زهرة الإباء
29كانون22005
نبيل شبيب
*
نبيل شبيب
دعت الشاعرة "نهى" في منتدى "واحة الفكر والأدب" الحواري الشبكي، أن يختار مَن يشارك فيه زهرة من الزهور فيسقيَها ببعض أبيات الشعر.. فكانت لي المشاركة التالية معتذرا، فقد حملني السؤال إلى ذكريات عزيزة في غوطة الشام، الأرض التي شهدت أولى خطوات الطفل الناشئ وخواطر الفتى المشرّد عن الأرض المغتصبة، وقد كانت الشام.. كلّ الشام، على الدّوام موطنه، أو كانت عنده -وما تزال- جزءا من موطنه الكبير.
لَـسْـتُ شَكّاءً مِنْ بَراحِ عَنائييَـحْبِسُ الدّمْعَ في الجُفونِ إِبائيأَوْ تَـباريحِ الشّوْقِ بَيْنَ ضُلوعيتـوقِـدُ الفَجْرَ مِنْ لَهيبِ مَسائيأَوْ مِـنَ التّرْحالِ الطّويلِ شَريداً عَـبْـرَ أَعْوامِ غُرْبَتي الحَمْراءِغَـيْـرَ أَنّـي لِـلذِّكْرَياتِ أَسيرٌوَالأمـانـي تُطيلُ حَبْلَ رَجائيهَـل يَـراني في نَبْعِهِ بَرَدى أَمْيَـنْـقَضي العُمْرُ قَبْلَ رَشْفَةِ ماءِذَكَّـرتْـني " نُهى" وَلَسْتُ بِناسٍبِـحَـنـيني لِلأَهْلِ في الفَيْحاءِلأَريـجٍ عَـبْـرَ الحَدائِقِ يَسْريوَبَـسـاتـيـنِ الـغوطَةِ الغَنّاءِلاحْـمِـرارٍ عَـلى شِفاهِ وُرودٍكَـاحْـمِـرارٍ في وَجْنَةٍ حَسْناءِ لِـلْهَوى في الفُلّ اسْتَفاقَ يُواسي دَمْـعَ حُـلْـمٍ فـي مُقْلَةٍ حَوْراءِلِـعُـيـونِ الرّيْحانِ تَرْقُبُ نَحْلاً قَـبَّـلَ الـيـاسَمينَ دونَ حَياءِلِـحُـداءِ الأطْـيارِ فَوْقَ خَميلٍوَحَـفـيـفِ الأَوْراقِ وَالأَصْداءِ لِـشَـذىً مِـنْ بَـنَفْسَجٍ يَتَهادىنَـسْـمَـةً تُشْفي مُزْمِنَ الأَدْواءِ لِـنَـدى الأُقْـحُوانِ كَلّ صَباحٍيَمْسَحُ الخَوْفَ عَنْ عُيونِ الظّباءِيا " نُهى" عُذْراً عَنْ جَوابِ سُؤالٍ وَدَّعَـتْـني الأَزْهارُ بَعْدَ التّنائيخّـلَـفَـتْني في كِبْرِيائي عَزيزاً رَغْمَ أَشْواكي في لَظى الصّحْراءِلَـمْ يَـزَلْ لـلشآمِ يَهْفو فُؤاديلَـمْ أَزَلْ أَرْجو في الشَّآمِ شِفائيكَيْفَ أَخْتارُ في اغْتِرابي زُهوراًغَـيْـرَ ما يُسْقى مِنْ مِياهِ الإباءِهاتِ لي زَهْرَةً مِنَ الشَّامِ تَرضىبِـحَـيـاتي في عِزّتي الشّمّاءِ |
* من ديوان دموع متمردة الماثل للطبع.