شاعر
23أيار2009
يوسف عبيد
يوسف عبيد (أبو ضياء)
عين النخيل
هو شاعر يَنْبُضُ الشعر في فؤاده وتتردد صُوَرُهُ في خياله، وتجري نغماته على شفتيه ولسانه.
شَاعِرْ
رَدَّدَتْ لَـحْـنَ الـقَوَافي بَـاتَ والأحـلامُ تُـغْريه بما غـارقٌ فـي لُـجَّةٍ من فِكرهِ يَـسْـتَثِيرُ الشِّعر ذكرى أَمْسِهِ دمـعـهُ يأْسُو جراحاتِ الأسَى كـلُّ لَـحْنٍ صَاغَهُ أهدى إلى أبـصـرَ الـحسنَ بِثغرٍ باسمٍ ومـع الـشَّـمس لدى إشراقها ومـع الأنْـجُـمِ فـي أفلاكِها مـسـرحُ الـكونِ جمالٌ كلُّهُ يـا نـديمَ الشِّعر ما الحسنُ إذا خُـلِـقَ الـشَّاعرُ والحسنُ له يـعـشـق المجدَ ويهواهُ وإن كـم تـغـنَّى بالمعالي وخطا وسَـعـى يهدي لها الحبَّ ولو وبـلادٌ قـد شـدا في روضها وكـسـاهـا حُلَلَ الفخر وَمِنْ يـأنـف الـذُّلَّ ويـأبـاهُ وإنْ شـامـخُ الـجبهةِ لا يَخْفِضُها فـالـغنى للنَّاس أسمى مبتغىً مـا انْثَنَى عن نصرة الحقِّ إذا عـرفَ الـنَّاس كما قد ركبِّوُا كـم تـمادوْا في قلاَهُ ومضوْا أنـكـروهُ حـسـداً لـكـنه لـم يَـسُـؤْهُـمْ مـنه إلاَّ أنَّه مـا أَرَاهُـمْ غـير وُدٍ خالصٍ وَتَـمَـنَّـى كـلُّ فـردٍ منهُمُ شـاركَ الـمحزونَ في أحزانه وبـكـى كـلَّ شـقـيٍّ بائسٍ يـمـسح الْعَبْرَةَ عن خَدِّيْه إِنْ مَـرِحَ الـنَّـفس فلا يَقْبِضُها بـاسـمٌ والـحزنُ في أحشائه دافـقُ الـدَّمـعـةِ لا يُمسكُها ظـامـئُ الوجدان والرُّوحِ إلى بـاحـثٌ عن كلِّ سِرٍّ غامضٍ ذوُ طُـمـوحٍ والأمـاني جَمَّةٌ كـم تَـلَـظَّى فكرهُ بحثاً وكمْ وكـتـابُ الـكونِ أسمى آيةٍ يـا أخـا الألـحانِ رَجِّعْها فقدْ أنـا أهـوى لَحْنَكَ العذب إذا لـي فـؤادٌ مَـسَّهُ لَفْحُ الْجَوَى يـرشـف الأنغامَ من أوتارها هـاتِ أَلْـحَـانَ العُلاَ مِنْ وَتَرٍ | شفتاهُوشـكـتْ سُـهْدَ اللَّيالي يُـسْـعِـدُ النَّفس وتُغْرِيهِ مُنَاهُ مُـسـتـهامٌ سابحٌ خلف رُؤَاهُ ويُـعـيـدُ الـلَّيلُ أيَّام صِبَاهُ وَيَـرُوقُ الـبلبلَ الشادي غِناهُ أشـقـياء النَّاس نوراً مِنْ سَناهُ وبـوجـهٍ أطـفأَ البُؤْسُ ضِياهُ ومـع الـلَّـيـل إذا مَدَّ رِدَاهُ ومـع الـبـدرِ منيراً في سماهُ مـبـدعُ الأكـوان للنَّاس جَلاَهُ لـم يكن شِعركَ بالسِّحر كَسَاهُ مَـنْـهَلٌ واللهُ للحسنِ اصطفاهُ كـان أُفْقُ المجد صعباً مُرْتقاهُ نـحـو مَـغْنَاهَا فخانتهُ خُطاهُ أَنْـصَفَتْ مسعاه لم تعشقْ سِواهُ بـنـشـيدٍ تعشق الطَّيْرُ صَدَاهُ شـعـره قـد نظَمَ المجد حلاهُ دَهَـمَ الخطبُ الْحِمَى كان فِدَاهُ إن عَنَتْ ذُلاً إلى الأرض الجباهُ وسـبـيلُ المجدِ أسمَى مُبتغاهُ عَثرتْ في نصرة الحقِّ الشِّفَاهُ وَهْـوَ أُفْـقٌ يجهلُ النَّاس مَدَاهُ فـي أذاهُ دونَ مـا ذنبٍ جَنَاهُ وَدَّ زهـرُ الرَّوضِ لو قَبَّلَ فاهُ (شـاعرٌ) لم يُدركُوا نَجمَ عُلاهُ كـعـبـيرِ الزَّهر فَوَّاحاً شَذاهُ تـحت ظِلِّ الحبِّ لو كانَ أخاهُ وَرَعَـى الـدَّمع بقلب ما رعاهُ ذَا اكْـتِـئَابٍ وشكى ممَّا شكاه خطَّتِ الأحزانُ سطراً مِنْ أساهُ وَهـو يحيا في جحيمٍ مِنْ شقاهُ كـاتِّقَادِ الجمرِ في الصَّدر طَواهُ عـن مصابٍ هالعُ القلبِ رآهُ كُـنْه هذا الكونِ كي يجلو خَفاهُ لـم يَـسرْ إلاَّ على نور حِجَاهُ كـلهيب النار يجري في دماهُ طـالَ مَـسْـرَاهُ وما مَلَّ سُرَاهُ لـلَّـذي سـار على نهج هُدَاهُ أطـرقَ الَّـدهرُ وللدُّنيا انتباهُ سـكـبَ الـسِّحرَ بقلبي فشَفَاهُ ظـامئٌ للحسنِ ما ابْتَلَّ صداهُ كـارتشافِ الزَّهرِ رَقْرَاقاً نَدَاهُ قـد تَـحَدَّى مسمعَ الْخُلْدِ صَدَاهُ | مُقْلتَاهُ
التاريخ: 1962