السندباد في الألزاس
السندباد في الألزاس 1
د. محمد علي الرباوي
[إلى أبي في أرض الغربة]
هَاأنْتَ تُوَدِّعُ وَجْدَةَ تَتْرُكُُهَا تَتَثَاءَبُ عِنْدَ طُلُوعِ ﭐلغَبَشِ السَّاقِطِ مِنْ تَنْهِيدَةِ إِيسْلِي التَّائِهِ تَتْرُكُ بَوَّابَتَهَا خَلْفَكَ يَتَفَجَّرُ ظِلُّكَ قُدَّامَكَ يَرْكَلُ طَنْجَةْ بِحَوَافِرِهِ يَلْحَسُ فِي رَفَّةِ عَيْنٍ أَحْجَارَ الأَلْزَاسِ وَزَادُكَ فِي الرِّحْلَةِ عَضَلاتُكَ إِنَّا صَدَّرْنَاكَ مَعَ اللَّيْمُونِ وَقُلْنَا نَحْنُ كَسَبْنَا الأَلْزَاسَ وَمَا يَخْزِنُ هَذَا الأَلْزَاسْ
****
هَذَا الوَطَنُ الضَّائِعُ وَالغَارِقُ فِي عَرَصَاتِ الْجُوعِ وَفِي مَزْرَعَةِ العَطَشِ الشَّارِدِ يَسْتَوْرِدُ لَحْمَ الضَّأْنِ العَالِي يَرْفُضُ إِيـمَانَكَ يَرْفُضُ حَتَّى عَضَلاَتِكَ يَدْفَعُهَا ثَمَناً لِلَّحْمِ ﭐلْمُسْتَوْرَدِ.يَسْرِقُ أَنْفِي الأَفْطَسُ مِنْ هَذَا اللَّحْمِ الْمُسْتَوْرَدِ رَائِحَةً أَشْعُرُ أَنَّ جَدَاوِلَهَا نَبَعَتْ مِنْ جَسَدِي الْمُتَهَالِكِ أَسْمَعُهَا فِي اللَّيْلِ تَقُصُّ عَلَيَّ غَرِيبَ الْقَصَصِ الْمَكْتُوبَةِ يَا أَبَتِي بِشَقَائِقَ كانَتْ تُزْهِرُ فِي عَضَلاَتِكْ
****
لُغَتِي هَلْ تَعْرِفُهَا يَا أَبَتِي هَلْ تَتَكَلَّمُهَا فِي الأَلْزَاسِ مَعَ ﭐلأَلْزَاسِ وَهَلْ تَسْمَعُهَا فِي الطُّرُقَاتِ وَفِي أَوْرَاشِ الْخَوْفْ
****
إِنِّي أَسْمَعُ قَافِلَةً عَائِدَةً تَتَوَسَّطُهَا أَنْتَ عَلَى صَهْوَةِ نَاقَتِكَ الوَاسِعَةِ الْعَيْنَيْنِ سُعَالُكَ يَنْشُرُ جَدْوَلَهُ فِي بَعْضِ شَوَارِعِ وَجْدَهْ
آهٍ هَلْ تَحْلُمُ يَا أَبَتِي بِالْعَوْدَهْ
هَلْ تَحْلُمُ يَا أَبَتِي بِالْعَوْدَهْ
العيون (وجدة): 1/2/ 1977
[1] - الأعشاب البرية.