هولكوست!!
هولكوست!!
شعر :د. كمال أحمد غنيم
كنت أشاهد الاحتفال -على شاشة التلفاز- بثا مباشراً لاحتفال بذكرى تحرير المعتقل النازي، اللهم لا اعتراض على احترام معاناة الأبرياء، ولكن أن يحتفل المجرمون بذكرى ضحاياهم القديمة بينما طفلة دير البلح ذات الثلاثة أعوام لم يجف دمها بعد، بل كان يُذاع في لحظة الاحتفال نبأ استشهاد واحد من ذوي الاحتياجات الخاصة، ظل ينزف دون أن يجرؤ أحد على إنقاذه فالنار تُطلق على كل من يقترب منه!! فكانت هذه القصيدة على مشهد مباشر من القطار الدال على معاناة المعتقلين، ومسمع من خطابات الزعماء الدوليين!!
"هُلُكُستُ" ذكراها تحوم!
ورياح قاطرة الضحايا؛
حطمت ثلج الوجوم!
***
- من قال إنّا مثلكم؟!
فالكون يحزن حولنا،
والعالم الحي الضميرِ،
وكل من قد عدّه الإعلامُ،
من أرقى النجوم؟!
... صور المآسي من سحيق الذكرياتِ،
تحرك الحزن الرحيم!
***
- من قال إنّا مثلكم؟!
دمنا يسيل الآنَ،
خضّب شاشة التلفازِ،
قبل مرور حفلكم الكريم!
فاتورة الأحقاد ندفعها هنا،
ودموعكم مصبوغة بدمائنا،
بل ترتدون جلودنا،
لكنكم متحضرون!
أَونحن –يا للعارِ- من ماضي القرون؟!
متخلفون؟!
الموت يحصدنا ولا نسطيع ترتيبَ
احتفال مثلكم إذ تفعلون!
فلتمهلونا -لو سمحتم- كي نكون!
فلعلنا نحيي احتفالا في
الشهور القادماتِ،
أو السنين!!
***
سحقا لنا إن لم يكن ما ترقبون!
سحقا لنا إن لم يكن،
لو بعد حين!!
27/1/2005
20 : 4 مساء