الساقية

سهيل أبو زهير

الساقية

سهيل أبو زهير *

[email protected]

ساقيةٌ…

دارت في أعماقي

لتمزِّق مكنوناتِ فؤادي الحُبلى

كي تَسقي ذاك الأمل المقتول بسيف الكِذْبةْ

حجَّتها أن تصنع منهُ خنجر أحلامٍ

وسنان الحرب العشرين

آهٍ من خُدعة من يسقي صحراء النقبْ …

من غير دِمانا

ويرمِّم ميناءك حيفا …

من غير عظام الزهرات المهتوكةْ

ويسوق اللحن الصادح

من أرجاء ممالكه

فلدينا ما لا أذْن سمعت أو مر على قلب بشر

فازرعْ خيمتك المعتوهة قُرب الشطآنْ

واجعل أوتادك حُرَّةْ

قد تركبُ موجة نسْماتٍ …

نحو الشرق تسير

حتى لو كانت عرجاءْ

فاليومَ ستَحْبو

وغداً قدْ تَرْمَلْ

وإذا مارستُ طقوسي المعهودةَ …

بالنوم طويلاً …

فلتسرعْ

وانظرْ …

إنْ صرتُ تُقَطِّعُ أظفاري شَعري

فازرع أوتادك في كل مكان

فأنا مشغول بالقَمْلْ

قد أعذرتُ إلى الناسْ …

وإلى ربي من قبل

يا من يحسبني في الأموات تمهَّلْ

إني صدَّقتك مرةْ …

والمرة تلو المرة

هدئ من روعك

لستُ غبياً كي أقسمَ أنك تكذبْ

نحن الكذَّابون وأنت الصادق

فلتُمعِن كل سواقيك

تمارسُ في أعماقي

لتمزِّق مكنونات فؤادي الحُبلى

وتبسَّمْ .

الزهرة تضحك من أجلك

والجدول يجري من أجلك

ويضيق الجدولُ …

عند الأفواه المدميةْ

والزهرة صارت شوهاءْ

وتقادَمَ معنى الحرية

والطير إذا غنى أبكى

والنسمة تعني أوجاعاً

والشربة صَفْو بواقي البئر المهدومةْ

والخيل إذا صهلت …

نظرتْ كل الأعينِ …

نحو السيقان الورديةْ

والسيفِ المزروعِ بأعلى لحْظِ الأنثى

يحمله الفرسان

ليمضي الجحفل نحو النقع المضروب هناك

حول المرأةِ …

ذات الأسوار المسبيةْ …

والأوتاد المهزوزةْ .

والرمل هناك تمرَّد

سيغادر حتى يَفنى آخرُنا

لم يقصد – يوماً – غَضْبَتَنا

لو ظلَّ يداعبُ قَبْضَتَنا

أحرَقَنا

فتموت الحنكة في الأعماق

والدنيا

ما زالت صائمة

تنظر في الأفْق هناك

كي تسمع صوتاً من مغتصبةْ .

ارتجَّ الكون فمتنا

ثم صحونا

كي نشهد دهراً معهوداً

ساقية دارتْ في أعماقي

لتمزِّق مكنونات فؤادي الحبلى

وا …

* كاتب من فلسطين