من دروس الحذاء 5

من دروس الحذاء

(5)

د. محمد عبد المطلب جاد

[email protected]

أستاذ سيكولوجيا الإبداع

جامعة طنطا-جمهورية مصر العربية

أبا زيدِ ( جُونْ ) يا سليلَ العرب

تَمَادَيْتَ تُثْبِتُ كُلَّ الولاء

لَنَا فوقَ كُلِّ اعْتِبَارٍ وَجَبْ

فَأَسْرَفْتَ تُجْرِى بُحُورَ الدِّمَاءْ

ومَنْ لَكَ عِرْقٌ بِهِمْ أو نَسَبْ

عَصَفْتَ بهم لِطُيُورِ السماء

جَعَلْتَ السماءَ تَصُبُّ اللَّهَبْ

وَهَتَّكْتَ فى الأرضِ كُلَّ خِبَاءْ

فَمَنْ مَاتَ مَاتَ ،ومَنْ عَاشَ هَبّْ

يَلُوذُ فِرَارَاً بِسَتْرِ العَرَاءْ

وأَشْعَلْتَ فيهم لهيبَ الغَضَبْ

على فِتْنَةِ العِرْقِ والأنبياء

فَصَاروا شُعُوباً طَوَتْهَا الشُّعَبْ

تُجَاهِرُ أبْعَاضَهَا بالعَدَاء

ومَنْ ذا يُحَقِّقُ هذا العَطَبْ؟

أَمِنْ فِعْلِنَا أمْ رِضَا الأَوْلِياء ؟

سَيَبْقَى دُهُورَاً بِمَرِّ الحِقَبْ

ضَبَابَاً كَثِيفَاً بِغَيرِ انْجِلاء

ويَبْقَى وَقُودَاً ويبقى السَّبَبْ

لِشَنِّ الحُرُوبِ وقتلِ الولاء

ولا يَسْتَعِيدُ العراقُ العَصَبْ

مدى الدَّهْرِ مُسْتَرْسِلاً لِلْفَنَاء

(أبا زيدِ) كيف العراقُ انْقَلَبْ

على كُلِّ ما دَبَّرَ الأشْقِيَاء؟

فَيَأْتِى الحِذَاءُ بهذا العَجَبْ

يَدُقُّ بِرَأْسِى يَقِينَ العَلاءْ

ويَهْتِفُ بِى : يا قَلِيلَ الأَدَبْ

ويَصْرُخُ بِى : يا شديدَ الغَبَاءْ:

جَحِيمُكَ أَفْرزَ أنْقَى الذَّهَبْ

وذَكَّى القلوبَ بِرُوحِ الإبَاءْ

وعَلَّمَنَا أنَّ إرْثَ العَرَبْ

مَنُوطٌ بِأَصْحَابِهِ الأوْفِيَاءْ

جَحِيمُكَ أَجْلَى دَعَاوَىْ الكَذِبْ

وما حِيكَ لِلْفَتْكِ طَىَّ الخَفَاءْ

سَيَبْقَى العراقُ على المُغْتَصِبْ

عَنِيدَاً تَأَبَّى على الانْحِنَاءْ

لآخرِ طفلٍ وعودِ حَطَبْ

سنَبْقَى نَزُودُ ونَبْقَى فِدَاءْ