هلْ مِنْ دُموعِك
23آب2014
د. فلاح محمد كنه
هلْ مِنْ دُموعِك
د. فلاح محمد كنه
هلْ مِنْ دُموعِكَ تشتكي الأجفانُ أمْ في فؤادِكَ مِنْ هُموم ٍ كَثـرةٌ أمْ نازلاتٌ في ديارِكَ أُجِّجَتْ ما فارَقَتْ إلاّ لتحرُقَ أزمُني في كلِّ عَشرٍ من سنينَ أعيشها وكأنَّ لعنةَ أعصُرٍ حاطتْ بنا وتدورُ في فلكِ التخاذلِ أمّةٌ ما أُمّةٌ هجرَتْ مواطنَ عزِّها ويدومُ كفرٌ من زمانِ نشوءِهِ والظلمُ إنْ طالتْ سنينُ حياتهِ بالظّلمِ تَهدُمُ أمّةٌ عُمرانَها وكأنَّ أجنحةَ المروءةِ قُطّعتْ ظلّتْ تطوفُ بِحَيْرَةٍ أشلاؤُها وتقاسمتْ أوصالَها ونعيمَها غرَقتْ ببحرِ اللهوِ يُسكِرُها الهوى حتى غدتْ من عُريِها في حيرةٍ تمشي بليلٍ حانقٍ بظلامهِ ظنّت بأنَّ الحِلمَ ضاعَ صوابُهُ تلك الرؤوسُ وحانَ وقتُ قطافها عَفَنُ العُقولِ يُميتُ جُلَّ صَوابِها بالحِلمِ قد بنتِ العصورُ قلاعَها وتهدّمتْ جهلا حضاراتٌ فما ركنوا إلى ماضٍ وعاشوا حزنَهُ يا من تمزِّقُ حاضرا بحماقةٍ أطلقْ شعورَكَ فالسماءُ فسيحةٌ وانظُرْ إلى عليائها تجدِ الّذي المرءُ يُعرفُ بالشدائدِ تارةً المَكرُماتُ لدى الكرامِ طبائعٌ دُنياكَ زيفٌ من صنيعةِ جاهلٍ والنّفسُ لا ترضى وإنْ حازتْ على واكسِرْ جماحَ طموحها بتذلُّلٍ لن تُرضها مهما أطعتَ زمامها | ؟نهراً تسيلُ ضفافُهُ النيرانُ نبتتْ عليهِ ثمارُها الأحزانُ منها المشيبُ يَحارُ والولدانُ فذَهابُها كرجوعِها سيّانُ تُبقي عليكَ وتُهدَمُ الأوطانُ ليتيهَ فيها عنوةً إنسان أحنى ضمائرَ روحها الخذلانُ ضنكاً تعيشُ وناسُها غلمانُ بالعدلِ يَنصُرُ عمرَهُ الإحسانُ لم يُبقِ إلاّ عودَهُ الخوّانُ لا الجاهُ يَنقُذها و لا الإيمانُ فاستصعبتْ طَيَرانَها الأبدانُ وتناثرَتْ وكأنَّها القطعانُ أُممُ التّتارِ وخانها البُرهانُ أنّى تروحُ يجرُّها الطوفانُ وتبخّرتْ من عجزها الشطآنُ والشمسُ يُطفِئُ ضوءَها البهتانُ فتعاظمتْ بجهالةٍ أضغانُ لسيوفِنا في بترِها سلطانُ لا يُصلِحُ الرأيَ السفيهَ دُخانُ واستشرفتْ بتطاولٍ أركانُ أبقى الدعيُّ لعمرِها أزمانُ وتوارثوا كذبا ومنهُ عانوا دُنياكَ شُؤمٌ ما لها أكفانُ ملآنةٌ بنجومِها تزدانُ ضيَّعْتَ من زمنٍ فأنتَ مُدانُ ومروءةٍ يسمو بها الإحسانُ ولِحَظّهنَّ لدى اللئامِ لسانُ زعمَ المروءةَ وهْيَ منهُ تُهانُ كلِّ الّذي مُنِيَتْ بهِ الأكوانُ فببابِ ربِّكَ رحمةٌ و جِنانُ ( وَلَسَوْفَ يَرْضى )1 قالَها الرحمانُ |
1- الآية 21 من ( سورة الليل )