ليسَ بالشّكوى شِفاءُ
26تموز2014
صالح أحمد
ليسَ بالشّكوى شِفاءُ
صالح أحمد (كناعنه)
شكَوتُ وليسَ بالشَّكوى وضاقت بالكريمِ الحُرِّ دُنيا فما عادَ الحَليمُ يَرومُ رُشدًا يُصادِرُ رايَةَ الأحرارِ ظُلمًا وحامت بالرّبوعِ غِرابُ خَلقٍ وبُدِّلَ مَنهَجُ الأخيارِ جَهلا وضُيِّعَ إرثُ قومٍ كم تَساموا ألا يا طارِقَ الأحزانِ زِدني وقَد أضحى المُعَزّي والمُعَزّى فُجِعنا كُلُّنا مِن جُرحِ شامي وفي مصري أقَضَّ دمُ العَذارى ورُوِّعَ شيخُ قومي في حِماهُم وفي قُدسي يُسامُ الحُرُّ أسرًا سعى بيقينِهِ وشموخِ نَفسٍ وإذ عزَّ النّصيرُ لجُرحِ قُدسي فِداءً ناشئَ الفِتيانِ هبوا إذا الدّنيا رمتكِ بكلِّ سَهمٍ * * * بني الإسلامِ أُنسيتُم أَعِدّوا وصرتُم للأعادي شَرَّ ظِلٍّ وهل في صُحبَةِ الإفرَنجِ خيرٌ؟ كلابُ الغربِ تنهَشُكُم وتعوي يمَنّيكُم لقيطُ الغربِ زورًا ورُحتُم للمَناظرِ في استباقٍ رفعتُم شامِخَ البنيانِ فخرًا على ذلِّ المُمالَأة التَقَيتُم وما فيكم بموقفهِ أصيلٌ علوجُ الرّوسِ والأمريكِ فيكم خرائِطُهُم تحاكُ بلَيلِ ظُلمٍ تطاوُلُهُم على بعضٍ مِراءٌ مصالِحُهُم هي القانونُ فينا فّثُب للرّشد يا شعبي وأبصِر فلو صدقوا مودّتهم لصانوا فكم سُروا إذ الاسلامُ أضحَوا هو الهدفُ الذي كم عاشَ يسعى وسارَت خَلفَهُ الأقزامُ عُميًا فكم يبدون من لينٍ نفاقًا كلامٌ ليس أكثرَ مِن زَفيرٍ ألا يا سائلي عن مجدِ قومٍ فما للقومِ من مَجدٍ يُنادى كنوزُ بلادهم للغيرِ تُدنى ولا والله ما للحق قاموا يسامُ الطِّفلُ في قُدسي هوانًا لكلِّ قيادةِ الأعرابِ طُرّا * * * شكَوتُ وكنتُ بالشّكوى جديرا نُقاتلُ بعضَنا والكلُّ صرنا وفاغرُ جرحنا كم صاحَ فينا فمن سيرُدُّ كفَّ الغدرِ عنّا وأبهجَ قلبَ أعدانا صراعٌ فمن للحرَّةِ الثّكلى تُنادي ومن للطفلِ يصلى في أتونٍ ومن للأرضِ إذ يحتَلُّ باغٍ * * * شكوتُ وشكوتي عارٌ وذلُّ أحاوِرُ وحدتي ويطولُ شكّي | شِفاءُولا بالصّبرِ إن عَمَّ تناوَبَها البُغاةُ فلا صَفاءُ وقَد أضحى لِذي السّفَهِ اجتِراءُ ويَتبَعُ مَن مَناهِجُهُ العِداءُ وأبدى النّذلُ للعادي الولاءُ بمنهَجِ مَن مَعيشَتُهُم خَواءُ ليُتبَعَ زائِفُ الرّأيِ الهَواءُ يقينًا أنَّ دُنيانا ابتِلاءُ بأرضِ العُربِ يا لَهَفي سَواءُ وفي الزّوراءِ ينتَصِبُ الشَّقاءُ عيونَ الفَجرِ واعتَلَّ الضِّياءُ فليسَ بها لشَيبَتهِ وَفاءُ يثورُ... سلاحُهُ ملحٌ وماءُ ولم يخنَع... ورايَتُهُ الإباءُ وأمّةُ يغرُبٍ حولي نِساءُ فكانوا دِرعَها وَهُمُ الكِفاءُ لجرحِكِ قدسَنا نحنُ الدّواءُ * * * فزُلزِلتُم وقد عزَّ اللّواءُ أفي ظِلِّ الغريبِ لنا وِقاءُ؟! ألا خابَ المُرَجّى والرّجاءُ غَدَت غولًا وقَد صِرتُم شِياءُ وَيَشريكُم... بكُم هانَ الشِّراءُ وليسَ لجَوهَرٍ فيكُم بَقاءُ وهُنتُم في الوَغى.. أنتم غُثاءُ بلا رأيٍ وعُدَّتُكُم رياءُ ولا والله ما شئتم... وشاؤوا تُحَكِّمُ أمرها ولهُ مَضاءُ وتفشى لم يعُد أمرٌ خَفاءُ على جرحي لهم طابَ اللّقاءُ بِناكبِ شَعبنا اعترفوا وراؤوا فليسَ لخاسِرِ الهيجا عَزاءُ عهودا .. إنّ نُصرَتَهُم هُراءُ شراذِمَ ليسَ يجمَعُهُم إخاءُ إليه الأجنبي كلٌّ سَواءُ وصمًا سعيُهُم شرٌّ وَباءُ وهم من مكرهم يُغضي البَغاءُ وعودٌ ليسَ يَدنوها الأداءُ رثاهُم حينَ خانَهُمُ الرِّثاءُ إذا عن فعلهم غابَ النّقاءُ وتلكَ شعوبُهُم جَوعى ظِماءُ ولا للرشدِ والايمانِ فاؤوا ويُحرَقُ... إنّما الفعلُ ازدراءُ فهم في أعيُنِ الأعدا إماءُ * * * وفوقَ ربوعنا رانَ الفَناءُ دماءٌ تشتَفي منها الدّماءُ كلونِ الفعلِ يأتيكَ الجَزاءُ وكلُّ شعوبِنا جُبنًا تَناؤوا يُمزّقُنا .. ألا تَبَّ الغَباءُ ويخرَسُ جمعُنا إنّا هَباءُ؟ مِنَ الأحقادِ إذ عزَّ الفِداءُ؟ لمقدِسنا .. وموقفنا انحِناءُ! * * * وما أعددتُ للخَطبِ استِياءُ إذا لم يبقَ لي نَعَمٌ؛ فلاءُ! | البَلاءُ