أين كواكب الفرسان

أين مواكب الفرسان؟!

شعر : د . كمال أحمد غنيم

[email protected]

ومـاذا  بـعـد يا وطنا طواه الموت والنسيان؟!
وكـابـد لـيـله المأفون والأسوار iiوالقضبان؟!
ومـاذا  بـعـد يـا وطنا تلفلف فجره iiالأكفان؟!
ويـمـضـي  نازفاً دَمَه، تحطّم قلبه iiالأحزان؟!
ومـا شـعرت به الدنيا، وما ضجت له الأكوان!
وراح  يـسـائـل الأزهار والأشجار iiوالوديان:
لـمـن  أحـكي روايتنا؟! ومن يحتاج iiللتبيان؟!
ومن حولي ترى يصغي سوى الوديان والكثبان؟!
ومن حولي ترى يصغي سوى القتلى بلا iiأكفان؟!
***
رمـيـت الـصوت بالمقلاع للأغراب iiوالخلان
وهـل بيدي سوى المقلاع والأحجار iiوالتحنان؟!
ولـكـن مـا سمعت سوى نعيق البوم iiوالغربان
نـزعت الخوف من قلبي ورحت أطارد iiالطغيان
وهـل بـيدي سوى روحي وما تحياه iiبالإيمان؟!
سـأحـمـلـها  على كفّي، أفجر خلفها iiالبركان
وأمـضـي رافعا رأسي وأرقب موكب iiالفرسان
عـسـى  غـضبي وإيماني يحطم هذه iiالقضبان
عـسـى غضبي وإيماني يحرك غضبة iiالوسنان
ولـكـن قد تمادى الليل وانتشرت قوى iiالطغيان
ومـا كـان الصدى إلا صياح الخوف iiوالإذعان
***
ورحـت  أراقـب الآفاق، رحت أراقب iiالشطآن
أريـد  صدى يجاوب صوتي المخنوق iiوالبركان
ولـكن أين هذا الصوت؟ أين مواكب iiالفرسان؟!
أحـدق  فـي ظـلام الليل خلف النهر iiوالكثبان
ولكن  أين هذا الصوت ؟! أين بشائر iiالطوفان؟!
أنـا أذوي وهـذا الـدمّ مـلء الـنهر iiوالوديان
وهـذا  الـمـدفع الهمجي دوّى في يد iiالقرصان
يـمـزقـنـي ولست سوى دم يجري بلا iiأكفان
عـلى  الطرقات كان دَمِي يسيل وحوله iiالبركان
***
أنـا أذوي وهـذا الـدمـع ملء العين والأجفان
وهـذا الـدمّ أنـزفـه وأروي نـهرنا iiالعطشان
وأنـثـره  عـلـى الآفاق محموما وفي iiالشطآن
أفـجـره  مـع البركان رغم الصمت iiوالخذلان
ولـسـت أموت يا وطني برغم عناكب iiالنسيان
ومـا نـسـجت حبائلها على الأبواب iiوالجدران
فـرغـم  الصمت ما زالت تلوح مواكب iiالفتيان
وتـنبت  من جذور القهر فوق السطح iiكالريحان
وتـمـلأ هـذه الـدنـيـا بنور الحق iiوالإيمان
أراهـا قـد دنـت حـقا، وهذا موكب الفرسان!
تـلـوت  الـيـوم قرآناً ، وهذا منطق iiالقرآن!