جلوا بيقين ما يلبّسه المكرُ
وقاموا كأسيافٍ يزلزل وقعها
قلوباً تمادى في بواطنها النخرُ
تعبّدها الطاغوت دهراً فلم يعد
بها للهدى نهي يطاع ولا أمرُ
فتُوردُها بالعزم في كل موطنٍ
مشارب لا يرجى لواردها صدرُ
بهم قد دنا فتح ولاحت بوادرٌ
تهلّلَ يستجلي مطالعها النصرُ
بهم بشّر الهادي فكانوا بواسلا
يُردّ بهم ظلم ويندحر القهرُ
من الشام أحرار وما كل نافر
إلى الساح أو ساع لمعمعة حرُ
رجال يهاب الموت لقيا صدورهم
فيخطفهم كاللص مخلبه الغدرُ
فنالوا به ما يشتهون أعزة
وما كل ذي مسعى يحالفه الظفرُ
و ما مات منهم فارسٌ قبل ثأره
إذا مات يوماً قبل فارسه الثأرُ
وآثارهم فينا تظل وفي العدا
لنا الحزم والطاغي له الثكل والضرُ
فيا أيها الأحرار لا ذاقَ بعدكم
كُسَيْرى مناماً أو يحلَّ به الكسرُ
سلام عليكم إن جرحاً كجرحكم
يضيق به رغم المجالدة الصبرُ
وفي جسد الإسلام مليون طعنةٍ
ولكن بعض الكسر ليس له جبرُ