وشمُ نوارسْ
نمر سعدي
وترٌ لماءِ الصمتِ بينَ حديقتينِ
صغيرتينِ لساعدَيها
تسمعانِ النبضَ في قاعِ البحارِ
وترفعانِ على حدودِ الليلِ
قلباً غيرَ مُكترثٍ
بما البلُّورُ يهمسُ فيهِ
مثلَ صليلِ أجسادِ المُحارِ الحيِّ
في شغفِ الأصابعِ......
ها هنا أتأمَّلُ الأيامَ دونَ عواطفٍ سوداءَ
أُصغي لانتباهاتِ الحفيفِ وراءَ فصلِ الصيفِ
كيفَ تُشعُّ من أفكارِ ماضيها
وأُبصرُ فوقَ عنقكِ أنتِ
وشمَ نوارسٍ زرقاءَ أو بيضاءَ....
أحلمُ مُرهفاً ندَمي على حلمِ الحصى
الملتاعِ في طوقِ الحمامةِ
من مرورِ سحابتينِ عليهِ
لا أُلوي إلى ما فاتَ حكمةَ شهرزادَ
من انصياعِ دمي
إلى فجرٍ خرافيِّ يهدهدُ زرقتي
المُلغاةَ في الأشعارِ......
أسألُ كُلَّ ما في الأرضِ
عن ماهيَّتي الأولى
وعن شبقِ الترابِ إلى الندى....
أتأمَّلُ الأوهامَ تغدرُ بي
وتصنعُ من شراييني مشانقَ لي
وللشعراءِ فيَّ...
ناكَ منفيُّونَ يقتسمونَ خبزَ الحزنِ في عينيَّ
ينقسمونَ آونةً عليَّ...
ولستُ أُبصرُ من رمادِ الكونِ - إن أبصرتُ –
غيرَ نوارسٍ موشومةٍ زرقاءَ.. أو بيضاءَ
نائمةٍ على أبهى انكساركِ
كالضلوعِ على السنينْ