الرواية العصرية لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي
25كانون12004
د.إبراهيم الأسود
الرواية العصرية
لمعلقة عمرو بن كلثوم التغلبي
شعر:د.إبراهيم الأسود
اكتشفت أمريكا قبر الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم التغلبي، فأخذوا خلية من رفاته ، وبعد أن تمت عملية استنساخه واستوى رجلاً ، كان لا بد أن يقول معلقته الشهيرة ، فقالها ، ولكن بلسان حاله كشاعر عربي مسلم ، في زمن آل فيه حال الشعر والعروبة والإسلام إلى ما نرى .
( ألا هُـبّي بصحنكِ فاصبحينا وهـاتـي كل وُجدِكِ من عُقار ٍ إذا سـطعتْ أنوفَ الشَّربِ خَرّوا لـعـلَّ أوارَهـا يـسطو عميقاً ( صـبنتِ الكأس عنّا أمَّ عمرو ٍ فـإنـي إذ تـوسَّـمـتُ النَّدامى وقـد أرعـيتُهم بصري وسمعي وقـال البعضُ : هم عَرَبٌ قحاحٌ وذانِـكَ تُـهـمـتانِ ، فلم أوجِّهْ وذكّـرنـي شـباب الدهر دهرٌ ولـكـن مـا أقـولُ وما أداري وعـلـمـي تغلبٌ فنيتْ ، وبَكرٌ وكـنـا قـبـلُ لـم نؤمن ببعثٍ أراد الأولـون فـمـا استطاعوا ( بـأنّـا نـورد الـراياتِ بيضاً ونـشـربُـها ...لها أرجٌ ونورٌ ونـمـنـع مـا نشاءُ إذا غضبنا ونَـحـمِـلُ فوق ضُمّرَ سابحاتٍ عـلـيـنـا كـلُّ سابغةٍ تُماهي وفـي أيـمـانـنا شُطُبٌ ظِماءٌ وسُـمـرٌ لـهـذَمـيّـاتٌ عَوالٍ وأقــواسٌ مُـوَتَّـرةٌ صِـلابٌ ومـا أكـلـت سـباعُ الطير منّا كـذلـك فـي ذُرى الـعلياء كُنّا وجــاء الله بــالإسـلام ردءاً فـأ ُلـبِـسْـنا من التقوى جَلالاً إلـى عـزم ٍ عُـروبيٍّ ، أشَظَّتْ فـقـلنا : يافجاجَ الأرض ِ كوني وجـاء الشرقُ يحدو الغربَ حدواً قـصَـرنا شأوَ قيصرَ ، ثم عُجْنا وسُـدنا الأرضَ ، أحباشاً وفُرساً وسـار الـدهرُ ، لا خَبَباً ، ولكن قـرونـاً جَـمَّـةً .. ثم انتشينا * * * ألا فـلـيـعـلـم الأقـوام أنّـا فـصـرنـا نرفع الراياتِ بيضاً وصـرنـا نخفضُ الهاماتِ ذلاّ ً فـمن نكبٍ ، إلى نكس ٍ ، وعُدّي إلـى كَفر ٍ ، إلى دير ٍ ، و بحر ٍ إلـى حـرم الـخليل ومَن أبيدوا إلـى صـبرا ، وشاتيلا ، وقانا مـتـى تُـنـقَلْ رحى قوم ٍ إلينا نـدور بـهـا .. تدور بنا علينا يـكـون ثـفالُها ما شئتِ قُطراً سُـلبنا القدسَ ( قد علمت معَدٌّ ) وضـيّـعـنا جَنوب العز هدراً ( وإن غـداً وإن الـيـوم رهنٌ ورثـنـا الـمجد ، لكن للتباهي فـنـحـن الـصامتون إذا أ ُهِنّا ونـحـن الـخـانعون إذا ظُلمنا (ونـحـن إذا عماد الحَيِّ خَرََّتْ إذا حَـمـيَ الوطيس بنا ، بَرَدنا ويـشـربُ غـيرُنا صَفواً قَراحاً وفـي فـتـح القناني والجواري وفي فتح الحروبِ ، نكون