صبية تقرأ القرآن
صبية تقرأ القرآن
د.حسن الأمراني
لتركستان هذا الوعد محمولا بأضلاعي
يسافر بي ..
يسافر بي ..
يلبي دعوة الداعي
لقانتة تهرب مصحفا
في الليل للأبناء
وتحمل للمرابط آخر الأنباء
وهبت دمي
جعلت القلب للأصباح مفتاحا
..
رأيت فتى بظل ( أويس القرني ) [1] يبتهل :إلهي ردني للأهل والأوطان
واجعلني بجوف الليل للضعفاء مصباحا
فأمي جمرة ، من شوقها القتال ، تشتعل
وأختي ليس تحتمل
فلما كلمت أحزانه ما خبأته الروح من حقب
تعلق بي
كمغترب
يلاقي بعد غربته عبير الأهل والخلان :
( أحملك الأمانة :
نحن شعب مسلم في الأرض منسي
ولكنا – بحمد الله – رغم الجمر والتنكيل
رغم القهر والتقتيل
ما هنا
ولا خنا
فصوت الله في دمنا
وصوت محمد في القلب محمي
لقد كنا ..
وكان السهد يشرب من مآقينا
وتأكل من ثمامة صبرنا الأحزان
وكانت أعين الشرطه
تصادر ما بأيدينا
من اللبن المجفف ،
والدواء المر ، والحنطه
لأن صبية بالبيت كانت تقرأ القرآن .
أحملك الأمانة ، لا تضيعها
ألست أخي ؟
ألم تسكب بروحينا نداها دوحة الإيمان ؟
ورب قصيدة تغدو سراجا
في ظلام الليل وهاجا
وتغدو الأحرف الخضراء
للأوطان معراجا )
وعانقني
وطهرني بدمع مورق هتان
يكاد .. يكاد يشتعل
وأقبل نحو ظل ( أويس القرني ) يبتهل :
إلهي ، ردني للأهل والأوطان
وكحل مقلتي بتراب تركستان
وألبسني وألبسها ، إلهي ، خلعة القرآن .
- أويس القرني مسجد من مساجد اسطانبول ، منسوب إلى الرجل الصالح الذي حرص عمر رضي الله عنه أن يسأله الدعاء ، تصديقا لوصية الرسول عليه السلام .