نهضة العـزّ

عمر طرافي البوسعادي

نهضة العـزّ

عمر طرافي البوسعادي / الجزائر

" ممرض هاو للشعر"

[email protected]

دويّ الرصاص ...

يلعلع في خيمة الباديه

ولغم القصاص

تخبّـئه في السجون الضباع

ويحرسه الجند خوف الضياع

بعدّ النجوم !!

ومن يقترف يلق حتفا يحوم

تسلـّـل يوما فتىً تحت جنح الظلام

على حين غفلة أهل الغرام

لبنت الدنان

وقام بشقّ الثرى خندقا للدخول

وعاد وفي  بطنه اللغم

قد لفــّه بالنطاق...

أخيرا .. بدا قنس رأس الهمام

تلاه القفا مشرئبـّا من الفوهة الخانقه

ولكنْ ...

 أظافر كفٍّ مباغتةٍ طوّقتْ جيده ُ

تلفّ بإحكامِ قبضتها لحدهُ

أدار محيّاه صوب الحراك

و زمجر ينوي نشوب العراك

فألفى الضباع بتيجانها

تحملق فيه بنار الغضبْ

ـ إلى أين تأخذ لغم القصاص ؟

  تكلـّمْ ..

  سنخنق أنفاس إرهابك الآن

  هيّا تكلـّمْ ..

  ولا ملجأ اليوم منا

   ولا من مناص

أجاب الهمام :

ـ إلى حيث أثأر للشرف اليعربي

  فأنصر ديني وقوميّتي

  أما قد رأيتم جسوم العروبة عارية ً تغتصبْ ؟ !!

  أما عاين الضبع منكم كتاب الجليل

  يُدنـّــَـس في قرية العالم المطبقه

  إلام السكوت ؟ !

متى سوف نكسر صمت المرايا ؟

ونحن عرايا !!

  ونحن نـذ َلّ ُ لهم في قنوت ؟ !

  متى تضبح العاديات لتجلب نصر الشروق ؟

  ويلمع في أفق الكون برقُ  السيوف ؟

  متى تطلع الشمس فوق المرابع

  في أرضنا ؟

  فيخضـرّ زرع ٌ

  ويُحلـَبُ ضرعٌ

  وينتشر العطر من زهرة الياسمين .

  متى سوف نلقى نوارس شطآن ضاد العروب ؟

  ضمئتُ إلى نسمة البحر من خدرها

  ورعشة جسمي على العوم في مائها

  وشوقي إلى الغوص في عمقها 

  لأجمع منها لآلي المحار

  ضمئتُ إلى كحل عيني

  بـتبر السنابل و الإزهرار

  وحنـّتْ مسامع قلبي

  لنغم الهزار

  لماذا اختفت قدس شمس الشموس ؟

  وأين عراق القمر ؟

  أجيبوا بربّ السماء ؟

  أما اغتالهم بالغيوم الظلام ؟ !!

فلم تتكلم شفاه الضباع

ولكنّ حبّ الرياسة و الجبروت

تململ في صدرهم أجمعين

فقالوا :

ـ علمتَ بأنـّا عشقنا الكراسي

  لحدّ الجنون

  ومرماك يا لعنة الدهر حتف الملوك

  خذوه فغلـّوه

  ثمّ الجحيم فصلـّوه

  إنه يعبث بالعرش فوق الظنون

فهبّ الجنود لجلد الغلام

وصبّوا على رأسه من غساق الحميم

وقالوا : لأنك أنت العزيز الكريم !!

تذوّق عذاب الجحيم ...

وزجـّوا به صوب زنزانة مظلمه

ليلبث في السجن بضع سنين

وذات مساء ...

أطلّ الهمام من الكوّة الضيّقه

وراح يناجي ضياء القمر

يحدّثه عن شجون الحفاة

وسوط القضاة

وبجْـر البغاة

حيال البتول الحَصان الرزان

وصعـّد زفرة بركانه الحارقه

و أسبل دمعة طوفانه الغارقه

و أنّ الأنين

فهبّ النسيم يكفكف دمع الفتى

إلى أن تجلــّت غيوم الجفون

وثمّة أبصر ثغر القمر

يبث ّ المشفـــّـــرَ عبر الأثير

تفرّس لبّ الغلام على ماحوته الرموز

فألفى خطابا من البدر شعّت بتبر الضياء

ـ هو الكون يسري بسنــّة خالقه في الحياة

إذا رام عبّـاده نهضة العزّ يوما

فلا بدّ أن يفقهوا سنـــّة النصر

كيف تقوم

وكيف تدوم

وكيف تـُــــدَاولُ عند الشتات

إذا ضاع منهم شعاع العلوم ...