قـبل الوداع
قـبل الوداع
مصطفى زايد *
آهٍ فـتـاتـي ...لـم يعد لطفولتي تـأبـى الجراح بخافقي أن تنحني والعذر ...ما للعذر يخجل أن يرى والصمت في عينيك يفضح رغبة زحـف خـفـيٌّ لـلسؤال معربد لا..لا تـهزي الرأس..شقي خافقي واستنشدي طرفي عن اللون الذي حـيرى على البركان تصنع بسمة ألـمٌ مـريـر أسـتـسيغ كؤوسه وأنـا الـذي أدع الـكؤوس ترفعا وأسـيـر فوق الجمر أنزف لوعة أقـسـمت أَلْفا حيث يكفي شاهدي حـلـم الفؤاد صدى لبضعة أسطر مـزقْـتِـهـا نـدما..تراك كتبتها قـبـل الـوداع أتيت أدفن خافقي حـيث التقيت بنسمة الروح التي وغـدا أسـافر والعهود بمعصمي وغـدا فـتـاتي تقرئين مشاعري فـتـقـبّـلين على الدفاتر أحرفي وسـتوقدين القلب حتى تنفذ النْـ وسـتـكـفـرين بذا التأله عندما وتـظـل ذكـرانا بعمرك غصة وسـتـلـتـقين بكل لحظ مقلتي وبـكـل حـرف تقرئين سنلتقي إني أنا الماضي...سيبقى لي صدى الكحل, لون الثوب...عطرُك..كلها حَـتّـى حَديثُك .. بَلْ حَيَاتُكِ كُلهَا أيـن الـمـفر ? وكل شيء بيننا وعـلى يديك وفي عيونك لم يزل وأنـا..أنـا البستان بعدك أنهري فـتـجاهلت أفقي الطيور ولم يعد إلاك أنـت بـكـل حـلـم دامع تـتـغـلغلين كخنجر في أضلعي من خاض مثلي الجرح يلثم خنجراً يـا نـفـحة الروح التي فارقتني | فـي الحب صدر يحتوي غـصـنـا أمام لواعب النسمات قـدس الـشـفاه يحاصر الكلمات حـيـرى تـمزق ساهمَ النظرات فـي نـظـرة المحزون واللفتات وخـذي الجواب بحمرة الصفحات ألـقـاه كـحـلـك فوق كل فتاة شـفـتـاي عـند تأله الأصوات عـجبا لجرحي كيف ساغ أناتي!! مـلأى يـنـادم طـيـفها دمعاتي كـادت تـذل لـمـاجن الرغبات كـذّبـتِ مـا أدلـت به قسماتي فـي النفس يخمد لاهب الحسرات كـذبًـا أغـص بها بيوم مماتي? حـيث الجراح وروعة الرعشات أعـطـتـه يـوما نفحة الخفقات قـيـد يـحـجِّـم صرخة اللذات بـيـن الـسطور بنازف الكلمات وسـتـسـجدين هناك عند رُفاتي ـنـيـران من شفتيك والوجنات تـقـفـيـن في صدق إلى المرآة طـيـفـا يـميت ولادة البسمات فـإن اسـتطعت تجاوزي نظراتي فـبـكـل حرف صورة من ذاتي فـعـلى ضميرك قد تركت سماتي سـتشِفّ عنْ ذوقي وعن نزواتي حـفـرت على جدرانها بصماتي شـرب الخلود من الهوى ودواتي مـن وهج شرياني شذا القطرات غـارت ونـارك أحرقت نخلاتي ذاك الـفـراش يرف في واحاتي ورنـيـن ذكـرى يزرع الآهات حـلـو الحسيس, محبب الطعنات في صدره ويقول: (أنت حياتي?) أنا لم أمت ...وهنا ...هنا مأساتي | مأساتي
هامش:
* مصطفى كمال الزايد (سورية).
-ولد عام 1966 في الميادين.
-أنهى المرحلة الابتدائية 1978, والإعدادية 1982, وانقطع عن الدراسة سنتين قضاهما بين القرآن الكريم والشعر الصوفي, ثم حصل على الشهادة الثانوية 1988, وعلى الليسانس في اللغة العربية عام 1998.
-بعد التحاقه بالجيش لأداء خدمة العلم زاول أعمالاً عدة, وإثر حصوله على الشهادة الجامعية انتقل إلى السعودية ليعمل مدرساً فيها.
-تفتحت موهبته الشعرية منذ كان تلميذًا بالمرحلة الابتدائية, ونمّاها بقراءته وحفظه للشعر العربي القديم.
-دواوينه الشعرية: ترنيمات وتر 1993 - تطلعات في المنفى 1996.
نشر الكثير من شعره في جريدة (الفداء).
-عنوانه: الميادين ـ سورية.