إلى مدينة السَّلط
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
ضريح نبي الله يوشع شمالي مدينة السلط
إلى مدينة السَّلط، لمناسبة اختيارها عاصمة الثقافة الأردنية عام 2008م،ول"إربد" التي سبقتْها والكرك التي تلتْها، لعلَّنا نتقرَّأ عبق التاريخ والمجد في الأردن وفي ثلاثية الأثافي"
***
* نشر بعض هذه القصيدة في مقدمة لكتابي الموسوم ب"بديعية الفتح المبين في مدح الأمين "للشاعرة البدائعيَّة "عائشة الباعونية "وزارة الثقافة (الأردنية )،عمان مطبعة السفير، الطبعة الأولى، 2008 ، ص ص 36، وهنا تغيير وإضافات .
يا سلطُ ، يا روايةً كبيرهْ
فُصولُها ؛
قدسيٌّة ،
حربيةٌ ،
علميةٌ
***
يا السَّلطُ ، يا عزيزتي ،
روايةٌ قدسيّهْ
على ثراكِ سجدتْ جباهُ أنبياءْ ؛
شعيبُ ، موسى ،ثمَّ يوشعُ،
والمسيحْ
***
وعطَّر الفضاءْ
في ليلة الإسراءْ،
جبريلُ، والبُراقُ ،
والحمدُ
والتسبيحْ
***
شعيبُ ما يزال شاهدا عليهْ؛
مقامهُ ،
وماؤهُ ،
بلْ سدُّ مائهِ، المعاصرُِ المليحْ
لكنَّهُ لقلَّةِ الأمطارِ أحيانا شحيحْ
**
والخَتَنُ الكليمُ موسى ذاك هو،
يستوقفُ الغزالةَْ،
دعاؤهُ،
وللفتوحْ،
***
ويوشعُ تِلميذُهُ، من مربأ عالٍ،
يشعُّ ما يزالْ،
،قبابُه ، بهاؤهُ ،
يلوحْ
****
ومَغْطَسُ المسيحِ ،في تلاوة الإنجيل ،
يغسلُ الذنوبْ
تبتَّلت ،
عذراؤهُ،
في ذكره ُسبًّوح،
لله واحد صفوح
في غارهِ ، موحِّدٌ لله،
مبشِّرٌ بأحمدَ
وتلكمُ أنباؤهُ ،
ممجِّدا
لربِّنا ،من ربِّنا، سبحانه
مشكاتُهُ،
من واحد إلهِنا
تفوحْ
*****
لمَّا سرى طه، رأى موسى،
يصلِّي قائما
في قبره للهِ ،
ُقدِّسَتْ أسماؤهُ،
ودينُهُ السميح،
فهل يمارسُ العبادُ الميِّتون ،
كأنهم أحياءُ، في قبورِهم ؟أعمالَهم ؟
أمْ كشفُ أنبيائه،
للغيب هوْ
الصحيح؟
***
يا السلطُ، يا مدينتي الحربيَّهْ،
على جبالكِ الشّمَّاءِ، قلعة ٌعصيّة
وعُمرُها قرون،
شيَّدها لخطَّةٍ حربيةٍ،
صلاحُ الدِّينْ ،
وسيلةَ الإعلام؛
بالليل أشعلتْ نيرانُها ،
وبالضُّحى دُخانُها ،
تقابلُ المدينةَ المقدّسهْ،
"يبوسَ"
،مدينةَ السَّلامْ"
قِبابها تشعُّ في الظلام ْ
تستنصرُ الحكَّام ،
"أنا مدينةُ السَّلام "
لا أقبل الطُّغام،
للغربِ مني تعرفونهم لئامْ،
فكبَّلوني ،مدة تزيد عاما عن ستين عامْ
هم أرجس الأقوام،
ويدَّعون أنَّ هيكلا لهم،
ما يزال
في أروقة الظلام ،
لكنَّه أخنى عليه البابلي"،
نبوخذ"،،وصنوه سرجون
من سالف الأعوام
لما بغَوا ،
وحطَّم الأصنامْ ،
*******
رسائلي للسَّلط ،
حروفُها حينا لبسط ،
أو للعُدا حبنا كسوط
من برجي حمامٍ ْ،
أراسلُ الكرامْ ،
أستقبلُ الأحداث بانتظامْ
أنباؤها تُضخُّ لي ترادفا، ومن مرجِ الحَمام،
من طرَّة من اربد ،من طيبتها، من بَيسانَِ،
تحملُها
أزجالُ حمامْ ،
