السَّاحِرُ

حسن شهاب الدين /القاهرة

أنا

ساحرُ الزمنِ العربيِّ

معي وطنٌ

   في جرابٍ قديمْ

توشَّحتُ حُلمَ العُراةِ

استضأتُ بحزنِ قريشٍ

ودمعِ  تميمْ

أمسُّ

بطرْفِ عصاي الترابَ

فيورقُ نبتُ الحياةِ .. الهشيمْ

أنا

ساحرٌ

من

 زمانٍ

قديمْ

أدورُ

أدورُ

على كلِّ بيتٍ

وأشعلُ نيرانَ

غيبٍ عظيمْ

وأضْرِبُ لي خيمةً

في العراءِ

وأقرأُ طالعَ بئرٍ عقيمْ

( أنا ساحرُ الزمنِ العربيِّ )

ولي معجزاتُ

جميعِ الحُواةِ

وأتلو التعاويذَ ..

أُحيي الرميمْ

أنا ساحرٌ

من زمانٍ

قديمْ

ألا تعجبونَ ..

معي نخلةٌ

تموءُ ..

إذا عبرَ الفاتحونْ

يمسِّدُها

جنرالُ الغيومِ

فتندسُّ

في ظلِّهِ

في سكونْ

تقايضُ

مئذنةَ الكبرياء

ببئرٍ خليجيَّةٍ .. يعصـرونْ

تصلي لديها

صلاةَ الغُزاةِ

وهم يشهدونَ ..

ألا تعجبونْ

أنا ساحرُ

المسرحِ العربيِّ

معي البرقُ

( سيفُ الإله المُضاءْ )

إذا شئتُ

أشعلَ أسماءه

على زندِ قزمٍ

قصيرِ الرداءْ

يغني أناشيدَ ذاك الزمانِ

ويرقصُ

يرقصُ

حتى العياء

سَيُضْحِكُ

كلَّ شهيدٍ حزينٍ

-كما سَتَرَوْنَ-

ويُبْكي البكاءْ

أنا

الساحرُ / الشاعرُ

العربيُّ الذي ..

يمضغُ الكلمات / الهواء

معي سَبْعةٌ

من كلامِ الجدود

معلَّقةٌ كلُّها في العراءْ

كَلَحْمِ الذَّبيحِ ..

تُؤَرْجِحُها

  طائراتُ الشَّمال

بهذا الفضاءْ

فتقطرُ

زيتَ

النبوةِ

مشكاتُها

فوق رملِ الزمانِ الهشيمْ

فأصرخُ

ملءَ الوجودِ / الفراغِ

معي وطنٌ

أيُّها الحاضرون

معي وطنٌ

في جرابٍ قديمْ

أنا ساحرُ

الزمن العربيِّ

أنا ساحرٌ

من زمانٍ

قديمْ