همُ الثَّلاثةُ
همُ الثَّلاثةُ
د. عبد الرزاق حسين
يسطع سجل الشهادة ، وتضيئُ جوانبهُ ، يكتب بحروف من نور ثلاثة أسماء جديدة تضيفها اليوم حادثة استشهاد ثلاثة من أنبل المجاهدين ، ÷م : محمد برهوم ، ومحمد أبو شمالة ، ورائد العطار ، إثر عملية غدر استهدفتهم بها الطائرات الصهيونية في يوم الخميس 25/10/1435ه الموافق 21/8/2014م ، فرووا بدمهم الزكي أرض فلسطين المباركة :
همُ الثَّلاثَةُ مِنْ رحمِ الإبا وُلِدوا
هُمُ الثَّلاثَةُ أبطالُ الفداءِ لهمْ
هُمُ الثَّلاثَةُ صهيونٌ عدوُّهُم ،
ظنُّوا بقتلهِمُ أنَّ النَّجاةَ لهمْ
وافوا جميعًا سنيَّ الأربعينَ فهمْ
هُمُ الثَّلاثَةُ باعوا أنفسًا وشروا
تلكَ التجارةُ ربحٌ دائمٌ أبدًا
كواكبُ النُّورِ في عليائنا سطعوا
خيرُ الجنودِ إلى القسامِ نسبتُهُم
كتائبُ النَّصْرِ عزُّالدِّينِ رائدُهُمْ
هيَ العيونُ قناديلٌ بليلِهِمُ
لينَ المضاجعِ لم تألفْ جنوبُهُمُ
أنفاقُ غزَّةَ مأواهُمْ ومضجغُهُمْ
محمَّدانِ وعطّارٌ ثلاثَنُهُمْ
هُمُ الثّلاثَةُ رُوّادٌ لأُمَّتِهِمْ
إنْ حدَّثوا صدقوا ، أَدُّوا إذا ائتُمِنوا
عاشوا إلى العزِّ طُلاَّبًا وما وَهَنُوا
إلى الجهادِ مَضوا يُعلونَ رايتَهُ
قالتْ فلسطينُ والدّمْعاتُ تخنُقُها
سوادُ عينيَّ بَرهومٌ مُقَدَّمُهُم
هيَا بَنيَّ إلى حِضِني أُقبِّلٌكُمْ
أسرَّةُ العِزِّ أَعناقُ الرِّجالِ لهم
هُمُ الثَّلاثَةُ لا خوفٌ ولا وجلٌ
هُمُ الثَّلاثَةُ تاجُ العزِّ كلَّلَهُمْ
هُمُ الثَّلاثَةُ مِنْ عِطرِ الجنانِ لهمْ
أرواحُهُمْ لِجنانِ الخُلْدِ صاعدةٌ
على مقاعدِ صِدْقٍ عنَدَ مُقتَدِرٍ
هُمُ الذينَ إذا جاؤوا يُقالُ لهمْ
وَهلْ وجدتُمْ وعودَ اللهِ حاضرةًوللفداءِ بأرواحٍ لهم رَصَدُوا
في كلِّ معتركٍ منْ ربِّهِمْ مَدَدُ
منهُمْ فرائصُهُ بالخوفِ ترتعدُ
هيهاتَ هيهاتَ منهم خابَ معتَقَدُ
كهولُ فهمٍ عقولٌ كلُّها رَشَدُ
أخرى بدنيا فهذا الرِّبْحُ لا حسدُ
بها التِّجارُ وفيها العزُّ مستندُ
إذا هوى كوكبٌ خِلْفٌ لهُ عدَدُ
قاصٍ ودانٍ لهمْ بالخيرِ قدْ شَهِدوا
هُمُ البواسلُ في دفعِ العِدى انْفَردوا
عُبّادُ ليلٍ على الجبهاتِ قد سَجَدُوا
لفضلِ ربِّهِمُ كَدُّوا لهُ اجْتهدوا
فيها الفِراشُ زَرابيٌّ بها الوُسُدُ
الهَدْيُ مرْكَبُهُمْ والبِرُّ والرَّشَدُ
والرائدُ الحقُّ لا مَيْنٌ ولا فَنَدُ
صلُّوا وصاموا وَوَفُّوا إنْ هُمُ وَعَدُوا
ولا اسْتكانوا لدنيا بلْ بها زَهدوا
وفي سبيل الهدى السَّيْرُ والجَلدُ
أبو شمالةَ والعطّارُ لي سنَدُ
ليثانِ في حَوْمَةِ الوغى بَرهُوُمُهُمْ أَسَدُ
هذا جَناني لكم في فيئهِ ابتردوا
مِنْها ارتقوا وإلى العلياءِ قدْ صَعَدُوا
كلَّا ولا حُزْنَ بل في الأمنِ قدْ سَعِدوا
رحبُ الجِنانِ وعيشٌ كلُّهُ رَغَدُ
الأرضُ تعبقُ بالأنسامِ تبتردُ
هُمُ الوفودُ على الرَّحمنِ قدْ وَفَدُوا
على الأرائِكِ في روضاتهمْ قَعَدُوا
هيَّا ادْخُلوا لنعيمٍ ما لهُ نَفَدُ
قالوا وجَدْنا وحقًّا إَنَّهُمْ وَجَدُوا