تحملُها تحت الجُنْحِ ،
رسائلُ للحربٍ، أو للضرب،أو
تبشير بفتح ،أو
باستسلام
***
ما أحلى يوم الحرب ! بُنيَّ ،
لن ُتدركَ غايتَكَ الفضلى، إلا به ،
دع عنك الاستسلامْ،
أو أغصن الحَمامْ،
***
ومقامُك نوحٌ في الكرك،
لكن لا غصنَ سلامْ،
فكأنك تأبى من وُلدكَ
،من ترك السفن على اللجِّ،وعام ،
أو أشرك بالله ،وهامْ ،
كرك،تحفة أقداس نبوية ،
نوح فيها وسليمان، ولوط ،
صرفا ،فيها لسليمانَ مقام ،
أو قيل ليوشع بن نون،
حيث أقام ،
أو مرَّ بِرُفْقةِ موسى ،
كليمِ اللهِ
إلى شيحان ،
أمَّا لوطٌ ،
ابن أخي إبراهيمَ فذو،
كهف في غور الصافي،
منعزلٌ في إبط الجبل، شرقيَّ الصافي،
أعمدة شاهدة ، قرب الكهف، وشرق المتحف،
لله مشقة ذاك الَّلحف،
تتوقّلُ مائتي درج ، وتزيدْ ،
في لحف حلزوني، جدُّ عنيد،
من يصلحه؟ والأجر على اللهِ
يزيد
***
كرك ملأى ميراثا أو كركا ،
بحراسة ميشع ديبوني،
اسمان هما،بجناس و فنون،
قدَّم ميشعُ للنصر على الهود ،
بكر بنيه،
وعلى أسواركِ،
يا ديبون ،
نعيٌ يرثيه،
لكن نال النَّصرَ،أخيرا ،
هو يبغيهِ ،
خلفٌ بتلو سلفا ،
شأنُكَ
في تطهير الأردنِّ من الغزو ، كسالفه "عِجلون"،
لكن ألقيت "ال"يهوه" ربَّ الجند ،
المتعطش شخبَ الدَّم ،ودُخْنَ الشَّمْ ،
أمامَ حذاءِ مسلَّتك العظمى،
لإلهك كموش،
يتذلَّلُ دون رموش،
وإلهك ومسلَّته، سلبت
في باريس اليوم ،
فمتى نرجعُها؟ يا قوم ،
شَيحانُ يطلُّ على القدس،
شمال القصر الكركيَّ،
وبه الشِّيحُ نَفوحٌ ،وبه أنسي،
وبه القصر قديما َملَكيّ ،
***
يا سلطُ،
يا قلعةً حربيَّهْ،
يا خوذةً في المجدِ،
يا عليَّهْ
***
في غورِكَ المخضَّر دائما،
،في شونةِ الكرامهْ ،
تسابقتْ يومَ الوغى،
جنودُنا للنَّصرِ ،
للكرامهْ
***
على يمينهم ،أمينُ هذي الأمّةِ ،
الضرغامُْ،
القائدُ الأعلى أخيرا ،
في فتوح الشام
***
و شرقُهُ "ضرار"ُنا" المٍقدامُْ
إذ يكشفُ الصدر إلى السهام ،
يستعجلُ الجنة في الإقدام
ومظهرا بسالة،
كخالد الوليد،
سيفِنا الصَّمصامْ،
فلم يمتْ في ساحةِ الحروبِْ ،
لانَّ من سمَّاه سيفَ الله،
رسولُ الله ،
فلن يموتَ باقتحام ،
وهكذا الله قضى ،أمرا مضى،
لو خاض ألفا من حروبه اللُّهام ،
فلن يموتَ في حوَّامة الحِمامْ
قضى عليه الموتُ في فراشه ،ونام ،
هديرُهُ يجلجلُ الفضا ، في فِحل واليرموك ،
في مؤتة ،انسحابُه نظام ،
لا يرتضي الفوضى، ولا الإحجام ،
يقول ذاك البطلُ الهمام ،
يا ليتني استشهدت في مواطنِ الزِّحامْ
فلا أحبُّ أن أموتَ ميتة الأنعام ،
***
فهيَّا للفتوح ، أمتي، نعالجِ القروح،
من معاركِ الجُروحْ،
فانَّ أي امة مهما علت،
في مدرجِ التاريخ ،
لا بدَّ أن تُصيبَها جُروح، لكنما انتصارُها يلوحْ،
فاقرؤوا يا أخوتي ،إن شئتموا
منازلَ الفتوحْ
فنحنُ عُرْبٌ لا نضام ،