أيضاً فنحن - ولا شماتة - أهلُ عُجبٍ عشقنا (الفَوْقَ) فوق العشق ،حتى فـنـحـلـم فوق أحلام الكُسالى ونـكـذبُ فوق كذب الناس طُرّا ونصعدُ فوق ، نهبطُ فوق ، نمشي وكـل أمـورنـا في القول فوقٌ ( مـتـى نَـعـقِدْ قَرينتنا بحبل ٍ ( و قـد هرّت كلابُ الحَيِّ منّا ) فـكـم ذا قـد سـرقنا بيتَ مالٍ وكـم ذا قـد ولَـغـنا في دماءٍ و يـنـبـح أيُّ كلبٍ حين يؤذى وأمّـا بـالـشـعـوب فلم نفرِّط مـلأنـا الـجـوّ أجـهزةَ التقاطٍ وكـل مُـواطـن ٍ ذكـراً وأنثى وإن نـبـسوا فليس لهم صَريخٌ صَـرفـنـا عنهمُ الأسماع قصداً ومـا مـن أسـرةٍ إلاّ وفـيـها نـحـللُ صمتَهم والفكرَ ، لا بل نـتـرجـم عنهمُ الأنفاسَ ، نصّاً فـنـحنُ مترجمون على اقتدار ٍ ومـن أنّـا بثثنا ( الأمن ) فيهم نـزيـد مقاسَ نعل ِ من استضفنا و يـمـكـثُ في ضيافتنا مُهاناً وحـيـن يـكون لم يخطئ بتاتاً تـألـفـنـا الـشعوب بكل هذا فـجـعـنـاهم ضجعناهم فذلّوا وصـادرنـا حـنـاجرهم ، فهيّا و أخـلـيـنـا أكُـفَّـهمُ ، لكيما و هـذي نـبـذةٌ مـمّـا لـدينا ديـمـقـراطـيـةٌ لا شك فيها * * * فـنحنُ ، ولا أكرر ( نحنُ ) إلاّ مـلـكـنـا كل أسباب المعالي و يُـرهـبـنا الدجاج إذا يُقاقي لـنـا فـي الغرب أرصدةٌ كبارٌ رَصـدنـاهـا ليوم الدين ذخراً و بـعـضُ ملوكنا فُطِموا حديثاً و بـعـضٌ عاصروا لبَداً وعاداً سـلـيـمـانـيـةٌ لهمُ حظوظٌ دعـا إبـليسُ ، فانسحبت عليهم تـعـوّدنـا نـسير متى أرادوا و نـدري أنـه كـذبٌ ، و لكن و هـذا الـفيلم مذ خمسين عاماً لـذا أعـداؤنـا هـابـوا حِمانا فـهـم مـن خـوفهم منّا تراهم و نـحـن تـنـجُّساً منهم هربنا فـصاروا هم أ ُلوا وطن ٍ ودار ٍ و أحـرزنـا كـرامـتنا اكتفاءً و مـا كـنـا بـحـمد الله بُكماً نـطـاعـنهم بشجبٍ واحتجاج ٍ وإن غـدروا بـنـا أو هاجمونا و نـرفـضُ ثم نرفضُ لا نُبالي و كـم يـومـاً تـكـاتفنا ألوفاً و زلـزلـنـا مضاجعهم بقصفٍ و مـا هـذا فقط ، لا بل شجبنا فـضـحناهم على الأشهاد ، لكن سَـحـقـنـا أنف أمريكا جهاراً و كـل الغرب إن طاروا وحَطّوا سـبـقـنـاهم بكل مجال سَبق ٍ إذا جـاءوا بـإنـجـاز ٍ ، أتينا إذا هـم أطـلـقـوا قمراً جديداً وإن هـم طـوّروا يـوماً سلاحاً وإن فـخروا بحاضرهم ، فخَرنا وإن نـحـن اشـتهينا القتل يوماً فـهـم قومٌ - ولا أخفيكِ سِرّ اً ، و لـيـسـوا مثلنا جافين حمقى لـطـيـاراتـهـم شأنٌ عجيبٌ فـتُـمـطِـرنـا صواريخاً ثقالاً ولا إبـلـيـسُ يُحسِنُ مثل هذا فـنـحـن الأسـوياء بكل حال ٍ و نـحـن الأقوياء ، و دعكِ ممّا و نـحـن الأغنياءُ ، وإن يكونوا و نـحن الأذكياء ، و قد ضَحكنا صَـدَرنا عن فلسطين ٍ ب(فلس ) و هـؤلاء نـحن ، وليس فخراً لـنـا وجـهـانِ ، وجهٌ عبقريٌّ و وجـهٌ لـسـت أذكره ، لأني * * * اسـكـتـي يا هذه ، ما نحن إلاّ حُدَيّا الناس إن وَجدوا -جميعاً - |
