مدائح لأيامي العتيقة !

مدائح لأيامي العتيقة !

سامي العامري*

[email protected]

نواعيرُ تغرفُ دمعاً جرى ,

قيلَ : عيدُ

نواعيرُ أسبُقُها لابِنِ فرناسَ

ألقطُ جُنحيهِ

نحو فضاءٍ ,

وبرقاً كبازٍ أصيدُ

نواعيرُ تندى بألفٍ من القُبُلاتِ

وكان البليلَ البعيدُ !

نواعيرُ تنبضُ

في رَحِم الريح

والعمرُ لم يعتمرْ مُخَّ حربٍ !

ولكنْ يرفُّ فَراشٌ

وبَعدُ ؟

يسيلُ نسيمٌ وئيدُ !

نواعيرُ تجني لرابعةَ العدويةِ

عنقودَ تمرٍ

يباركُ مهداً لِحُبّين ,

والآيُ كالناي حيثُ الوليدُ !

نواعيرُ فوّاحةً تستديرُ

لسعفٍ تعثَّرَ فوق الغديرِ

فصانتْهُ غِيدُ

نواعيرُ ألقتْ بصمتي كما مِئزرٍ

فارتداهُ نشيدُ

نواعيرُ تَقرعُ ناقوسَ شِعري

فيغفو النواسيُّ سُكْراً

ويصحو الرشيدُ !

نواعيرُ مدَّتْ بكلِّ الثغورِ

رئاتٍ

فعادتْ شِراكاً

لأنَّ هوائي طريدُ !

نواعيرُ تدعو الدقائقَ ,

تسألني هل تريدُ اختراقيَ ؟

قلتُ : أريدُ

نواعيرُ ترفعُ بستاننا للذُّرى

وتُعيدُ

نواعيرُ تقفو الأكفَّ

فأهتفُ :

هَيّا اخطفي فرحي مثلَ أعذاقِ نجمٍ ,

فلبّتْ

وما زال عندي المزيدُ !

               

(*) شاعر وكاتب عراقي .

 كولونيا – مايس