تاريخُنا دخولُنا في حوزة الإسلام،
نَميلُ ميلة، قليلةَ الجثوم ،
هذا صحيحْ،
من هبَّة العواصف الشديدة ،
قولي صريحْ،
لكننا بنهضة رشيقة ، نقوم ،
فندحرُ الخصومْ ،
والظالمَ الغشومْ
بقامة مديدة ،
وهمة جديدة،
سلاحُنا تشاورٌ،
وسورةُ الحديدْ
يشحذُنا الفرقانْ ،
وسيِّدُ الأنامْ ،
محمَّد نبيُّنا ، وصاحبُ المقام ،
عليه منا أفضلُ الصلاةِ،
والسَّلام ،
ما دام في الكون َصبا ،وغرَّد الأطيار،
عليه منا أفضلُ الصلاة ،
والسلام
***
ومثلُ خالدٍ ، ضرارُ،
كان دأبُهُ يا إخوتي،
في فتحهٍِ للشَّامْ
والرُّوم لقَّبوه "عاري َصدْرُهُ " هُمامْ
وشاعَ في الأروام،
رأوه في كُلاهمو، منغرسا سنانُهُ ،
في الصحو و الأحلام
على يسارِهم ،
قائدُ الفتوحٍ ،
ودمُه ُالزكيُّ ،
ما يزالُ ،
عطرُهُ يفوحْ
على ثرى مؤتة الصّدامْ،
بوابةِ الفتوح،
للشآم
ذا جعفرُ الطيَّارُ ،
وصحبُهُ الأبرارْ
نائمون، يرزقون،في الجنان،يمرحون ،
في حواصل الأطيار ،
في المزار
مثلهم جنودُ في أيار
سلاحُهم خفيفْ ،
كان لنا الجنودُ في آذارْ،
وروحُهمْ شفيفْ،
يستنصرُ القهَّارْ،
وحبُّهم عفيفْ ،
لله ،والرسول،
و أردن الدِّيارْ،
***
فأعلوا في كرامتنا كرامتَنا
وخابت هجمةُ "الدَّجال" في نيروزِ ماضينا
***
فيا السلطُ، لك الأفضالُ ، علميَّهْ
ففي أرجائك الكبرى ،
تشعُّ كواكبُ البشرى،
لها نورٌ، يمجِّدُها
ومخطوطاتُ أمَّتنا ،
ستشهدُها
مواكبُها ،تحقِّقُ مجدََنا المخطوط َ
من آثار سلطيَّة،
وقد ذُكروا ، وأين همو؟
أتسألُ عنهم التاريخ ؟
وانْ ياقوتُ أعلنَهم،
وأدرج بعض ترجمة ،
لبعضهم ،
جزاه الله شؤبوبا
على قبرهْ،
وهذا من سنا قدرهْ،
فذلك جهدُهْ الوافي
فأين تراجمُ الأجيالِ للعلماء؟
فلا تجدُهْ ،
وأين الغايةُ الفضلى؟
هي التطبيق؟
ننشدُهُ،
فلا نجده،
ننظِّرُ في علومٍ الكون، تنظيرا
نسطِّرُ في فنون القول تسطيرا
فما ربحت تجارتُنا،
ألا نرتاد أبحاثا؟ تعزِّز من تقدُّمِنا ،
عن الأمراض،والتصنيعِ،
عن الحاسوب والتربيع،
وهندسة الفضائياتِ،
لكي تُخشى مرابعُنا ،
وترجمَهم مدافعُنا،
وقد سلفتْ صنائعُنا،
ونارُ العُربِ كم رشقت، سفائنَ روم ،باغية،
و"ايش ادة" لشاهدة
،قبيل الألف والمائتين،
هجرية؛
من الأعوام، سالفة ،
وأنباطٌ لهم تصنيع من قبلُ ،
فمن " قارٍ" طلوا سُفُنا ،من" الميِّتْ " ،
ومن" قار"، حنوطٌ يحفظُ "المِّيتْ"
فجابوا البحرَ في الأسفار ،
ومن ريحا إلى زُغر،
شروا من نخلها الأثمار،
ومن زُغر، شروا من بحره
الأحجار ،
وحنَّط ذكرَهم أخبارْ ،
من الهكسوس والأحبار ،
وفي البترا مساكنُهم ،
عجائبُ تُذهِلُ العُمَّار ،
ورشَّحها مليكٌ يقرأ الآثار،
بعيني زرقة الأبجار
ففازت في عجائبِها،
وقد زخرتْ خزائنُها ،
بأموالٍ من الُّزوار،
وهذي وصفةٌ عجلى،
تحيي الأهل، والأديارْ