الطريق إلى القدس
الطريق إلى القدس
إيمان رمزي بدران
عضو
رابطة أدباء بيت المقدس
أصـابَ الخطبُ من قلبي ونالا
وفـاضَ الـدَّمعُ ملءَ العَينِ لمَّا
ومـا دمـعي على حِبٍّ خَؤونٍ
ولا فـارقـتُ خِـلانـي فَبانوا
ولـكـنـي بَـكيْتُ لِبُعدِ عَينِي
شَـدَدْتُ لهُ الرِّحالَ لِفَرطِ شَوقِي
تَـمَنَّعَت "الحَواجِزُ" عَن وِصالي
تَـيَـمَّمْتُ الجَنُوبَ أَدورُ عَنْها
وبـاغَـتَـني جُنودُ الحِقدِ غَدراً
فـأسْـمَـعُ مِـنْ مآذنِِهِ المُنادي
فَـتَـغْـلي في شَراييني دِمائِي
فَـتـأبـى كلُّ أَعضائِي ذَهابا
وسَـاقـونِي بَعيداً عَنْ مُرادِي
وَكـمْ مَـنَّـيْتُ نَفسِي أَنْ أُلاقِي
أَمُـرُّ عـلى السُّورِ القديمِ لَعلَّنِي
وفِـي مَسرى النبي يهيم قَلبي
وأَتـلـو فِي زَوايا القدْسِ آياً
كـأَنِّـي حِـينَ يَمْنَعُنِي عَدُوِّي
أُجَـرَّعُ مِـنْ شَـرابِهِمُ حَميماً
ولـكنْ ما رَضِيتُ بِسوءِ حَالي
وقـالـوا: بعْ لَنَا الأقداسَ بَيْعاً
فَـمَـا كـانَ الجَوابُ يِغيرِ نَفْيٍ
فـأَغْـضَـبَهُمْ جَوابِي ثُمَّ مَاجُوا
أَعَـادُونِـي إِلـى بَـيْتِي ولَكِنْ
وَغَـالبْتُ الجِراحَ بِرغْمِ حُزْنِيوحـالَ الـنومُ من جَلَلي مُحالا
تَـسـعَّرَ في الحشا ناراً فسالا
ولا هـجـرا سُقيتُ ولا مِلالا
وبـعدَ البَينِ لم أطِقِ احتمالا !
عن الأقصى، وما أقساهُ حَالا !
ولـكـنْ ما حَطَطْتُ بهِ الرِّحالا
وكُـنتُ بِرغْمِها أرجو الوِصالا
فَـلاحَـقَنِي "الجدار" بِها شَمالا
فَـلاقَـيْـتُ المَهانَةَ والنَّكالا !
وأُمْـنَـعُ أَنْ أُجِـيـبَ لهُ مَقالا
وَنَـارُ الـشَّـوقِ تَزْدادُ اشتعالا
عن المّسْرى وَما تَرضى انْتِقالا!
أُجَـرُّ كَمنْ حَوَى داءً عُضالا !
ثَـرَى الأقصى فأَسْجُدَ فِيهِ حَالا
أَرى فِـي القَبْر مَنْ قَبْلي تَوالى
وأهـرَعُ حَـيـثُ للعَليا تَعالى
مِـن الـقُـرآنِ أَو أَدعُو ابْتهالا
يَـتـيـمٌ هَـائِمٌ نَسْلُ الَّثكالى !
وأَشْـبَـعُ مِـن مَوائِدِهمْ وَبالا
أَبَـيْتُ الذُلَّ، أو عَيشَ الكُسالى
سَـتُـعْطى دُونَهَا جَاها ومَالا!
وكـلاَّ ثم كلاَّ ، ثم لا... لا ...
كَـمـا الثورُ المهَّيجُ حِينَ جَالا
لِـبُـغْـضِـهِمُ لَعَنْتُ الإِحْتلالا
وَعَـهْدِي أَن أُعِيدَ له ارْتِحالا !