حَائِطُ الشَّجَـا

صلاح الدين غزال

شعر: صلاح الدين غزال-بنيغازي

[email protected]

مَالَتْ تُمَزِّقُ فَـوْقَ النَّعْـشِ iiأَكْفَـانِي
تَرْجُو  انْبِعَاثِي وَمَا لِي غَيْرُ حُرْقَتِهَـا
أَجَبْتُ ثَوْبُ الأَسَى فِي المَهْـدِ iiجلَّلَنِي
جُـرِّعْتُ  كَأْسَ الشَّجَـا مِمَّنْ أُنَادِمُهُمْ
طَـرَقْتُ  أَبْوَابَ مَنْ عَـاثُوا iiبِنَسْمَتِنَا
فَمَا  وَجَدْتُ لِنَيْـلِ الثَّـأْرِ iiخَاصِـرَةً
سَـوَاحِلُ  الضَّيْـمِ أَدْنَتْنِي مَرَافِؤُهَـا
أَنَـا الأَبِـيُّ سَلِيـلُ المَجْـدِ آلَمَنِـي
أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعْنَىً مُـذِ iiانْفَرَطَتْ
أَرَقْـتُ جَفْنِـي عَلَى دَمْـعٍ أُلاَزِمُـهُ
وَخُضْتُ حَرْبـاً عَلَى طَيْـفٍ أُنَازِعُهُ
عَنْ وَضْـعِ حَـدٍّ لِعَيْـشٍ بِتُّ iiأَمْقُتُهُ
أَبْدَيْتُ  جُرْحِـي إِلَى الآسِـي iiأُسَائِلُهُ
أَنَا  الشَّقِـيُّ رَدِيفُ النَّـزْفِ أَرَّقَنِـي
أَرَدْتُ  ثَلْـمَ وَمِيـضٍ لِلنَّفَــاذِ بِـهِ
فَـصَارَ جِسْمِي عَدِيمَ الحِسِّ iiوَانْدَلَعَتْ
حَتَّى انْتَهَيْـتُ بِلاَ حَتْـفٍ iiوَمَزَّقَنِـي
















مِنْ فَرْطِ مَا اقْتَرَفَ الآسِي iiبِجُثْمَـانِي
نَفْسِي  وَقَدْ أَوْعَـدَ الإِلْحَـادُ iiأَدْيَـانِي
والسَّيْرُ  بَيْنَ ثَنَـايَا الجَمْـرِ iiأَضْنَانِي
وَالنَّحْتُ  عِنْدَ جِـدارِ اللَحْـدِ iiأَدْمَانِي
وَخُضْتُ  حَرْباً ضَرُوساً دُونَ iiفُرْسَانِ
تُزِيحُ  عَنْ كَاهِلِي المَنْهُـوكِ iiأَحْزَانِي
وَاسْتَقْبَحَ الرَّسْفُ فِي الأَغْلاَلِ iiإِذْعَانِي
فُقْدَانُ  حَتْفِـي وَمَكْثُ الرُّوحِ iiأَشْقَانِي
قُيُـودُ  عَزْلِي وَسَيرُ الجَـلْدِ iiأَقْصَانِي
قَدْ  ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحْراً دُونَ iiشُطْـآنِ
نَبْذَ الهَـوَانِ وَلَكِـنْ حَـالَ iiإِيمَـانِي
وَزَجْرِ  ضَيْمٍ ثَـوَى يَمْتَاحُ iiأَشْجَـانِي
مِنْ  فَرْطِ غَيْظِي لِمَ التَّمْثِيلُ iiبِالفَـانِي
زَمُّ الـعِنَانِ وَعُسْرُ الحَـالِ iiأَعْيَـانِي
فَالْتَاعَ  زَنْدِي وَسَيْفُ الوَيْـلِ iiأَرْدَانِي
نِـيرَانُ شَجْوِي وَمَجَّ الدَّمْـعُ iiأَجْفَانِي
يَـأْسِي وَفَوْقَ جَحِـيمِ المَوْتِ iiأَحْيَانِي