يا توأم الروح
في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الدكتور كمال رشيد
أخي كمال
د. كمال رشيد رحمه الله |
أ. عبود رشيد |
كنا أخي جسدين في روح وفي نفس سواءْ
كنا أُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُخيَّ في خاطرٍ متوحّدٍ بدمِ الإخاءْ
كنا كإشعاع الضياءْ
إشعاع فجرٍ ساطعٍ قد شف عن معنى النقاءْ
خلّين كالظلّين يلتقيان صبحاً أو مساءْ
كنا اذا ذُكر الوفا والود أنقى الأوفياءْ
في عزة للنفس تنبت في رباها الكبرياءْ
كنا نجيء النبع ملهوفين شوقاً وارتواءْ
كنا كأمطار الشتاءْ
والأرض ظمأى والأماني حولنا ترعى ظِماءْ
كانت لنا دوما ثواقب نظرة نحو الصفاءْ
أكمال يا رمز الرّناءْ
من بعد فقدك يا أخي ضاع المؤمّلُ و الرجاءْ
قد كنتَ ساعديَ الذي أوهاه سهم ذو مضاءْ
لم يبقَ من قلبي سوى جرحٍ تضرّع بالدعاءْ
الصبر ترياق البلاءْ
أكمال بعدك يا أخي ناجيتُ أبوابَ السماءْ
لأطلَّ فيها من بعيد كي أرى فيك الرجاءْ
وأراك في روض مياسمه أزاهيرٌ تُضاءْ
وأراك بين الحور في وهج المسرة في بهاءْ
نحن الأسارى يا كمال تشدنا أيدي القضاءْ
لله أمرٌ لا يرَدُّ ، فحكمه فيما يشاءْ
والكون آخره الفناءْ
لو كان يعلم واحد بمصيره عند اللقاءْ
لوجدته قد عفَّ عن نعَم ٍيراها في الرخاءْ
فحياتنا ومماتنا في هذه الدنيا سواءْ
ترعاك عين الله في دار السعادةِ و الهناءْ
ترعاك في ذكراك في تقواك يا رمز العَلاءْ
في جنة فيها نعيم دائم مما نشاءْ
أكمال ذكرك خالد بالعلم يا بحر العطاءْ
بالدين أنت محَصنٌ ، والخُلْقُ توّجَه الحياءْ
أمضيتَ عمرك داعياً ، ولزمت دربَ الأتقياءْ
من كان مثلك يا أخي فله مقام الأولياءْ
ولنا حبال الصبر بعدك إنها نعم العزاءْ
******************
قد كنت َ مبدعَ حكمةٍ ببلاغةِ الحرف المُضاءْ
وزنادَ فكر ثاقبٍ في العقل يشعله الذكاءْ
فَلَكَمْ مقال قد حوى معنى البطولة والفداءْ
قرّاؤه قد عوِّدوا منك الحقيقة لا الرياءْ
*****************
قد كنتُ مغترباً وإذ خبرٌ أتاني باستياءْ
فتركتُ خلفي أُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُُسرةً ؛ لقضاء حق للوفاءْ
فرجعتُ أستبق الزمان يخيفني مرُّ اللقاءْ
قد عشتُ صمتك آملاً فرج الإله من السماءْ
أغلى الأماني همسة منكم تعيد لي الرجاءْ
لكن كسراً هدّني لمّا قضى الباري وشاءْ
قدر الإله وحكمه قد كان ميزان القضاءْ
فقدُ العظيم لمفجعٌ والعين تمطر في سخاءْ
***************
يا حادثاً ألقى أخي من غير وعي بابتلاءْ
وبريق جوهرة خبا، ما عاد يسطع كالسناءْ
من دون نزفٍ ظاهرٍ تبديه قطرات الدماءْ
والعيش بعدك قد غدا ضيقاً يحيط به البلاءْ
في وجهيَ الدنيا غدت وكأنها نثرت هباءْ
لكن وجه حبيبنا كانت ملامحه انتشاءْ
في عيشةٍ أبديةٍ يحيا بها والأنبياءْ
*****************
أأبا بلالٍ لم تزل نجماً تلألأ في السماءْ
ما زلت تحيا شامخاً ، ذكراك عطّرها الوفاءْ
ذكرى نعيش بفضلها والسيف يأبى الانحناءْ
ما زلت تحيا بيننا ، فعلام ننطق بالرثاءْ؟!!