الشهيد الصغير

الشهيد الصغير

نبيل شبيب

[email protected]

في 16 ربيع الأول 1396هـ و17 آذار/ مارس1976م، أطلقت قوّات الاحتلال الصهيوني الرصاص على طفل في الحادية عشرة من عمره، خرج يتظاهر في القدس ضدّ الاحتلال وضدّ الاعتداء المتكرّر على الحرم القدسيّ الشريف.. ومات الشهيد الصغير بعد أيام متأثّرا بجراحه، فكان أوّل من أسلم الروح بين قافلة شهداء الاضطرابات التي عُرفت في ذلك الحين بثورة الأرض، وتقرّر من بعدُ أن يكون يوم الثلاثين من الشهر الميلاديّ نفسه يوما سنويا للأرض الفلسطينية.

 مـا زالَ في عُـمُـرِ الوُرودْ

عَـنْ حُـرْمَةِ الأَقْصـى يَذودْ

عَنْ أَرْضِـهِ..  أَرْضِ الجُدودْ

عَـنْ حَـقِّـهِ..  حُـرِّيَـتِـهْ

عَنْ أُمِّـهِ.. عَـنْ قَـرْيَـتِـهْ

لَـمَـسَ الهَـوانَ بِـأُمَّـتِـهْ

فَـأَبـى الذَّهـابَ لِرَوْضَتِـهْ

وَمَضـى يَشُـقُّ  لإِخْـوَتِـهْ

دَرْبَ الكَرامَـةِ وَالصُّـمـودْ

يا إِخْوَتي..

لَمْ يَفْـنَ شَـعْبٌ مِنْ قِـتـالْ

وَالمَـوْتُ أَحْـرى بِالرِّجـالْ

مِـنْ عَيْشِ قَهْـرٍ  وَاحْتِـلالْ

وَمِـنَ القُعودِ عَـنِ النِّضـالْ

يا إِخْوَتي..

عَـهْـدَ الكَـرامَـةِ جَـدِّدوا

"اللهُ  أَكْــبَـــرُ".. رَدِّدوا

وَامْـضـوا  وَلا تَـتَـرَدَّدوا

لا تَسْـتَـكيـنـوا لِلْقُيــودْ

ثـوروا عَلى جُـرْمِ اليَهـودْ   

ثـوروا عَلـى ذُلِّ القُـعـودْ

يا إِخْوَتي..

ذاكَ السَّـبيـلُ  إِلى الخُلـودْ

وَهَـوى الشَّـهيدُ عَلى ثَـراهْ

غَـدَرَتْ بِـهِ  نـارُ الطُّغـاهْ

فَمَضـى وَقـافِـلَـةَ الأُبـاهْ

ما ذاقَ طَـعْـمـاً لِلْحَيــاهْ

أَطْفـالُـنـا.. أَكْـبـادُنــا

هُــمْ في الفِـدا  رُوَّادُنــا

وَبِـهِـمْ تَعِــزُّ بِـلادُنــا

وَالمَسْـجِدُ الأَقْصـى  يَعـودْ

يا ذُلَّ مَنْ خَفَضـوا الجِـبـاهْ

طَلَبوا "السَّـلامَ" مِنَ العُـتـاهْ

وَتَذَلَّـلـوا.. وَأَبـى العُـتـاهْ

وَنَسـوا الشَّـهيدَ  نَسوا دِمـاهْ

صهيونُ سَـكْـرى مِنْ دِمـاهْ

وَشَـهيـدُنا  نَطَـقَـتْ دِمـاهْ

مَـنْ قالَ شَـعْبي لا يَجـودْ؟..

مَنْ قالَ أَرْضـي  لَنْ تَعـودْ؟..