العلم ... والمعلم

العلم ... والمعلم

شريف قاسم

[email protected]

لأيِّـهـمـا  الـزَّهـوُ المحجَّلُ iiوالقَدْرُ
فـلـلـعـلـمِ  عـندَ اللهِ منزلةٌ iiعلتْ
ولـلـعـلـمِ عـنـدَ اللهِ قَدْرٌ و iiرِفعةٌ
لـه مـن أُولـي الـفضلِ الأثيرِ iiمعلِّمٌ
يـروِّي بـه الـظمأى ، ويُنبتُ iiدوحةً
وقـامَ بـنـورِ الـعـلمِ يسعى ، لِعلمِه
وأنَّ  ابـتـغـاءَ الـعـلمِ نهجُ iiشريعةٍ
أتـاهـا  بـلا مَـنٍّ يـعـلـمُ iiجاهدًا
وبـيـنَ  يـديـه الـجيلُ جاءَ iiمؤمِّلا
مـدارسُ بـاتـتْ لـلـجميعِ iiفصولُها
فـلـلـهِ  كـلُّ الـحمدِ والشُّكرُ iiوالثَّنا
مـعـلـمُـنـا هـذا الذي هلَّ iiكالسَّنا
حـبـاهُ  الـثَّـناءُ الحُلْوُ من كلِّ iiعاقلٍ
فـطـوبـى أخا الإيثارِ ، سعيُكَ iiمثمرٌ
مـراتـعُـهم تحلو على النُّورِ iiوالهدى
مـدارسُـهـم  نـادتْ فـجـدَّ iiشبابُها
أقـامَ لـهـم مـن وعيِه مركبَ iiالعلى
فـهـاهـم  تـهادوا بالفضائلِ iiوالنُّهى
دفـاتـرُهـم  تُـنبي عن الجِدِّ لم iiتزلْ
ولـسـنـا  سننسى في معلمِهم iiيــدًا
فـطـوبى  يد الإخلاص تحيي iiمواهبًا
وتـسـقـي مـيـاهُ الوُدِّ قفرًا iiفينتشي
ولـلـعـلـمِ : أجـفـانُ شوقٍ iiلنورِه
بـعـقـلٍ  تـصـدَّى لـلمعارفِ iiنيِّرٍ
أيـاطـالـبَ الـعـلـيا أتيتَ فغرَّدتْ
وهـاهـو فـي وجـهِ الـتَّعلُّمِ iiسِفرُها
ومـن شـرعـةٍ صاغتْ لروَّادِ iiحُسنِه
عـلـى الـعلمِ والإيمانِ قامتْ iiحضارةٌ
وعـزَّتْ بـديـنِ اللهِ مـجـدًا iiومَنعَةً
وفـي  نـيـلِ آمـالِ الشعوبِ iiحلاوةٌ
وبـالـعـلـمِ هـبِّـي يابلاديَ وقدِّمي
وأهلُ الحِجى في الأرضِ خفُّوا لصرحِه
وبـالـتَّـقـنـيـاتِ الـفاتناتِ iiتفنَّنوا
ومـيـدانُـهـم فـي العلمِ أوسعَ iiدربَه
وآتـى الـكـفـاحُ الـحُلوُ فيه iiبيادرًا
وفـاضـتْ  بها الأسرارُ سِفرًا iiمطرَّزًا
فـفـي كـلِّ بـابٍ لـلـمعارجِ iiبهجةٌ
ألـمْـ  تـَرَ لـلتعليمِ في الناسِ موسمًا
رعـتْـهُ  أيادي المخلصين ، iiوطوَّرتْ
وحـدَّث  عـنـه العارفون ، ولم iiيزل
ومـا أُوتـيَ الأفـذاذُ إلا iiقـلـيـلُـه
وحـسـبُ  أمـانـيـنا كريمُ iiاشتياقِنا
لـنـا الـعـلمُ . والدِّينُ الحنيفُ iiيحثُّنا
مـضـاربُـنـا  كـانتْ مدارَ iiمعارفٍ
{ ولاقـرأْ } رفـيفٌ في مشارقِ iiكونِنا
سـقـى  الَّـلـهُ أيَّـامًا تولَّتْ ، iiوكلُّها
ولـلـجـيلِ  في عصرِ النهوضِ iiمعلمٌ
طـوى  عـزمُـه بالصِّدقِ مُتَّكَأَ iiالونى
وآثـرَ  أن يـسـعى على الدربِ آخذًا
وربَّ  نـداءٍ فـي فـؤادٍ iiمـضـيَّـعٍ
فـيـصـحو  كريما خالعًا لاِبقةَ الهوى
إذا مـا أخـو الـتـعليمِ نادى iiولوَّحتْ
وأركـانُ صـرحِ الـمجدِ عندي iiثلاثةٌ
هُـدَى الَّلهِ ، والإخلاصُ في كلِّ موطنٍ






















































