العبيد

شعر: سليم عبد القادر

مُرُّوا على المذابح الحُمْر ، بلا عـيونْ

مُروا على مذابـح الأطـهار ذاهـلينْ

مرّوا على مذابـح  الهـداة صامتـينْ

مرُّوا عليها لاهثـي الأنـفاس  مُتعبينْ

مرُّوا عليها  كالعبيد الخُرْس مُـطرقينْ

*    *    *

وأبصروا – لو تبصرون– فتكة المنونْ

وريبَـها في أوجـه البنـاتِ والبنـينْ

وما يخـلِّف الرَّدى الدَّمـيمُ من أنيـنْ

وكيف تذوي نخوة الرجال في سكـونْ

وكيف تسري  فيهمُ الغـفلةُ والمُـجونْ

وكيف يبني  العجز فيهم  قصره المكينْ

حتّى غـدوا يمجِّدون خـارق السَّفيـن

ويـكفـرون جهـرةً بحكمـة السّـِنين

ويُنكرون العُرفَ ، والمنكـرَ يعـرفون

ويشـتمون الشَّمس  والنسـيم  والعيونْ

وباسم من غسَّلهم بالخـزي يـهتـفون

و يرقـبون محـنة الأبـاة شـامتيـن!

*    *    *

مرُّوا كما شئتم ، فما مروركم يكـون!؟