الغريبُ
عبد السلام الكبسي
الغريب ُ
أتى فجأة ً ,
كالشعور ِ الغريب ِ
الذي يسبق ُ الريح َ في البحر ِ
والمطر َ المتساقط َ بعد انتظار ٍ طويل ٍ , وقيظ ٍ على البر ِ
مِنْ أين يأتي الغريب ُ ,
فكل ّ ُ الدروب ِ السحيقة ِ
غامضة ٌ , في البداية مثل ُ الحقيقة ِ ؟!!
عين ُ الغريب ِ سماوية ٌ ,
تتجاذب ُ أحوالنا , ما نخبئه ُ دوننا ,
وترى في التفاصيل ِ ما لا نراه ُ بعين ٍ الحقيقة ِ ,
لكننا سنقول ُ بأن َّ الغريب َ يخبئ شيئا ً ,
غير َ الحقيقة ِ ,
في قلبه ِ
ولذا لا نحس ُّ تجاه َ الغريب ِ بغير ِ الظنون ِ
نخاف ُ الغريب َ ,
ولا نتعاطف ُ نحو الغريب ِ ,
ولا نقتني للغريب ِ الشجون َ العميقة َ أيضاً ,
فقد علمونا على صغر ٍ ,
أن نخافَ من الغرباء ِ ,
فقد ربما , يذهبون بعيداً , بنا في معاطفهم
كالرياح ِ التي تقرع ُ الباب َ ليلاً , ثم تعود ُ
من حيث ُ جاءت أدراجها في المتاه ِ
لذا سنظل ُ نخاف ُ الغريبَ ,
و نرتابُ وجه َ الغريب ِ
ونكره ُ صوت َ الغريب ِ
و إن
كان يقطر ُ بالشعر ِ ,
بالحكمة المشتهاة ِ
الغريب ُ أتى ,
الغريبُ مضى ,
الغريب ُ هنا , الغريب ُ هناك ,
الغريب ُ كما الحرب ِ
ليس مريحاً , ولا يستريح ُ الغريب ُ ,
حتى يفارقنا , عندها تضع الحرب ُ أوزارها ,
وتحدث ُ بالإفك ِ أخبارها ..
وعلى كل ّ ِ حال ٍ ,
ليس َ بوسع ِ الغريب ِ الدفاع عن النفس ِ ,
فهو ضعيف ٌ كطفل ٍ ,
وهش ّ ٌ كما البسكويت ِ ,
وقابل ُ للإنكسار ِ
كأيقونة ٍ من زجاج ٍ , كجرة ِ فخار ِ
ليس َ بوسع الغريب ِ سوى الصمت ِ رغمئذ ٍ ,
لا يقول ُ الغريب ُ لنا ما الذي يخطر ُ الآن َ , في باله ِ ,
لا يجازف ُ حتى على أن يقول َ الحقيقة َ ,
ما أسرع الشائعات التي تتقاذف ُ بيت َ الغريب ِ ,
بأقذع ما نتخيله ُ
من كلام ٍ غريب ٍ ,
و دوما ً , يقال ُ أمامَ الغريب ِ ,
وخلفَ الغريب ِ :
" متى سوف َ يغرب ُ وجه ُ الغريب ؟!!".