شاعر

يوسف عبيد (أبو ضياء)

عين النخيل

هو شاعر يَنْبُضُ الشعر في فؤاده وتتردد صُوَرُهُ في خياله، وتجري نغماته على شفتيه ولسانه.

شَاعِرْ

رَدَّدَتْ لَـحْـنَ الـقَوَافي iiشفتاهُ
بَـاتَ  والأحـلامُ تُـغْريه iiبما
غـارقٌ  فـي لُـجَّةٍ من iiفِكرهِ
يَـسْـتَثِيرُ  الشِّعر ذكرى iiأَمْسِهِ
دمـعـهُ يأْسُو جراحاتِ iiالأسَى
كـلُّ  لَـحْنٍ صَاغَهُ أهدى iiإلى
أبـصـرَ  الـحسنَ بِثغرٍ iiباسمٍ
ومـع الـشَّـمس لدى إشراقها
ومـع الأنْـجُـمِ فـي iiأفلاكِها
مـسـرحُ  الـكونِ جمالٌ iiكلُّهُ
يـا نـديمَ الشِّعر ما الحسنُ iiإذا
خُـلِـقَ  الـشَّاعرُ والحسنُ iiله
يـعـشـق  المجدَ ويهواهُ iiوإن
كـم  تـغـنَّى بالمعالي iiوخطا
وسَـعـى يهدي لها الحبَّ iiولو
وبـلادٌ قـد شـدا في iiروضها
وكـسـاهـا  حُلَلَ الفخر iiوَمِنْ
يـأنـف الـذُّلَّ ويـأبـاهُ وإنْ
شـامـخُ الـجبهةِ لا iiيَخْفِضُها
فـالـغنى  للنَّاس أسمى مبتغىً
مـا انْثَنَى عن نصرة الحقِّ iiإذا
عـرفَ  الـنَّاس كما قد iiركبِّوُا
كـم  تـمادوْا في قلاَهُ iiومضوْا
أنـكـروهُ  حـسـداً iiلـكـنه
لـم يَـسُـؤْهُـمْ مـنه إلاَّ iiأنَّه
مـا أَرَاهُـمْ غـير وُدٍ iiخالصٍ
وَتَـمَـنَّـى  كـلُّ فـردٍ iiمنهُمُ
شـاركَ الـمحزونَ في iiأحزانه
وبـكـى كـلَّ شـقـيٍّ iiبائسٍ
يـمـسح  الْعَبْرَةَ عن خَدِّيْه iiإِنْ
مَـرِحَ  الـنَّـفس فلا iiيَقْبِضُها
بـاسـمٌ والـحزنُ في iiأحشائه
دافـقُ  الـدَّمـعـةِ لا iiيُمسكُها
ظـامـئُ الوجدان والرُّوحِ إلى
بـاحـثٌ عن كلِّ سِرٍّ iiغامضٍ
ذوُ  طُـمـوحٍ والأمـاني جَمَّةٌ
كـم  تَـلَـظَّى فكرهُ بحثاً iiوكمْ
وكـتـابُ  الـكونِ أسمى iiآيةٍ
يـا أخـا الألـحانِ رَجِّعْها iiفقدْ
أنـا  أهـوى لَحْنَكَ العذب iiإذا
لـي فـؤادٌ مَـسَّهُ لَفْحُ iiالْجَوَى
يـرشـف  الأنغامَ من iiأوتارها
هـاتِ أَلْـحَـانَ العُلاَ مِنْ وَتَرٍ










































وشـكـتْ سُـهْدَ اللَّيالي iiمُقْلتَاهُ
يُـسْـعِـدُ  النَّفس وتُغْرِيهِ مُنَاهُ
مُـسـتـهامٌ  سابحٌ خلف iiرُؤَاهُ
ويُـعـيـدُ  الـلَّيلُ أيَّام iiصِبَاهُ
وَيَـرُوقُ الـبلبلَ الشادي iiغِناهُ
أشـقـياء النَّاس نوراً مِنْ سَناهُ
وبـوجـهٍ أطـفأَ البُؤْسُ iiضِياهُ
ومـع  الـلَّـيـل إذا مَدَّ iiرِدَاهُ
ومـع الـبـدرِ منيراً في سماهُ
مـبـدعُ الأكـوان للنَّاس جَلاَهُ
لـم  يكن شِعركَ بالسِّحر iiكَسَاهُ
مَـنْـهَلٌ  واللهُ للحسنِ اصطفاهُ
كـان  أُفْقُ المجد صعباً iiمُرْتقاهُ
نـحـو مَـغْنَاهَا فخانتهُ iiخُطاهُ
أَنْـصَفَتْ مسعاه لم تعشقْ iiسِواهُ
بـنـشـيدٍ تعشق الطَّيْرُ iiصَدَاهُ
شـعـره قـد نظَمَ المجد iiحلاهُ
دَهَـمَ  الخطبُ الْحِمَى كان iiفِدَاهُ
إن عَنَتْ ذُلاً إلى الأرض الجباهُ
وسـبـيلُ  المجدِ أسمَى iiمُبتغاهُ
عَثرتْ  في نصرة الحقِّ iiالشِّفَاهُ
وَهْـوَ أُفْـقٌ يجهلُ النَّاس iiمَدَاهُ
فـي  أذاهُ دونَ مـا ذنبٍ iiجَنَاهُ
وَدَّ  زهـرُ الرَّوضِ لو قَبَّلَ iiفاهُ
(شـاعرٌ)  لم يُدركُوا نَجمَ iiعُلاهُ
كـعـبـيرِ  الزَّهر فَوَّاحاً شَذاهُ
تـحت ظِلِّ الحبِّ لو كانَ iiأخاهُ
وَرَعَـى الـدَّمع بقلب ما iiرعاهُ
ذَا  اكْـتِـئَابٍ وشكى ممَّا iiشكاه
خطَّتِ الأحزانُ سطراً مِنْ iiأساهُ
وَهـو يحيا في جحيمٍ مِنْ iiشقاهُ
كـاتِّقَادِ الجمرِ في الصَّدر طَواهُ
عـن  مصابٍ هالعُ القلبِ iiرآهُ
كُـنْه هذا الكونِ كي يجلو iiخَفاهُ
لـم  يَـسرْ إلاَّ على نور حِجَاهُ
كـلهيب  النار يجري في iiدماهُ
طـالَ مَـسْـرَاهُ وما مَلَّ سُرَاهُ
لـلَّـذي سـار على نهج iiهُدَاهُ
أطـرقَ  الَّـدهرُ وللدُّنيا iiانتباهُ
سـكـبَ الـسِّحرَ بقلبي iiفشَفَاهُ
ظـامئٌ  للحسنِ ما ابْتَلَّ iiصداهُ
كـارتشافِ  الزَّهرِ رَقْرَاقاً iiنَدَاهُ
قـد تَـحَدَّى مسمعَ الْخُلْدِ صَدَاهُ

التاريخ: 1962