حَائِطُ الشَّجَـا
29كانون22005
صلاح الدين غزال
شعر: صلاح الدين غزال-بنيغازي
مَالَتْ تُمَزِّقُ فَـوْقَ النَّعْـشِ تَرْجُو انْبِعَاثِي وَمَا لِي غَيْرُ حُرْقَتِهَـا أَجَبْتُ ثَوْبُ الأَسَى فِي المَهْـدِ جلَّلَنِي جُـرِّعْتُ كَأْسَ الشَّجَـا مِمَّنْ أُنَادِمُهُمْ طَـرَقْتُ أَبْوَابَ مَنْ عَـاثُوا بِنَسْمَتِنَا فَمَا وَجَدْتُ لِنَيْـلِ الثَّـأْرِ خَاصِـرَةً سَـوَاحِلُ الضَّيْـمِ أَدْنَتْنِي مَرَافِؤُهَـا أَنَـا الأَبِـيُّ سَلِيـلُ المَجْـدِ آلَمَنِـي أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعْنَىً مُـذِ انْفَرَطَتْ أَرَقْـتُ جَفْنِـي عَلَى دَمْـعٍ أُلاَزِمُـهُ وَخُضْتُ حَرْبـاً عَلَى طَيْـفٍ أُنَازِعُهُ عَنْ وَضْـعِ حَـدٍّ لِعَيْـشٍ بِتُّ أَمْقُتُهُ أَبْدَيْتُ جُرْحِـي إِلَى الآسِـي أُسَائِلُهُ أَنَا الشَّقِـيُّ رَدِيفُ النَّـزْفِ أَرَّقَنِـي أَرَدْتُ ثَلْـمَ وَمِيـضٍ لِلنَّفَــاذِ بِـهِ فَـصَارَ جِسْمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَانْدَلَعَتْ حَتَّى انْتَهَيْـتُ بِلاَ حَتْـفٍ وَمَزَّقَنِـي | أَكْفَـانِيمِنْ فَرْطِ مَا اقْتَرَفَ الآسِي نَفْسِي وَقَدْ أَوْعَـدَ الإِلْحَـادُ أَدْيَـانِي والسَّيْرُ بَيْنَ ثَنَـايَا الجَمْـرِ أَضْنَانِي وَالنَّحْتُ عِنْدَ جِـدارِ اللَحْـدِ أَدْمَانِي وَخُضْتُ حَرْباً ضَرُوساً دُونَ فُرْسَانِ تُزِيحُ عَنْ كَاهِلِي المَنْهُـوكِ أَحْزَانِي وَاسْتَقْبَحَ الرَّسْفُ فِي الأَغْلاَلِ إِذْعَانِي فُقْدَانُ حَتْفِـي وَمَكْثُ الرُّوحِ أَشْقَانِي قُيُـودُ عَزْلِي وَسَيرُ الجَـلْدِ أَقْصَانِي قَدْ ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحْراً دُونَ شُطْـآنِ نَبْذَ الهَـوَانِ وَلَكِـنْ حَـالَ إِيمَـانِي وَزَجْرِ ضَيْمٍ ثَـوَى يَمْتَاحُ أَشْجَـانِي مِنْ فَرْطِ غَيْظِي لِمَ التَّمْثِيلُ بِالفَـانِي زَمُّ الـعِنَانِ وَعُسْرُ الحَـالِ أَعْيَـانِي فَالْتَاعَ زَنْدِي وَسَيْفُ الوَيْـلِ أَرْدَانِي نِـيرَانُ شَجْوِي وَمَجَّ الدَّمْـعُ أَجْفَانِي يَـأْسِي وَفَوْقَ جَحِـيمِ المَوْتِ أَحْيَانِي | بِجُثْمَـانِي