)
|
وحـيّـي أهـل ودِّكِ يـا تُـقَـطِّـبُ عـند لذعتها الجبينا عـلـى حُـرِّ الوجوه مُصَرَّعينا فيُسلي الصبَّ ، أو يُنسي الحزينا ولا لـومٌ إذا لـم تَـصـبَـحينا رأيـتُ وجـوه خَـلْق ٍ مُنكَرينا فلا اللبسَ ارتضيتُ ، ولا الرَّطينا وقـال البعضُ : بل هم مسلمونا لـهـم لـغـةً ، ولا آنستُ دينا عـجـوزٌ ، غـابرٌ في الغابرينا وكـيـف سأخرج الداء الدفينا ؟ فـكـيـف لـعَـمْرُ خالقنا حيينا ولـم نَـكُ بـالـتناسخ مؤمنينا لـنـا خُـلـداً كـمـا قد تعلمينا ونُـصـدرهنّ حُمراً قد روينا ) وإشـفـافٌ كـمـا إذ تَـبسِمينا ونـمـنـح مـا نشاء إذا رضينا إذا أوجـسـن غـضبتنا ضَرينا لُـعابَ الشمس ، مُحكمةً وَضينا تُـقـاوي الـكَفَّ أو تَردُ الوَتينا نَـصـبـنـا في أزجَّتِها المَنونا يـكـاد يـكـون مُـرسَلُها أذينا ولا رتـعت وحوشُ الأرض فينا وشـئـنـا لـلـعروبةِ أن تكونا لـعـزّتـنـا ، وقـوم ٍ أعقبونا وأخـلاقـاً بَـهـرن الـعالمينا قُـواهُ بـقـوةِ الإيـمـان فـينا فـكـانـت مـثـلما قلنا وشينا وقـالا : قـد أتـيـنـا طائعينا لـنـكـسرَ بأسَ كسرى عامدينا وأنـدلُـسـاً وإفـرنـجاً وصينا كـمـا إذ تُـلجمُ الشَّكِسَ الحَرونا فـأ ُبْـدِلْـنـا بـجُمّتنا قُرونا . * * * تـضـعـضـعنا ، وأنّا قد ونينا نِـظـافـاً ، قد غُسِلن وقد كُوينا ونـنـصـبُ عـرضنا للمُهدِفينا مَـجـازرَ مـا ثُؤرنَ ولا وُدينا دمـاءٌ لـذةٌ لـلـشـاربـيـنـا هـنـالـك راكـعـين وساجدينا و رام الله ... ولا تـنـسيْ جِنينا نـكـون بـهـا الحمير الدائرينا فـمـفـعـولـون نحن وفاعلونا فـمـا امـتـدت بلاد المسلمينا وإحـدى الـضفتين وطورَ سينا وجَـولان الإبـا واسـكـندرونا و بـعـدَ غـد ٍ بما لا تعلمينا ) ونـعـم الإرثُ ، بئس الوارثونا ونـحـن الـصـابرون إذا أذينا ونـحـن الـظـالمون إذا ولينا على الأحفاض ) من هلع ٍ خ .. وإن بَـرَد الـوطيس بنا ، حَمينا ونـشـربُ وحـدنا كدراً وطينا أشـاوسُ مُـعـلِـمـين مُجرّبينا بـمـعـنـىً أو بـآخر فاتحينا عـلـى أنّـا تـنـابـلُ مُقعَدونا كـأن الـفـوقَ إرثُ أبـي أبينا ونـعـجَـز فوق عجز العاجزينا (ونـجهلُ فوق جهل الجاهلينا ) اخـتـيـالاً فوقَ تحتِ الواطئينا و واقـعُـنـا لأسـفـل ِ سافلينا تَـجُذُّ الحبلَ ، أو تَقِصُ القَرينا ) لأن طـبـاعَـهـا أ ُدرجْنَ فينا وخُـنّـا الـعـهد أو خُنّا اليمينا زواكـيَ ، أو عضضنا مَن يلينا ونـؤذى حـيـن ينبحُ حاكمونا و كـنـا فـي الـعدالة مُفرطينا و وجـهَ الأرض ِ كُـلَّه مُخبرينا نَـصـبـنـا تحت شاربهِ كَمينا مـن الـبـلوى ، ولا هم يُنقَذونا وأذكـيـنـا الـمَراصد والعيونا لـنـا بعضُ ( الكرام الكاتبينا ) نـصـور مـنـهمُ حتى الظنونا صـريـحـاً ، والتوجُّعَ والأنينا ونـحـن مـحـللون مصوِّرونا نـلـقَّـبُ عـنـدهم بالمؤمنينا ونُـكـسِـبُ قـدره نقصاً مُشينا لـيـاليَ ، أو شهوراً ، أو سنينا نـقـول لـه : اشـتباهٌ ، آسِفونا فـهـم - دَعْ مـا يقال - مُدَلّلونا أجـعـنـاهـم ، وهاهم يتبعونا اسـألـوهـم إن يكونوا يَنطقونا إذا خـطـب الـزعيم يُصفِّقونا و هـذا بـعـضُ حق مواطنينا سَـلـوا عنّا المقابر والسجونا 0 * * * لأصـرفَ عـن مَـثالبنا العيونا ولـم نـبـلـغ كـعاب الأرذلينا و فـي الإرهـاب نحن مصنَّفونا و مـثـقـلـةٌ كـواهـلُنا ديونا فـنـحـن الآن لا نـحتاج دينا و بـعـضٌ لـم يزالوا يَرضعونا فـعـادوا مُـهـتـرين مُخرِّفينا فـقـد مـاتـوا وهاهم يَحكمونا فـهـم لا شـك بعضُ المُنظَرينا و نـهذر في الشوارع : عائدونا إذا قـلـنـا الـحـقيقة أعدمونا فـمـا عُـدنـا ولا هم يحزنونا و جُـنّـوا مـن مـخافتنا جُنونا بـلا وعـي ٍ إلـيـنـا يزحفونا و هِـمـنـا في الشتات مُشردينا و صـرنا نحن عندهمُ ( بدونا ) بـبـعـض مـخيمات اللاّجئينا و لـكـن قـالـةً ... مـتكلمينا إذا فـتـكـوا بـنـا فتكاً مهينا خـرجـنـا فـي الفضاء مندِّدينا إذا مـا جـرّبـوا أن يـقصفونا و سـرنـا ضـدهـم متظاهرينا عـنـيـفٍ من هتافِ مُناضلينا مَـجـازرهـم ، و قلنا مجرمونا تـبـيّـنَ أنـهـم لا يـخجلونا بـهـمّـةِ قـادةٍ مـتـأمـركينا فـهـم بـإزائـنـا مـتـخلفونا فـنـحـن الـسـابقون الأولونا بـأكـبـرَ مـنـه ، لا متكلفينا إلـى الـمـريخ ، أطلقنا الذقونا دعـونـاهـم إلى التجريب فينا بـتـلٍّ مـن عـظـام الـميتينا نـجـيء بـهـم لـكيما يَقتلونا لـعـمـري - قـاتلون مُهذبونا و لـكـن يَـقـتـلون و يأسفونا بـهـا يُـحـيـونـنا و يُموِّتونا و أكـيـاسـاً مُـمَـلأةً طـحينا و مـهـمـا كـان مَـكّاراً لَعينا و لـيـس الـغرب أولاد اللذينا تَـريـنه من صفاتِ الجُبن ِ فينا بـمـلـيـاراتـنـا يَـتصرفونا عـلـى الـنفَر اليهود المُفترينا و أعـطينا بني صهيون (طينا ) فـلا قـرَّت عـيـون الشامتينا جَـلَـوتُ جـمـالـه للناظرينا رَحِـمـتُ الشِّعرَ أن ينحَطّ دونا * * * ذبـابٌ يَـمـلأ الـدنـيا طنينا لـنـا شَـبَـهاً بجنس الآدَمينا. |
ظَعينا