حُداءُ التَّصَبُّرْ
18تموز2009
عبد الله ضرَّاب
عبد الله ضرَّاب - الجزائر
إلى النّفوس الطّاهرة، والأيدي النّظيفة ، التي تعاني من الإجحاف في زمن الحَيْفِ والإخلاف .
أيـا نـفـسُ تـاهَ القلبُ بين فـلا تـحـملي الأحزانَ ضيقا وحسرةً و إن تـصـبـري فـالعزُّ صبرٌ وعفَّةٌ وإن تـعـتِـبـي فـاصغي لقصَّة واقعٍ ألا قـد أدمـتُ الـضَّـرب ليلا وغُدوةً ألا كـم سـهـرتُ الليلَ للدَّرسِ مُنشئا ألا هـل يُـفـيد السَّعيُ والعلمُ والهدى ألا لـيـس فـي الاسـلامِ عُـذرٌ لقاعدٍ ولـسـت سـقيمَ الدِّينِ أسبحُ في القذى وإنِّـي لـعـبـدُ الله أقـفُـو سـبـيله قـنـوعُ اذا شـحَّـتْ عـلَـيَّ مناهلي شـربـنـا عـلـى الأقْـلالِِ كأسا نقيَّةً فـإنَّ عُـبـابَ الـسَّـيلِ يزخَرُ بالقذى إذا سـاقـنـي الإمـلاقُ يـومـا مقيَّدا فـفـكِّـي قـيـودي بالقناعةِ والرِّضا فـإنَّـا بـحـسـن الظنِّ نَجبُرُ كسرنا الـيـكِ فـإنَّ الـرِّزق قَـدْرٌ وقِـسمةٌ فـكـم حـازتِ الآفـاقَ راحٌ كـلـيلةٌ تـروَّيْ فـمـا فـي الفقرِ عيبٌ لعاقلٍ ومـا تـرفـعُ الأمـوالُ نـفسا خسيسةً ألا لـيـس عِـزٌّ الـمـرء ِقشًّا وزينةً ألا إنَّ راس الـعِـزِّ عـلـمٌ مُـنَـوِّرٌ وقـلـبٌ يـحـبُّ الـبِـرَّ طَبْعًا وكُلفةً * * * أيـا نـفـسُ إنَّ الحقَّ أضحى فريسة ً وبـاتـت دروبُ الـعـيشِ قَفْرَ تَوَحُّشٍ وأضـحـى دَعِـيَّ الأمرِ وحْشا مُكشِّرا وهـل يعرفُ الإشفاقَ والعدلَ في الورى ذئـابٌ مـن الأطـمـاعِ يقطرُ سُؤرُها أحَـلَّـتْ بـأرض الـخـيرِ كلَّ رَزِيَّةٍ فـراحـت بـلادُ العِزِّ تَخبطُ في الوغى ونـادى مُـنـادي الـنَّحسِ قال تحزَّبُوا فـذا فـاتـكٌ يـسـطـو بسيفِ جهالةٍ وذا طـامـعٌ عَـدَّ الـنِّـفـاقَ سياسةً يـلـوذُ بـحـزبِ الـكـفرِ ذُلاًّ وخِسَّةً وأمـوالُ هـذا الـشَّعب راحت غنيمةً وأرواحُ أهـلِ الفضلِ صارت رخيصةً ولاقـى ضِـعـافُ النَّاس ظلما وحيرةً فـلا يـنـفـعُ الإقـدامُ إنْ كَـرَّ باسِلٌ فـويـلاتُ هـذا الـوَضْعِ شَلَّت عُقولَنا ضُرِبْناَ فَفِي الإضْرَابِ ضَرْبٌ لِمُضْرِبٍ ومـا فـي دوامِ الـغِـلِّ خـيـرٌ لحاقدٍ ولـكـنَّ هـذا الـشَّعب في الكُلِّ خاسرٌ * * * أيـا نـفـسُ قـد آمـنتِ كوني رَضِيَّةً لـقـد صـاغَـكِ الـرَّحمنُ طيرا لجنَّةٍ وكُـلِّـفـتِ بـالـتَّوحيدِ فابْغي جِوارَه تـسـلَّـيْ عن الإجحافِ بالذِّكر والتُّقى حـنـانـيـك هـل تُحيين ليلي بأدمُعٍ إذا بِـتُّ تـحـت الـرَّدْمِ وجهي مُعَفَّرٌ حـنـانـيـك دَمْـعُ العين أنس مُغَوَّرٍ | الرَّغائبِوغَـلَّـت يَـدَ الإنـفـاقِ حبلُ ولا تُـرسـلـي الآهات إن شحَّ راتبي وإن تـضـجري فالشُّرْهُ أصلُ المتاعبِ فـهـل أبْـقـتِ الأحـداثُ قولا لعاتبِ فـهـل أحـمل الأوزار إن فُلَّ ضاربي وغُـبِّـرْتُ بـالطبشورِ فوق المصاطِبِ إذا حـازَ عِـيـرُ الجهلِ عالِ المراتبِ ومـا فـيـه بـعـد السّعي عُذْرٌ لعائبِ عـلـى مَـرْفَئِ الشُّطَّارِ ترسو قوارِبي وأبـنـي عـلـى الأخلاقِ نُبْلَ مآرِبي جـوادٌ إذا سَـحَّـتْ شِـعابُ المكاسبِ وفـي سُـنَّـة الأقـلالِ تَركُ الشَّوائبِ ويـعـتـلُّ بـالطوفانِ صَفْوُ المشاربِ وتـاهـت بـجـرداءِ الحظوظ رَكائبي وجـوبـي قـفارَ العيشِ جذلى بأجْنُبِي ونَـفْـرِي بِـحدَِّ الصَّبرِ شوك الصَّعائبِ ولـيـسـت حظوظُ الرِّزقِ حِنكةُ طالبِ وكـم كـابـدَ الإقـلالَ أهـلُ المواهبِ ولا عُـدَّ كـنـزُ الـمـالِ بين المناقبِ ولا يـحـجـبُ الإملاقُ نورَ الكواكبِ ومـا يُـسـعـدُ المُرتابَ نَيْلُ الرَّغائبِ وعـقـلٌ حـبـاه الله فِـقْـهَ التَّجارِبِ ومَـرْمـاهُ فـي الأيَّـام تَـرْكُ المعائبِ * * * وأضـحـت بُـغاثُ الخَلْقِ ذاتَ مخالِبِ تَـصـبُّ عـلى القُصَّادِ شوكَ المعاطبِ يُـضـاهـي بـفعلِ الشَّرِّ سُمَّ العقاربِ ذئـابُ أتـاهـا الله رَعْـيَ الأرانـبِ أجـادتْ مـع الأيَّـام فَـنَّ الـتَّلاعُبِ وسَـنَّـتْ لـهـذا الشَّعب شَرْعَ التَّكالُبِ وتُـمـلـي على التَّاريخ أخزى النَّكائبِ فـثـارتْ مـن الأعماقِ كلُّ الرَّواسبِ وذا مـاكـرٌ يـهـوى فنونَ المَشاجِبِ وأرخـى جـنـاحَ اللُّؤمِ نحو المناصِبِ وهـل يـعصمُ المخذولَ بيتُ العناكب1ِ أحـاطـت بـها في السِّرِّ قبضةُ ناهِبِ يـبـادون فـي الأحراشِ مثل الجنادِبِ وضـاعـتْ حظوظُ الحَلِّ بين المذاهِبِ ولا تـدفـعُ الـعـدوانَ فَـلْـتَةُ هارِبِ وشـقَّـت ثِـقـالُ الـهمِّ عَظْمَ المناكِبِ وَفِي ضَرْبَةِ الضُّرَّابِ ضَرْبُ الضَّرَائِبِ2 ولا فـي أنـيـنِ الـخَصْمِ غُنْمٌ لغالِبِ وفـي بُـؤرةِ الـخُـسرانِ شرُّ العواقِبِ * * * سـيُـقْـتَـصُّ لـلمظلومِ يوم التَّحاسُبِ وحـطَّـت بِـكِ الأقـدارُ فوق أجادِبِ ولا تَـكْـلَـفِي في الدَّهر جهلا بذاهبِ تـسـلَّـيْ فـتقوى الله أغلى المكاسِبِ تُـنَـحِّـي عن المَلْحُودِ كَرْبَ الغَيَاهِبِ وبـاتـت هَـوَامُ الأرض تنهَبُ جانبي إذا دُسَّـتِ الأكـبـادُ تـحتَ الصَّلائبِ | النَّوائبِ
هوامش :
1-1- اشارة الى قوله عز وجل :" مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون "
2- الاضراب المذكور هو الاضراب اللا محدود في بداية التسعينيات في الجزائر والذي استغله اعداء الامة استغلالا ناجحا لضرب المضربين وبه حققوا انتصارات واحتلوا مواقع في السلطة لم يكونوا يحلمون ان يحققوها او يصلوا اليهاspan>