شعب فلسطين الصامد
د. محمد منير الجنباز
أبتي أرى في كل يوم أقرباء
يتسابقون إلى الشهادة والفداء
يتعرضون لنار حقد الأشقياء
فَلِمَ التسابق يا أبي ولِمَ العناء؟
* * * *
من شوقهم للموت كنتُ أظن لعبا
أو رشقهم لحجارة ما خلتُ غضبى
ورأيت مكلوماً قضى في الأرض نحبا
* * * *
ورأيت يا أبتي جموعاً لا تهاب
ترمي الحجارة في الوجوه وفي الرقاب
وبصدرها صدَّتْ رصاصاً للذئاب
قد صمّمتْ دحر الردى والإغتصاب
* * * *
من كان حولي رُحّلوا
وهنا حُماتي قُتّلوا
وهناك رَبعي أشعلوا
بذلوا الدما لم يسألوا
تركوا لنا أشلاءهم فوق الحمى
رجل هنا وهناك آخرُ يُقتَلُ
* * * *
وهنا رأيت من الأذى ما يؤلِمُ
بيتٌ لجيرانٍ لنا يتهدّمُ
سوّاهُ بالأرض اللئيم المجرمُ
من ينصر الطفلَ الضعيف ويرحمُ
نزلوا على أشلاء بيت في شقاء
تغزوهمُ هوج الرياح مع الشتاء
والجوع والفقر الشديد على السواء
يا رب فادفع عنهمُ هذا البلاء
* * * *
أبتي أرى أني بساحات الوغى
في قدسنا قَتْلٌ ورُعْبٌ ما ارعوى
أثر المعارك بالمباني قد هوى
والغاصب المحتال في كبر غوى
* * * *
وعيون أطفال بها سكن الحدقْ
ترنو لإخوان لهم خلف الأفقْ
مدّوا لنا أيدكمُ قبل الغرقْ
يا أهلنا فلمَ التواني والفَرَقْ؟
* * * *
أيصير يوماً بيتُنا شِلواً خرابا
وأسامُ مثل زميلتي سلمى العذابا
أضحى اليتامى حولنا رهن اغتراب
ودموع خالاتي الثكالى في انسكاب
أَوَما لنا أهلٌ لنصرة حقِّنا
أَوَما لنا إخوان صدق في الدُّنى
أَوَما لنا من ناصرٍ في قدسنا
دعنا نمتْ.. ولتحترقْ دنيا الوضاعة بعدَنا.