وأيُّـهـمـا الأولـى بـما طرَّزَ الفخرُ
أهـلَّ بـهـا الـوحيُ المقدَّسُ iiوالذِّكرُ
وأهـلـوهُ  عـنـدَ اللهِ إرثُـهُـمُ iiدّثْرُ
يـفـيـضُ على كفَّيْهِ من خيرِه iiالقطرُ
أظـلَّـتْ  رحـابًـا مـالطائرِها iiوَكرُ
بـأنَّ سـبـيـلَ الـجهلِ مسلكُه iiخُسْرُ
مـآثـرُهـا  بـيضٌ ، وآثارُها iiخضرُ
ومـن حـولِـه الآمالُ تخضرُّ iiوالبِـرُّ
مـكـانـتَه  الفضلى ، وطلابُه iiالزُّهرُ
وأُخـرى بـأنـواعِ الـمـعارفِ iiتفترُّ
ولـلـهِ ــ جلَّ اللهُ بارئُنا ــ الشُّكرُ
وكـالـغـيثِ  يحيا في مطارفِه الزَّهرُ
فـأوسـمـةُ الإجلالِ ضاقَ بها iiالصَّدرُ
وطـلاَّبُـه  الأفـذاذُ فـي وجهِهم بِشرُ
فـلـلأهـلِ  والأبـناءِ من فضلِه iiقَدْرُ
يُـزَجِّـي  خُـطـاهم مَنْ مآثرُه كُثـرُ
ومـن أجلِ عُشَّاقِ العلى يُنصَبُ الجسرُ
وهـاهم  إلى العلياءِ في سعيِهم iiمـرُّوا
يـزيِّـنُـهـا  الـعلمُ المباركُ iiوالحِبرُ
نـسـيـجُ  عطاياها : التَّفانيَ والصَّبرُ
ولـمـحُ  تـثـنِّـيها النَّضارةُ iiوالخيرُ
ولـولا  سـخـاءُ الماءِ ما أمرعَ iiالقفرُ
إذا سـهـرتْ يـومًـا فللطالبِ iiالأجرُ
دؤوبٍ كـمـا الـمجدافِ يعرفُه iiالبحرُ
بـأندى  نشيدِ الفخرِ في روضِها iiالطَّيرُ
وثـائـقُ جـلَّـتْ مـالِهاجرِها  iiعُذرُ
مـغـازلَ يـعيى دون روعتِها iiالسِّحرُ
لأُمـتِـنـا ، والـعلمُ مالصفحتِه iiهجرُ
مـنـضَّـرةَ  الآفـاقِ طابَ لها iiالنَّشرُ
تـهـونُ  لـها الأتعابُ والسَّهرُ المُـرُّ
أيـادي  الـسَّـنا ، فالعلمُ قدَّمه iiالعصرُ
فـبـانَ لـهم من طُورِ رِفعتِه iiسِــرُّ
ومـخـتـرعـاتٍ ما لأعدادِها iiحصرُ
تـفـانـتْ عـليه اليومَ خيلُهُمُ iiالضُّمرُ
تـحـاكـي  ابتسامَ الحقلِ نبتتُها iiالبِكرُ
تـفـيءُ  إليه الروحُ ، والأنمُلُ iiالعَشرُ
يـفـوحُ  بـهـا للقومِ من طيبِه iiالنَّورُ
تـبـاهى  به الزُّرَّاعُ ، فالحقلُ iiمخضرُّ
وسـائـلَـه في البحثِ ، إذ ظهرَ iiالدُّرُّ
ويـبـقـى دفـينُ العلمِ ليس له iiحَسرُ
فـبـحرٌ به خاضوا ، ومن بعدِه بحـرُ
لـشـطـآنِـه  ، والـجِدُّ شوَّقًه iiالفكرُ
ولـلـعـلماءِ  الصِّيدِ من قومِنا iiالصَّدرُ
ومـن أُفـقِـها الميمونِ قد طلعَ iiالفجرُ
نـديٌّ ، وفـي مـاضـي مغاربِه iiنشرُ
سُـمُـوٌّ  ، وركـبٌ لايـفارقُه iiالنَّصرُ
وفــيٌّ أخـو عـزمٍ لأُمَّـتِـه ذُخـرُ
فـلـيـس  به يُستَنزفُ العزمُ iiوالظَّهرُ
بـكَـفَّـيْ شـبـابٍ مات لميعتِهم iiنُكرُ
يـرفُّ  فـيـنـأى عن مسامعِه iiالوَقرُ
فـيُـجـبـرُ  كـسرٌ ما لأعظُمِه iiجبرُ
لـه  الأنـفُـسُ الظمأى فما فاته iiالأمرُ
ودعْ عـنـكَ إنْ رنَّتْ بزُخرُفِها الصُّفرُ
وثـالثُها  ــ فاعلمْ ــ معلمُنا iiالبَـرُّ