أنشودة لصبرة وشاتيلا

د. جعفر الكنج الدندشي

أنشودة لصبرة وشاتيلا

د. جعفر الكنج الدندشي *

عـلـيـكِ الـدمـوع بُعيد iiالدماء
وكـلّ حـديـثٍ بـغـير iiالسلاحِ
فـتـلـك الـقـوافـلُ تأتيكِ iiرتلاً
فـضـمّـي ذراعـيك من iiحولهم
فـلـسـطـيـنُ ليس غريبٌ iiهنا
فـلـسـطـيـن ثـكلا، فنادي iiبنا
وقـبـل الـنـساء رضيعٌ iiيجيبُ
فـلـسـطـيـن كلّ الدموعِ iiدموعٌ
يــكون غـزيراً ويبقى وفـيـراً
رجـالـكِ جـاءوا، رجـالكِ iiماتوا
من الشمس طاروا مع الفجر صاروا
فـدربُ الـقـنـوط عليهم غريبٌ
* * ii*
حـديـثُ الأعارب غطّى iiالصدى
فـكـلّ جـيـوشِ الـعروبةِ iiعارٌ
وكـلّ الـحـكـومـات مـا راقها
ولـكـنّ جـيـلاً سـيـمضي iiبنا
* * ii*
فـلـسـطـيـن كلّ القصائدِ وهمُ
وكـلّ سـطـور الـتراث iiستُمحى
فـكـم خـابَ ظـنّي بأنّ iiالطري
ولـكـنَّ دربَ الإيـابِ طـويـلٌ
من الشرق طوراً، من الغربِ iiدوماً
عـلـى الـثاكلاتِ على iiالشارداتِ
* * ii*
تـرابـكِ طـهـرٌ طـهورٌ iiمزيجٌ
فـأنـتِ(حِـجـازٌ) بـأرض iiالشآمِ
رِفـاةُ(أبـي حـفـصَ) في iiمسجدٍ
ونـحـنُ نُـرَتّـلُ فـي كـلِّ iiيومٍ
فـسـوف نـجـدد فـي كلّ جيلٍ
كــانّ فـؤاد الـعـروبـةِ أنـتِ
فـصـهـيـون داءٌ عظيم iiالعِضال
































ولـن تـتـغـذي بـغير iiالمضاء
يـسـاوي لأجـلـكِ بعض الرياء
لـتـرتـاح بـيـن رحاب iiالفداء
فـأنـتِ الـحـنـونـة iiبالأوفياء
نـزولَ الـمـصـائـب iiبالأبرياء
تُـجـيـبُـكِ قـبل الرجال iiالنساء
وبـعـد الـفـداءِ تُـجيبُ iiالسماء
ولـكـنَّ دمـعـكِ مـثـل iiالدماء
فـذلـكَ عـهـدُكِ والـشـهـداء
رجـالـكَ ِعـادوا مـع iiالـكبرياء
وفـي الأرضِ ساروا لجوف iiالفناء
ومـا سـلـكوا غير درب iiالرجاء
* * ii*
حــدبـثٌ تـردده iiالـبـبـغـاء
تُـقـاد بـرهـطٍ مـن الأشـقياء
مـن الـفـعـل إلاّ حديث iiالرياء
يـمـهّـدُ لـلـقـدس يـوم iiاللقاء
* * ii*
إذا كُـتِـبَـتْ دون بـذل الـدماء
ونـمـضـي حـثـيثاً لما لا iiنشاء
ق قـصـيـرٌ لـحضنكِ iiكالأغبياء
وفـيـه الـمـخـاطِرُ تأتي iiفُجاء
مـن الـشـرَّ والـحقد iiوالإعتداء
عـلـى الـشـادياتِ بغابِ iiالبكاء
* * ii*
مـن الـرُسُـلِ الـطّيب والأنبياء
وقـدسـكِ(مـكّـة) حـتـى الفناء
ومـسـجـدُهُ فـي رُبـاكِ iiضياء
لـتـبـقـي فـلسطينُ صُبحَ مساء
مـزيـداً مـزيـداً مـن iiالـشهداء
وعِـلّـتـنـا أن بُـلـيـتِ iiبِداء
ولـكـن سـيـبـقى بنوكِ iiالدواء.

      

* أكاديمي وشاعر سوري يعيش في المنفى